واجهت القارة الأفريقية أول ركود اقتصادي لها منذ 25 عاما بسبب تأثير جائحة كوفيد-19، وفقا لما ذكره تقرير لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا.
أفريقيا تواجه أول ركود
سلط التقرير، الذي يحمل عنوان “تقرير البناء قدما من أجل تعافي أخضر أفريقي”، ونُشر في وقت متأخر من يوم الاثنين، الضوء على إستراتيجية القارة الجريئة للتعافي ما بعد جائحة كوفيد-19.
وكشفت نتائج التقرير أن القارة واجهت أول ركود لها منذ 25 عاما، مع تسجيل خسائر في الإنتاج بسبب كوفيد-19 تقدر بنحو 99 مليار دولار أمريكي.
وأشار التقرير إلى أن تأثير الجائحة يتفاقم بسبب التأثيرات المناخية على الناتج الاقتصادي، وهو ما يتوقع أن يتسبب في خسائر سنوية تتراوح بين 3 و5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030 في ظل سيناريو العمل كالمعتاد.
ويسعى التقرير، من بين أمور أخرى، إلى تعزيز مسعي القارة الشجاع لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتحقيق أهداف تغير المناخ الواردة في اتفاقية باريس، وتحقيق أهداف الازدهار المنصوص عليها في أجندة التنمية الأفريقية لعام 2063.
الحلول القائمة على الطبيعة
ودعا التقرير إلى استيعاب الحلول القائمة على الطبيعة على المستويات الوطنية والإقليمية والقارية لإلهام السياسات التي تحافظ على المشاعات العالمية.
وقد ذكرت فيرا سونغوي، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمين التنفيذي للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا، إنه “لكي نعيد البناء بشكل أفضل، نحتاج إلى الكثير من الطاقة. ويدور النقاش في أفريقيا حول إحلال شيء أنظف وأرخص محل الوقود الأحفوري باهظ الثمن”.
وأكدت سونغوي قائلة “علينا إحلال طاقات خضراء ومستدامة محل الطاقات القائمة على الوقود”.
وأشارت سونغوي إلى أنه في ظل تأثير جائحة كوفيد-19 وما يرتبط بها من انكماشات اقتصادية مصحوبة بالتأثير المنهك لأزمة المناخ، فإن تركيز إفريقيا على الانتعاش بات أمرا أكثر أهمية.
حزم من المساعدات المالية
ووفقا لرئيسة لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا، هناك حاجة ملحة إلى طرح حزم من المساعدات المالية واستثمارات في البنية التحتية المستدامة ومحفزات مالية هيكلية لدعم الانتقال المتوقع إلى الاقتصاد الأخضر والأزرق.
ويسعى التقرير إلى حشد الدعم لاستراتيجيات الاقتصاد الأخضر والأزرق في أفريقيا وتعبئة الموارد لتعزيز تدابير التكيف مع المناخ والتخفيف من آثاره في القارة في أعقاب جائحة كوفيد-19.
ومن أجل إعادة بناء أفريقيا بشكل أفضل، ركز التقرير على النظرة القارية لكيفية قيام الشراكات التعاونية التي تجمع بين شركاء التنمية، والوكالات متعددة الأطراف، والقطاع الخاص، والمنظمات الدولية وغير الحكومية بتعزيز برنامج استعادة سبل العيش الأخضر والأزرق في أفريقيا.
الاستخدام المستدام للموارد
كما شددت سونغوي على الحاجة إلى تحقيق “تحول نموذجي من نماذج الإنتاج والاستهلاك كثيفة الموارد وغير الفعالة التي تحفز على الاستغلال المفرط، إلى النماذج التي تركز على الاستخدام المستدام للموارد وتحقق قيمة خلال دورة الإنتاج والاستهلاك كجزء من مخطط اقتصاد أخضر دائري”.
كما قدّر مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) في تقريره الأخير، الذي جاء بعنوان “تقييم تأثير كوفيد-19 على التنمية الاقتصادية لأفريقيا”، بأن جائحة كوفيد-19 ستؤدي إلى تراجع الاقتصادات الأفريقية بنحو 1.4 في المائة في الناتج المحلي الإجمالي، مع مواجهة الاقتصادات الأصغر لانكماش يصل إلى 7.8 في المائة.
وقدر الأونكتاد بأن المتوسط القاري لخسائر الإيرادات العامة في إفريقيا بلغ نحو 5 في المائة، مع تقلص إجمالي صادرات البضائع بنحو 17 في المائة.
شار إلى أن هذه المادة نقلا عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة المال