انتقد برلمانيون خلال الجلسة العامة بمجلس الشيوخ ، إهمال دور الثقافة والمسارح مما أفقدها مشاركتها في التوعية وبناء الشخصية المصرية، مطالبين بالتصدي لجميع العراقيل التي تحول دون قيام المؤسسات الثقافية بدورها.
جاء ذلك خلال الجلسة العامة لمجلس الشيوخ برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق رئيس المجلس، اليوم الأحد ، أثناء طلب مناقشة عامة بشأن سياسة وزارة الثقافة نحو استعادة الدور التاريخي لقصور الثقافة والمسارح في نشر التوعية الفكرية وتعليم الفنون الثقافية كأحد الركائز الأساسية لبناء الإنسان المصري.
وأكد الدكتور عبد المنعم سعيد عضو مجلس الشيوخ ، أهمية تنمية وتفعيل دور قصور الثقافة، مؤكدًا ضرورة صياغة المشروع الوطني في وثائق وتوضيح دور الثقافة والفنون والآداب.
وتساءل “ما المحتوى الذي نقدمه في قصور الثقافة”، مضيفًا “يبدو أن في جهد مهم في الفنون الموجودة لكن أود التركيز على عدد من النقاط”، مشيرًا إلى ضرورة دعم وتنمية التفكير العلمي “الأهرامات ليست مجرد أهرامات لكن فكرة هندسية لها طريقة معنية”، واكد أن “الثقافة سلاح أساسي لمواجهة آثار الشعوذة”.
وقال سعيد خلال كلمته في الجلسة العامة لمجلس الشيوخ اليوم، إن مصر دولة فريدة في المنطقة، لها جذور من آلاف السنين توراث ثقافة شكلت الهوية المثرية ثقافة إنسانية في المقام الأول.
وأكد أهمية دور الجمعيات الأهلية، مشيرًا إلى أنها التي تقوم بالأمور الأساسية فمسارح ومتاحف كبرى في العالم تبنيها الشعوب في كل ولاية أو محافظة.
وقال سعيد: “أدعو لاجتذاب الطاقات المحلية لتفرز البيئة الموجودة فيها تميز وتنوع رائع وبديع في مصر في كافة أشكال الجانب الفني”.
من جانبها، أكدت النائبة سها سعيد وكيل لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام، بمجلس الشيوخ و أمين سر تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، ببنية تشريعية صديقة للثقافة، موضحة أن الضرائب المفروضة على مسارح القطاع الخاص تعرقل دورها.
وأضافت ” أن مسرح القطاع الخاص كان رائد الحركة الفنية في مصر ، وبسبب الضرائب لم تعد كثير من المسارح تقوم بدورها.
وقالت النائبة سها سعيد إن الثقافة كقوى ناعمة جزء مهم من قوة مصر الشاملة ، موضحة أن القوانين الحالية تحتاج مراجعة ، وفى ظل البيروقراطية الموجودة الحالية ، يصعب على بعض المؤسسات الثقافية أن تمارس دورها بهذا الشكل.
وشددت النائبة سها سعيد على ضرورة مراجعة البنية التشريعية بما يدعم هذا القطاع ، لافتة إلى أن البيروقراطية تعيق قدرتها على تطوير دورها و انتشاره ، وأن هذا يعيق أيضا قيام قصور الثقافة القيام بدورها.
وطالبت بربط ” الساقية الثقافية بالجامعة أيضا ، وفي نهاية كلمتها طالبت بالتصدي كافة العراقيل التي تحول دون قيام الجهات و المؤسسات الثقافية المختلفة بدورها.
ثقافة الشيوخ : قصور الثقافة عصب الوعى المجتمعي ودورها هام لمقاومة الفكر المتطرف
كما طالب النائب محمود القط عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين وأمين سر لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام ، وزارة الثقافة بمؤشرات واضحة لقياس الأداء في مجال دعم القطاعات الثقافية المختلفة ، مضيفا أن هذا الأمر ضرورة في ظل الزيادة السكانية التي نشهدها الأمر الذي يتطلب مضاعفة الجهود لمواكبة المستجدات و قياس الأثر التطبيقي لجهودها على أرض الواقع ” .
وأضاف النائب محمود القط ” قصور الثقافة هي عصب الوعى المجتمعي في مصر ، وكلما زاد نشاط قصور الثقافة كلما زاد الوعى لدى المواطنين ، موضحا أن الدولة المصرية أهتمت بقصور الثقافة منذ عام 1945، وانبثقت منها بيوت الثقافة وظهر الاهتمام بتربية الأطفال و الابتكار و الابداع ومقاومة الفكر المتطرف.
واختتم أمين سر لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام قائلا : “كلما قل الاهتمام بقصور الثقافة تخللت الأفكار المتطرفة لنسيج المجتمع ، ولا شك أن الدولة تقوم بجهود كبيرة ولابد أن يشعر المجتمع بذلك، وأن ينعكس ذلك عليه ونستشعره على أرض الواقع .
ورأت النائبة هبة شاروبيم عضوة مجلس الشيوخ، إن مشكلة مصر ليست المؤامرة أو المشكلة الاقتصادية، معتبرة أن الإشكالية في غياب الوعي والزيادة السكانية.
