يواصل السياسيون الأمريكيون النظر إلى أي شيء يعيق الهيمنة الأمريكية على أنه تهديد محتمل للأمن القومي الأمريكي بدءا من تحقيق في السيارات الكهربائية الصينية، واستبدال رافعات صينية الصنع في الموانئ الأمريكية إلى قمع أجهزة الجيل الخامس الصينية.
وذكرت وكالة شينخوا أن السياسيين الأمريكيين استخدموا الحمائية مرارا كشاغل أمن قومي مع فشلهم في إدراك أن مثل هذه المناورات لا تؤدي إلا إلى تفاقم الانقسامات العالمية، ودفع العالم إلى مزيد من التشرذم والمواجهة.
فمطاردات واشنطن المستميتة لشركات التكنولوجيا الصينية، والتي تبدو ظاهريا تحت راية الأمن القومي، تفتقر إلى الأدلة والمبررات التقنية، وتستخدم كذريعة واهية لعرقلة التقدم التكنولوجي في الصين.
ويعد قمع هواوي، أكبر مزود معدات من الجيل الخامس في الصين، مثالا واضحا على ذلك. فقد فرضت واشنطن عقوبات على شركة هواوي بحجة الأمن القومي وضغطت على دول أخرى لمنعها من استخدام أجهزة الجيل الخامس الصينية.
ومع ذلك، لم يبلغ عن أي حادث أمن سيبراني واحد يتعلق بمنتجات هواوي أو عملية تنصت أو مراقبة. وقال تقرير صدر عام 2019 عن صحيفة دير شبيجل الألمانية إنه بعد سنوات من التمحيص، فشلت الحكومة البريطانية والمكتب الفيدرالي الألماني لأمن المعلومات والمفوضية الأوروبية في إيجاد أي باب خلفي في هواوي.
علاوة على ذلك، جاء ما يسمى بالخروقات الأمنية للرافعات صينية الصنع في الموانئ الأمريكية كأدلة ملفقة لقمع الشركات المصنعة الصينية الرائدة.
فقد اشترى ميناء بالتيمور 4 رافعات من شركة “زي بي أم سي” الصينية ولم يجد أي مشاكل أثناء تجميعها واختبارها، حسبما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال نقلا عن ويليام دويل، المدير التنفيذي لإدارة ميناء ماريلاند.
وشاطره الرأي كاري ديفيس، المستشار العام للرابطة الأمريكية لسلطات الموانئ، نافيا وجود خروقات أمنية في الرافعات صينية الصنع. وقال “أحب أفلام التجسس الجيدة، لكنكم بحاجة إلى مسدس دخان لجعله فيلما رائجا، ولا يوجد دخان في هذه القصة”.