أظهرت بيانات أن الاقتصاد البريطاني انكمش بمعدل 9.9% عام 2020، في أكبر تراجع سنوي في الإنتاج منذ بدء الاحتفاظ بسجلات حديثة، لكنه تجنب العودة إلى الركود في الربع الأخير من العام الماضى، بحسب وكالة رويترز.
الاقتصاد البريطاني سجل أكبر انكماش فى 300 عام
يعد هذا الانخفاض الذي يأتي في الوقت الذي لا يزال فيه الاقتصاد البريطاني، مثقلا بالقيود المفروضة لمكافحة فيروس كورونا، هو الأكبر منذ عام 1709، عندما دمرت موجة البرد المعروفة باسم “الصقيع العظيم” ما كان آنذاك اقتصادا زراعيا إلى حد كبير.
وكشف مكتب الإحصاءات الوطنية أن الناتج المحلي الإجمالي لبريطانيا نما 1% في الفترة بين أكتوبر وديسمبر مقابل الربع السابق، ومقارنة مع متوسط توقعات خبراء حول الاقتصاد البريطاني في استطلاع أجرته “رويترز” لنمو 0.5%.
ويجعل هذا من المستبعد أن تشهد بريطانيا انكماشا على مدى فصلين متتاليين، وهو التعريف القياسي للركود في أوروبا، على الرغم من أن الاقتصاد البريطاني يتجه للانكماش بقوة في أوائل 2021 بسبب تأثيرات ثالث إغلاق عام لمكافحة تفشي الوباء.
وزير بريطاني: الاقتصاد تعرض لصدمة خطيرة نتيجة الوباء
وقال وزير الخزانة البريطاني ريشي سوناك : “تظهر أرقام اليوم أن الاقتصاد تعرض لصدمة خطيرة نتيجة الوباء الذي شعرت به دول في جميع أنحاء العالم”.
أضاف: “بينما هناك بعض الإشارات الإيجابية إلى مرونة الاقتصاد خلال فصل الشتاء، فإننا نعلم أن الإغلاق الحالي لا يزال له تأثير كبير على العديد من الأشخاص والشركات”.
لقد ضرب كوفيد -19 الاقتصاد البريطاني بشكل أقوى من معظم الديمقراطيات الصناعية الأخرى، حيث انكمش الناتج المحلي الإجمالي في فرنسا 8.3 % العام الماضي، وفي ألمانيا 5% والولايات المتحدة 3.5 %.
تقلص قطاع الخدمات الذي يمثل حوالي 80% من اقتصاد المملكة المتحدة
وتقلص قطاع الخدمات، الذي يمثل حوالي 80% من اقتصاد المملكة المتحدة، بنسبة 8.9% العام الماضي، مع انخفاض إنتاج شركات الإقامة والأغذية والمشروبات بأكثر من 55% عن مستويات فبراير الماضي، فيما تراجع التصنيع 8.6 % والبناء 12.5%.
وقال الوزير سوناك إن أولويته ما زالت حماية أكبر قدر ممكن من الوظائف من أثر جائحة فيروس كورونا، في الوقت الذي يستعد فيه لجولته الثانية من دعم الاقتصاد والتي ستعلن في ميزانية الثالث من مارس.
الاقتصاد البريطاني هو الأكثر تضررا من جائحة كورونا بين دول مجموعة السبع
فى سياق متصل، أظهر تحليل أجراه مكتب الإحصاء الوطني أن الاقتصاد البريطاني هو الأكثر تضررا من جائحة كورونا بين دول مجموعة السبع، حتى مع الأخذ في الاعتبار اختلافات كبيرة في طريقة قياس الإنفاق الحكومي.
وأظهرت أرقام رسمية أن الاقتصاد البريطاني عانى من أكبر انخفاض في الناتج الاقتصادي بين دول مجموعة السبع بين الربعين الأول والثالث من 2020.
وقال مكتب الإحصاء الوطني إنه يمكن تفسير بعض الركود في الاقتصاد البريطاني بالطريقة التي تم بها قياس ناتج الخدمات الحكومية مثل التعليم والرعاية الصحية، وكان من الصعب إجراء مقارنات دولية.
وأضاف: “لكن أحد الأساليب المفيدة هو إزالة تقديرات حجم الإنفاق الاستهلاكي الحكومي.. هذا يظهر أن المملكة المتحدة لا تزال تعاني من أكبر انكماش لكن المقارنة النسبية مع بقية دول مجموعة السبع ليست كبيرة جدا”.
الاقتصاد البريطاني عانى أيضا من أكبر هبوط في إنفاق الأسر بين دول مجموعة السبع
وأفاد المكتب بأن الاقتصاد البريطاني عانى أيضا من أكبر هبوط في إنفاق الأسر بين دول مجموعة السبع، مشيرا إلى أن إجراءات العزل العام في البلاد كانت أشد صرامة وتم فرضها لفترة أطول.
وأشار إلى أن التأثير الاقتصادي العام للإغلاقات والتباعد الاجتماعي قد يكون أكبر في بريطانيا لأن الإنفاق الاجتماعي، مثل تناول الطعام خارج المنزل وقضاء العطلات، له دور مهيمن أكثر منه في البلدان الأخرى.
وسجلت بريطانيا واحدا من أعلى معدلات وفيات كوفيد-19 في العالم، وهو عامل آخر ينظر إليه على أنه يؤثر على الاقتصاد البريطاني.