وأكدت شاروبيم خلال كلمتها في الجلسة العامة اليوم اهمية دور الهيئة العامة لقصور الثقافة، المسؤولة عن توجيه الوعي القومي للجماهير.
وشددت على ضرورة التشكبيك بين الوزارات، وقالت إن المشكلة في القيادة وليست في الميزانية، وأكدت الاحتياج لرؤية.
وبشأن تأثير التكنولوجيا، قالت شاروبيم إننا في عصر التحول التكنولوجي ، لكن مازال هناك كثيرون يحبون الكتاب، والجمهور متعطش للثقافة، مشيرة إلى بيع 40 ألف نسخة في معرض الكتاب من إصدارات الهيئة العامة لقصور الثقافة.
رئيس الهيئة العامة للثقافة: يستعرض مشروع ابدأ حلمك وأهل مصر أمام الشيوخ
من ناحيته ، استعرض رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة هشام عطوة، دور الهيئة التي منوط بها نقل الثقافة وتنشيط الحركة الثقافية في المحافظات وتنمية الوعي الجماهيري، وتنمية النابهين والموهوبين.
وقال خلال الجلسة العامة لمجلس الشيوخ اليوم، إن الهيئة رعت مشروع “ابدأ حلمك” وهو نشاط مسرحي يستهدف تدريب شباب الفنانين في الأقاليم على الفنون والأداء، لافتًا إلى أن المرحلة الأولى تخرج منها 148 شابا وفتاة في محافظات أسيوط والفيوم والشرقية، وتخرج من المرحلة الثانية 198 شاب وفتاة في محافظات بني سويف وبورسعيد والجيزة وكفر الشيخ وأوضح اعتماد الخريجين كفرق نوعية مسرحية داخل المحافظة.
كما أوضح أن وجود مشروعات ثقافية موازية لمشروع حياة كريمة، في 122 قرية بواقع 3216 فعالية، بخلاف مشروع أهل مصر كمشروع نتبناه الدولة للتنمية الثقافية تستهدف الشباب والأطفال والفتيات.
رئيس قطاع الإنتاج : ننتج 5000 عمل مسرحي سنويًا
فيما أكد رئيس قطاع الإنتاج الثقافى والقائم بأعمال البيت الفني، خالد جلال، ضرورة التعاون بين وزارات الثقافة والتعليم والإعلام والاتصالات لنشر الوعي والفنون.
وأوضح جلال ، وجود إنتاج مسرحي ضخم وصل لنحو 5000 مسرحية عن طريق قصور الثقافة والجامعات، وقال “منتج فني مسرحي ضخم جدًا يكاد يكون غير موجود في أي دولة في الوطن العربي”.
وشدد على أن المنتج ثري جدًا على مستوى العدد والمحتوى، وأشار إلى وجود خطة تحتوي على إنتاج أعمال كبار الكتاب بدءًا من توفيق الحكيم حتى الكاتب عبد الرحيم كمال، الذي قال عنه الرئيس انه أفضل شخص يكتب عن موضوع تجديد الخطاب الديني، ولفت جلال إلى بدء بروفات مسرحية صاحب الوردة التي تناقش هذا الموضوع.
وجدد المخرج المسرحي خالد جلال تأكيده على أهمية دور وزارة الاتصالات في الفترة المقبلة، لنشر الوعي والثقافة من خلال الأدوات التكنولوجية الحديثة، وسط العالم المفتوح “المعركة أكبر، زمان نواجه قناتين تغلقا في 12 مساءً إنما الآن نحن وسط العالم المفتوح بشراسة”، وتابع “محتاجين ننشر الوعي والإدراك والجمال ولن يتأتى من وزارة واحدة، يجب أن تتعاون الوزرات سويا”.
وقال جلال “نحن بصدد عمل بروتوكول بين وزارة الثقافة والشركة المتحدة لتسجيل كل المنتج المسرحي ونشره عبر القنوات الخاصة بالمتحدة”.
وعلق رئيس مجلس الشيوخ، عبد الوهاب عبد الرازق “من الملاحظات الغريبة أنه في فترة من الفترات كان في مسرح التليفزيون ومسرحيات اتعملت من كبار الكتاب في هذه الفترات، عرض هذه المسرحيات ساهم لحد كبير في الحياة الثقافية في مصر”، منتقدًا غياب تسجيل المسرحيات وعرضها، وقال “مسرحيات عظيمة جدا بأستاذة عظام وربما لا بتوفر للكثيرين مشاهدتها مثل أعمال الفنان يحيى الفخراني”، وتساءل “لماذا لا نيسرها للناس”.
واستعرض بعدها المخرج خالد جلال “عندنا فرقة المواجهة والتجوال التي بدأت في 2018 ما بتروحش المحافظات بتروح القرى والنجوع، يصلوا أصغر قرية”، مشيرًا إلى تنظيم عروض في المدارس، وقال “حققوا الوصول للعمق المصري بشدة، أنا راجل طالع من مسرح الجامعة الإمكانيات عمرها ما كانت الشماعة اللي تمنع وصولنا للناس”.