استضافت «بوهرنجر إنجلهايم»، المتخصصة في الصناعات الدوائية عالميًا، «مؤتمر الحوار الإقليمي حول أمراض القلب والكلى والسكّري» في دبي يوميْ 21 و22 أكتوبر.
وشارك في الحدث أكثر من 300 متخصص في الرعاية الصحية من الهند والشرق الأوسط وأفريقيا إلى جانب مجموعة من الخبراء الدوليين البارزين للحوار وتبادل المعارف والخبرات وأفضل الممارسات حول أهمية اتباع مقاربة متعددة التخصصات لإدارة مرض السكري من النوع الثاني.
وشكّل مؤتمر الحوار الإقليمي حول أمراض القلب والكلى والسكّري منصة هامّة جمعت خبراء طبييّن من جميع أنحاء المنطقة، لمناقشة مختلف طرق ومسارات العلاج وسُبُل رعاية مرضى السكّري من النوع 2 في العديد من البلدان. وتطرّق الحضور إلى أحدث الإرشادات حول الالتزام بالعلاج، مع التركيز على عبء أمراض الكلى المزمنة واضطرابات القلب والأوعية الدموية المرتبطة بالسكري من النوع الثاني.
يعاني من أمراض القلب والأوعية الدموية والكلي والسكّري أكثر من مليار شخص في جميع أنحاء العالم، وتتسبب هذه الأمراض بنحو 20 مليون حالة وفاة سنوياً، مما يجعلها السبب الرئيسي للوفاة على مستوى العالم.
وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يبلغ عدد مرضى السكري نحو 55 مليون شخص، وهناك ارتباط بين كل من البنكرياس والقلب والكلى حيث بإمكان أن تؤثر هذه الأعضاء على بعضها بشكل إيجابي أو سلبي.
ونتيجة لهذا الترابط، حين يعاني أي شخص من مرض في أحد هذه الأعضاء، ستزيد فرصة إصابة أحد الأعضاء الأخرى أو جميعها. وبالتالي، يمكن من خلال اتباع مقاربة تشاركية متعددة التخصصات زيادة فرص تحسين النتائج العلاجية.
ويمكن لفريق متنوع من الخبراء تنسيق علاج هذه الحالات المترابطة للمساهمة في تقليل تأثير المرض على أجهزة القلب والأوعية الدموية والكلى والتمثيل الغذائي لمرضى السكري من النوع الثاني.
«بوهرنجر إنجلهايم»: نهدف لتحسين جودة حياة المرضى
وفي هذا السياق، قال محمد الطويل، الرئيس الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا والهند ورئيس مجموعة الأدوية البشرية في شركة «بوهرنجر إنجلهايم»: “نهدف في شركة بوهرنجر إنجلهايم تحسين جودة حياة المرضى الذين يتعايشون مع الأمراض المزمنة مثل مرض السكري من النوع 2، وهو مرض تتفاقم حدّته مع مرور الوقت ويؤثّر على مئات الملايين حول العالم. ولتطوير حلول علاجية توفر حماية لمختلف أعضاء الجسم، يتوجب علينا العمل مع المجتمع الطبي لفهم احتياجات المرضى بشكل أكبر.
ومن خلال مؤتمرنا الحواري السنوي حول أمراض القلب والكلى والسكّري، ستتاح لنا الفرصة للتواصل مع روّاد قطاع الرعاية الصحية في المنطقة وأبرز الخبراء العالميين للتعرف على أحدث التوجيهات التي من شأنها أن تعمل على تحسين نتائج العلاج. ولتسريع عملية تطوير ابتكارات علاجية متقدمة، يتوجب علينا التعاون بهدف تحسين صحة المرضى.”
وقال الدكتور عادل الإتربي، أستاذ أمراض القلب بجامعة عين شمس في مصر: “ندرك الترابط الوثيق بين مرض السكري من النوع 2 وصحة القلب، فقرابة نصف مرضى السكري من النوع 2 معرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، فيما تكون غالبيتهم عرضة لخطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية مميتة6. وتشكل المؤتمرات الطبية الحوارية كمؤتمر الحوار الإقليمي حول أمراض القلب والكلى والسكّري فرصة مثالية لتبادل الخبرات مع الزملاء من مختلف التخصصات واستكشاف سُبُل العمل والتعاون للارتقاء بمستوى رعاية المرضى.”
منظور واقعي للرابط بين مرض السكري والأمراض المصاحبة الأخرى
بدوره شدّد الدكتور جلال نفاش، أخصائي الغدد الصماء المعتمد من البورد الأمريكي في المركز الطبي بجامعة نبراسكا في نبراسكا بالولايات المتحدة الأمريكية، واستشاري الغدد الصماء في مركز دبي للسكري، هيئة الصحة بدبي، الإمارات العربية المتحدة، على أهمية التعاون والتنسيق بين المتخصصين كنهج فعّال لتحسين رعاية المرضى، وقال: “من الضروري أن يقوم الخبراء في مجال الرعاية الصحية من مختلف التخصصات بمشاركة دراسات الحالة وتبادل الآراء للحصول على منظور واقعي للرابط بين مرض السكري والأمراض المصاحبة الأخرى. على سبيل المثال، قد يتم تجاهل العلاقة بين مرض السكري من النوع الثاني والكلى، وغالباً لا يكون المرضى على دراية فيها. لذلك من شأن مناقشاتنا في مؤتمر الحوار الإقليمي حول أمراض القلب والكلى والسكّري حول أحدث مستجدات التوجيهات العلاجية واتباع نهج شامل متعدد التخصصات أن تؤثر بشكل إيجابي على المرضى وعلاجاتهم.”
وقال الدكتور خالد المعظم، استشاري أمراض الكلى، أستاذ سريري مساعد ومدير تنفيذي مشارك للدراسات الأكاديمية وشؤون التدريب بالمملكة العربية السعودية: “لا نزال نكتشف ترابط الحالات المرضية ببعضها، فعلى سبيل المثال، عند علاج مريض بالسكري من النوع 2، يجب أيضاً مراعاة حماية الكلى. ولدينا الآن دليل يثبت على أن استخدام أدوية السكري من النوع 2 يمكن أن يقلل من خطر حدوث مضاعفات في الكلى. وتكمن أهمية هذه المؤتمرات الطبية في توفير منصة لمناقشة هذا النوع من الأدلة العلمية وانعكاساتها على رعاية المرضى.”