Find Out More

Is your organization one of the Best Places to work in Egypt

workL

تقرير: العلاقة الشائكة بين الـ AI والشركات الناشئة محفز للنمو أم تهديد وجودي محتمل؟

الذكاء الاصطناعي التوليدي يعيد تشكل السوق العالمي وكل القطاعات

تقرير: العلاقة الشائكة بين الـ AI والشركات الناشئة محفز للنمو أم تهديد وجودي محتمل؟
نيفين نبيل

نيفين نبيل

12:31 م, الثلاثاء, 20 مايو 25

مع انتشار الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي في مختلف القطاعات وتسارع وتيرة التحول الرقمي في العالم العربي، بات الذكاء الاصطناعي قوة دافعة تعيد تشكيل مختلف القطاعات حول العالم، بدءًا من الأعمال الروتينية المكررة ومجالات مثل التجارة الإلكترونية وصولا إلى سبل تقديم الرعاية الصحية ومرورا بالتمويل والخدمات اللوجستية. إلا أن السؤال الذي بات يواجه رواد الأعمال اليوم هو، هل فعلا الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة ذهبية لنمو الشركات الناشئة، أم تهديدا يمكن أن يعصف بمستقبل بهذا المجال بأكمله، إذ يشكل خطرا وجوديا عليها.

وفقا لتقرير موقع  BridgeMena، يرى خبراء ريادة الأعمال أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون سلاحًا ذا حدين. فمن جهة، يوفر إمكانات هائلة لدعم الابتكار وتعزيز الكفاءة، ومن جهة أخرى، قد يُشكّل تحديا حقيقا للشركات التي تفشل في مواكبة التطورات التكنولوجية المتسارعة التي تغير ملامح النظام العالمي أو توظيف التقنية بشكل استراتيجي يسهم في بقاها في دائرة المنافسة.

يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي وسيلة بارزة في تعزيز نمو الشركات الناشئة وذلك من خلال عدة أساليب منها:

1. تعزيز الكفاءة وخفض التكاليف

غالبًا ما تبدأ الشركات الناشئة برؤوس أموال محدودة، ما يجعل تحسين الكفاءة أمرًا حاسمًا. وهنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي في، أتمتة المهام المتكررة مثل خدمة العملاء عبر روبوتات المحادثة، تحليل البيانات بدقة لتحسين حملات التسويق واستهداف الفئات المناسبة، إدارة سلسلة الإمداد من خلال التنبؤ بالطلب وتحسين العمليات اللوجستية.

2. تحسين تجربة العملاء

وهي ركيزة أساسية في بناء علاقة طويلة الأمد مع عملاء الشركة وتحسين نسب ولائهم، ويُسهم الذكاء الاصطناعي في، تقديم توصيات مخصصة استنادًا إلى سلوك وتفضيلات المستخدم، تحليل تعليقات العملاء ومشاعرهم لتحسين المنتجات والخدمات، تطوير واجهات استخدام ذكية تسهّل تجربة التفاعل.

3. دعم اتخاذ قرارات أكثر ذكاءً

يساعد الذكاء الاصطناعي الشركات الناشئة على اتخاذ قرارات في ضوء نتائج وتحليلات مدروسة، حيث أن الذكاء الاصطناعي يتمكن من تقديم إحصائيات دقيقة وبالتالي تحليل السوق لتحديد أفضل استراتيجيات التسعير، التنبؤ بالاتجاهات المستقبلية بناءً على البيانات التاريخية، رصد المخاطر المحتملة والحد منها قبل تفاقمها.

ولكن على الصعيد الآخر السؤال الذي يطرح نفسه حاليا، هل يمكن أن يُمثل الذكاء الاصطناعي تهديدًا حقيقيًا رغم الفرص الكبيرة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي، إلا أن تجاهله أو استخدامه بطريقة غير مدروسة قد يُشكّل تهديدًا حقيقيًا يتمثل في النقاط التالية:

1. غياب الهوية التجارية

الاعتماد المُفرط على أدوات الذكاء الاصطناعي دون بناء عرض قيمة واضح قد يجعل الشركات الناشئة عرضة للمنافسة من الكيانات الأكبر التي تملك موارد هائلة.

2. التكاليف المرتفعة للتطبيق

برغم توفر حلول ذكية بأسعار معقولة، إلا أن تطوير أنظمة مخصصة أو صيانتها قد يضع عبئًا ماليًا على الشركات الناشئة.

3. تحديات أخلاقية ومخاوف بشأن الوظائف

أتمتة العمليات قد تؤدي إلى تقليص الحاجة للموظفين في بعض المجالات، ما يفرض على الشركات الموازنة بين التكنولوجيا والعنصر البشري.

ويرى التقرير أن الخل الأمثل في الموازنة بين تحقيق المكاسب واستغلال فرص النمو التي تقدمها هذه التقنية وفي الوقت ذاته تقليل مخاطره بقدر الإمكان وذلك من خلال استخدام الـ AI الاصطناعي كمساعد لا كبديل على سبيل المثال تفويض مهام التحليل ومعالجة البيانات إلى الذكاء الاصطناعي وبالتالي تحرير وقت الموظفين للتركيز على الابتكار وتطوير علاقات العملاء، واختيار الأدوات التكنولوجية المناسبة، حيث أنه ليس من الضروري لكل شركة ناشئة تطوير حلولها الخاصة؛ يمكن اعتماد أدوات جاهزة مثل شات جي بي تي لإنشاء المحتوى وخدمة العملاء، والاعتماد على  Google Analytics لتحليل سلوك المستخدم، وأيضا HubSpot لأتمتة عمليات التسويق والمبيعات.

كذلك يمكن أيضا الاستثمار في التعلم المستمر والاطلاع المستمر على أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي ضرورة ملحة لضمان البقاء في المنافسة.

وخلص التقرير أن الذكاء الاصطناعي التوليدي ليس تهديدًا في حد ذاته، بل أداة قوية يمكن أن تُحدث فرقًا كبيرًا في مسيرة الشركات الناشئة، إذا ما تم توظيفها بذكاء واستراتيجية واضحة. النجاح لا يرتبط بامتلاك أحدث التقنيات فحسب، بل بكيفية تسخيرها لخلق قيمة حقيقية تلبي احتياجات العملاء وتُعزز استدامة النمو.