أظهر تقرير حديث أن الصين كشفت عن عشرات المشروعات الجديدة كثيفة الكربون في النصف الأول من 2021 بعد أيام من تقرير مهم للأمم المتحدة حث على تحرك عالمي عاجل للحد من استخدام الوقود الأحفوري والحيلولة دون خروج تغير المناخ عن السيطرة.
خبراء المناخ يحثون دول العالم على القيام بتحرك حاسم وسط زيادة موجات الطقس المتطرف
وذكرت وكالة رويترز أن هذا يأتي بينما يحث خبراء المناخ في العالم الحكومات على القيام بتحرك حاسم وسط زيادة موجات الطقس المتطرف مثل حرائق الغابات المدمرة والجفاف، وحتى الأمطار الغزيرة التي شهدها وسط الصين وكانت الأشد منذ ألف عام.
ويقول خبراء إن هذه الموجات ترتبط على نحو مباشر بالضرر الذي يلحقه الإنسان بالبيئة عبر انبعاثات الكربون.
وبحسب التقرير فإن الصين، أكبر مستهلك للفحم في العالم وأكبر مصدر لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري، أعلنت خلال النصف الأول من العام عن خطط لتشييد 18 من أفران الصهر الجديدة تعمل بالفحم.
أي أكثر مما فعلت في العام الماضي بأكمله، فضلا عن اقتراح بتشييد 43 وحدة في محطات توليد الكهرباء تعمل بالفحم.
الصين تتعهد بتحقيق حيادية الكربون بحلول 2060
وتعهدت الصين بتحقيق حيادية الكربون بحلول 2060، لكنها تواجه مطالب متزايدة بتحديد أهداف أكثر طموحا والتحرك على نحو أسرع.
وحذرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة مؤخرا من أن العالم يقترب من ارتفاع شديد فى درجات الحرارة ملقية بالمسئولية على البشر.
علماء: مستويات الانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي عالية
وفي تقرير للهيئة، حذر علماء من أن مستويات الانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي عالية بما يكفي بالفعل لضمان إحداث اضطرابات بالمناخ على مدى عقود إن لم يكن لقرون.
هذا إلى جانب موجات الحر القاتلة والأعاصير الشديدة والتقلبات الجوية الخطيرة الأخرى التي تحدث الآن ومن المرجح أن تزداد شدة.
وحث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الذي وصف التقرير بأنه إنذار للإنسانية، على الإنهاء الفوري لتوليد الكهرباء من الفحم وغيره من أنواع الوقود الأحفوري الملوثة للبيئة.
وقال في بيان “أجراس الإنذار تصم الآذان، هذا التقرير يجب أن يعلن نهاية استخدام الفحم وأنواع الوقود الأحفوري قبل أن تدمر كوكبنا”.
يأتي تقرير اللجنة قبل ثلاثة أشهر من مؤتمر مناخي مهم للأمم المتحدة سيعقد في جلاسجو باسكتلندا، حيث ستتعرض الدول لضغوط للتعهد بإجراءات طموحة وتمويل كبير لمكافحة تغير المناخ.
ويعتمد التقرير على أكثر من 14 ألف دراسة علمية، ويقدم أشمل وأكثر الصور تفصيلا على الإطلاق بشأن كيف يؤثر التغير المناخي على العالم الطبيعي، وما قد يحدث مستقبلا.
تقرير: الانبعاثات الناتجة عن أنشطة البشردفعت متوسط درجة الحرارة للارتفاع 1.1 درجة مئوية عنها قبل الثورة الصناعية
وقال التقرير إن الانبعاثات “الناتجة دون أدنى شك عن أنشطة البشر” دفعت متوسط درجة حرارة العالم للارتفاع 1.1 درجة مئوية عنها قبل الثورة الصناعية، وكان يمكن أن ترفعها نصف درجة أخرى لولا التأثير الملطف للتلوث في الغلاف الجوي.
هذا يعني أنه مع ابتعاد المجتمعات عن الوقود الأحفوري سيختفي الكثير من الغبار الجوي وقد ترتفع درجات الحرارة.
وحذر العلماء من أن ارتفاع متوسط درجات الحرارة بأكثر من 1.5 درجة عنه قبل الثورة الصناعية قد يؤدي إلى تغير مناخي جامح بما له من آثار كارثية مثل ارتفاع الحرارة الذي يدمر المحاصيل أو يؤدي إلى الوفاة.