قال تقرير حديث صادر عن شركة فيرست للابحاث المالية أن الأشهر الستة الأولى من عام 2023 قد كانت مليئة بالأحداث بالنسبة ، بدءًا من طفرة أسهم التكنولوجيا المستوحاة من الذكاء الاصطناعي وعودة العملات المشفرة إلى أسوأ انهيار مصرفي منذ انهيار بنك ليمان براذرز، إلي جانب ذلك، الارتفاع المستمر في أسعار الفائدة الذي أضر بالأسواق في عام 2022، ولكن الوقت الحالي يبدو مختلفًا بسبب وجهة نظر لا تتزعزع بأن نهاية دورة التشديد النقدي باتت قريبة.
واشارت فيرست في تقريرها ان مؤشر ستاندرد آند بورز 500 وهو مقياس أوسع قد ارتفع بنحو 14.5% حتى الآن هذا العام بينما ارتفع مؤشر ناسداك 100 بنحو 38% متجهًا نحو تسجيل أفضل أداء نصف سنوي على الإطلاق بعد ارتفاع بنحو 61% في النصف الثاني من عام 1999، حيث يمكننا رؤية مدى سيطرة أسهم التكنولوجيا على سوق الأسهم خلال الأشهر الستة الماضية.
واوضحت انه بعد سلسلة من الزيادات في أسعار الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي لاحتواء التضخم المرتفع تاريخيًا، خشي العديد من المستثمرين من أن الإجراءات الصارمة التي يتخذها البنك الاحتياطي ستدفع البلاد إلى انكماش أكثر حدة، لكن في الواقع خالفت أسواق تداول الأسهم جميع التوقعات مدفوعة بمكاسب أسهم القطاع التكنولوجي بفضل ChatGPT إلى حد كبير، حتى أن بعض المستثمرين وصفوا هذا المدى بأنه بداية سوق صاعدة، في حين أن البعض الآخر غير مقتنع ويحذرون من أن الارتفاع الأخير قد يكون صعودًا هبوطيًا للسوق (امتداد قصير الأمد من التفاؤل ضمن اتجاه هبوطي طويل الأمد).
حالة السوق الصاعدة
اضافت: “يبني المضاربون على الارتفاع حجتهم على علامات الاقتصاد المرن وتباطؤ التضخم والاقتراب من نهاية دورة رفع أسعار الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي، إذا نجا الاقتصاد من تداعيات التضخم المرتفع وأسعار الفائدة المرتفعة حتى الآن، فربما يستمر السوق الصاعد”.
ولفتت الى إن معدل البطالة منخفض والمستهلكون ينفقون وهذا ما يساعد في الحفاظ على أرباح الشركات لتكون أكثر انتعاشًا مما كان متوقعًا، كانت معدلات التضخم في شهر مايو معتدلة إلى حد ما واختار البنك الاحتياطي الفيدرالي للمرة الأولى منذ أكثر من عام ترك أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه خلال شهر يونيو الماضي.
أعلن المحللون في بنك أوف أمريكا مؤخرًا أن السوق الهابطة “انتهت رسميًا”، مشيرين إلى أن مؤشر ستاندرد آند بورز 500 تاريخيًا بعد ارتفاعه بنسبة 20% من نقطة منخفضة يستمر في الارتفاع خلال الـ 12 شهرًا القادمة في كثير من الأحيان، وقال محللو بنك أوف أمريكا إن الخوف من فقدان عائدات وفيرة مع استمرار الأسهم في الارتفاع قد يجذب المستثمرين على الهامش مرة أخرى إلى السوق، مما يوسع الارتفاع مع انضمامهم إلى موجة الشراء.
رفع المحللون في بنك جولدمان ساكس توقعاتهم لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 لنهاية العام، حيث توقعوا أن المؤشر سيرتفع بنسبة 5% أخرى.
قالت فيرست ان إحدى الملاحظات الشائعة للحذر بشأن الارتفاع الحالي هو أنه كان إلى حد كبير نتيجة ارتفاع عدد قليل من شركات التكنولوجيا الكبرى مثل الارتفاع بنسبة 200% في سهم شركة Nvidia حيث قفز طلب الذكاء الاصطناعي على رقائق أشباه الموصلات، كما حققت شركة آبل وميكروسوفت وألفابيت وأمازون ونيتفليكس مكاسب بنسبة 35% إلى 50%، وتضاعفت كل من شركة ميتا وتسلا بأكثر من الضعف.
البعض لا يري الأمر بهذه الطريقة
تابعت فيرست : “يركز الدببة على العقبات التي تنتظرهم: لقد انخفض التضخم لكنه لا يزال مرتفعاً، كما تظهر تصدعات في بعض الأجزاء المهمة من السوق”.
وذكرت ان انهيار ثلاثة بنوك متوسطة الحجم في الربع الأول من العام قد ادى إلى قيام مقرضين آخرين بالتحول إلى مزيد من الحذر، مما أدى إلى تقييد الائتمان وعرقلة توافر السيولة للشركات والمستهلكين.
وذكرت انه خلال الفترة الأخيرة قد ارتفعت حالات إفلاس بين الشركات، ويخشى بعض المستثمرين أن تكون هذه مجرد بداية لمتاعب أعمق، حيث يحين موعد استحقاق الديون ذات معدلات الفائدة المنخفضة ويواجه المقترضون تكاليف أكبر بكثير لإعادة التمويل، وهذا مصدر قلق خاص لسوق العقارات التجارية.
يعتقد المضاربون على الارتفاع أن البنك
وأكدت فيرست ان الاحتياطي الفيدرالي على وشك إنهاء حربه على التضخم، لكن الدببة يخشوا أن المعركة النهائية لم تبدأ بعد، فلا يزال التضخم يسير بأكثر من ضعف المعدل المستهدف للاحتياطي الفيدرالي البالغ 2% ويمكن أن يظل مرتفعا بعناد، قد يؤدي ذلك إلى قيام الاحتياطي الفيدرالي بدفع أسعار الفائدة إلى أعلى، والأهم من ذلك، تركها مرتفعة لفترة أطول مما يزيد من الضغط على الاقتصاد.
الاستعداد لركود في الربع الرابع
وشددت على ضرورة أن يستعد المستثمرون لألم سوق الأسهم على مدار بقية العام مع توقع حدوث ركود طويل الأمد من المحتمل أن يضرب الاقتصاد الأمريكي أخيرًا في الربع الرابع من عام 2023، وفقًا لبنك HSBC.
قال البنك في توقعاته الاستثمارية لمنتصف العام إنه يتوقع أن تؤدي زيادات البنك الاحتياطي الفيدرالي في أسعار الفائدة إلى جر النمو إلى المنطقة السلبية خلال الأشهر الستة المقبلة، وهو ما من المرجح أن يضر بالأسهم من خلال تقليص أرباح الشركات المدرجة.
وقال “كزافييه باراتون” رئيس قسم المعلومات العالمي في HSBC: “السيناريو الأساسي لدينا هو بيئة ركود في الاقتصادات الغربية وتوقعات صعبة ومتقلبة للأسواق”.
ولفتت فيرست الى ان هذه النظرة القاتمة تأتي بعد أن سجلت الأسهم ارتفاعًا مثيرًا للإعجاب خلال النصف الأول، حيث قفز مؤشر ستاندرد آند بورز 500 القياسي بأكثر من 14% منذ بداية العام حتى الآن، مع زيادة أعداد المستثمرين في أسهم التكنولوجيا وسط زيادة في حماس المستثمرين تجاه الذكاء الاصطناعي.
واوضحت ان هذا الارتفاع لا يعني فقط أن الأسهم ستنخفض أكثر عندما تبدأ الأخبار السيئة عن الاقتصاد في السيطرة على عناوين الأخبار، وفقًا لباراتون، وأضاف: لا يبدو أن الأسواق تضع في اعتبارها وجهة نظر متشائمة خاصة بالعالم، ومع ذلك، فإن تدفق الأخبار خلال الأشهر الستة المقبلة قد يكون صعبًا.
التوقعات الأساسية الحالية لبنك HSBC هي أن الاقتصاد سوف ينزلق إلى الركود في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام، علاوة على ذلك، سيكون عام 2024 بعد ذلك “عام الانكماش” الذي يعكس فترات الركود الأكثر اعتدالًا في التسعينيات، بدلاً من الركود الحاد الذي نجم عن الأزمة المالية لعام 2008 ووباء كوفيد 19 لعام 2020.
وقالت فيرست ان هذا الركود سيؤدي إلى إزالة بعض بريق طفرة الذكاء الاصطناعي والتي ساعدت أسهم شركات مثل نيفادا وتسلا وميتا على تحقيق عوائد من ثلاثة أرقام خلال الأشهر الستة الماضية.
تابعت: “بينما تدعم تجارة الذكاء الاصطناعي هذا العام وجهة نظرنا بأن تعريض المحافظ للاتجاهات الكبرى المهمة يمكن أن يؤدي إلى محركات عوائد فريدة لتعزيز العوائد وتوفير وسيلة للتنويع”.