كشفت مصادر مطلعة عن تفاصيل جديدة حول العرض المقدم من قبل شركة إنديفور الكندية للاندماج مع «سنتامين الأسترالية للذهب»، والذى رفضته الأخيرة مطلع الشهر الحالى.
يشار إلى أن شركة إنديفور قامت بتقديم عرض للاستحواذ على شركة سنتامين، قيمته 1.47 مليار جنيه إسترلينى، والذى يعادل 1.89 مليار دولار، عبر صفقة تبادل أسهم بالكامل، وتم رفضه.
وكشفت المصادر لـ«المال» أن «إنديفور» الكندية لديها مهلة حتى نهاية شهر ديسمبر الحالى لتجديد عرضها، مؤكدة أن الاختلاف بين أوضاع الشركتين المالية والإنتاجية يعد من أبرز الأسباب التى تقف حائلا أمام موافقة «سنتامين» على صفقة الاندماج، فى حال قامت الأولى بتجديد عرضها خلال الأيام المقبلة.
وأوضحت أنه حتى الآن لم تجدد الشركة الكندية عرضها رسميا، ولكن من الوارد أن تقوم بتجديده بقيمة مالية أعلى، مع منح ضمانات وحوافز لمجلس إدارة الشركة ومساهميها قبل ختام الشهر الحالى.
وقالت المصادر «العرض المالى الذى تم تقديمه بعيد للغاية عن القيمة التى تجعل المساهمين ومجلس إدارة سنتامين يفكرون فى دراسة فكرة الاندماج».
وتابعت: حتى إذا زادت «إنديفور» قيمة العرض فإن المشكلة قد تظل قائمة، لوجود أسباب أخرى تصعب اندماجها مع سنتامين.
وأضافت «لابد أن يتم الاندماج بين طرفين متقاربين من خلال الوضع المالى والإنتاجى ، والعمر الافتراضى للأصول «المناجم» التابعة لهما».
وأوضحت المصادر أن سنتامين تمتلك صافى سيولة «نقدية» حاليا بما قيمته 300 مليون دولار فى البنوك العالمية، مقابل مديونيات على الشركة الكندية.
وأكدت أن احتياطى شركة السكرى يصل إلى 15 مليون أوقية، وهو ما يساوى الاحتياطى المفترض لمواقع شركة إنديفور مجتمعة.
وعلى صعيد الإنتاج تابعت المصادر لـ«المال»: أن الشركة الكندية تمتلك 4 مناجم حول العالم، حصيلتها تزيد قليلًا عن ما تمتلكه «سانتامين» بالسكرى.
ويعد منجم السكرى هو الوحيد المنتج فى مصر حاليا بمتوسط إنتاج حوالى 500 ألف أوقية سنويا.
وكانت الشركة الأسترالية قد أعلنت فى بيان رسمى موجه لحاملى أسهمها فى بورصة لندن، الوضع المالى للكندية، ومديونياتها والتزاماتها المالية التى تقترب من 730 مليون دولار.
وكان سيباستيان دى مونتيسوس، الرئيس التنفيذى لإنديفور، قال إنه سيطرح عرض الاندماج مباشرة على مساهمى سينتامين بعد أن رفضته إدارة الشركة.
لذلك حذر مجلس إدارة «سنتامين» حَمَلة أسهم الشركة من صفقة الاندماج، تجنبًا للمخاطر المالية والتنظيمية، فضلًا عن تأثيره المحتمل على توزيعات الأرباح، موضحاً أن %44 من موارد الذهب التابعة لإنديفور توجد فى بوركينا فاسو، التى تعانى وضعًا أمنيًّا متدهورًا.
وبحسب فاينانشيال تايمز، فإن أكبر المساهمين فى سنتامين هما شركتا إدارة الأصول الأمريكيتين «بلاك روك» بحصة %16.5، و«فان إيك» بحصة %11، وتمتلك كلتا الشركتان أيضًا أسهمًا فى إنديفور.
وقالت سنتامين فى بيانها، إن العرض يفترض أن المساهمين سيبادلون أسهم الشركة التى تتمتع بسيولة مرتفعة فى بورصة لندن ، بحصة إنديفور، المقيدة فى تورنتو.
وبناء على متوسط قيمة التداولات خلال الشهور الستة الأخيرة، فإن سهم سنتامين تم تداوله بسعر يبلغ 1.8 مرة من إنديفور، فى حين عرضت انديفور 0.0845 من أسهمها لكل سهم من سنتامين.
ونقلت فاينانشيال تايمز عن محللين قولهم إن هناك أسبابًا استراتيجية للاندماج، بينها أن الصفقة سيتمخض عنها كيان يدخل ضمن أكبر 15 شركة منتجة للذهب فى العالم، بإنتاج سنوى يبلغ 1.2 مليون أوقية، وقيمة سوقية تزيد عن 2.9 مليار جنيه إسترلينى.
لكن المحللين لم يستبعدوا أن تقدم إنديفور عرضًا بقيمة أعلى لسهم سنتامين أو دخول شركة ذهب كبرى على خط الصفقة بعرض تنافسى أضخم.
يشار الى أن عرض إنديفور الذى تم تقديمه مطلع الشهر الحالى ليس الأول، إذ قامت الشركة خلال عام 2018 بتقديم عرض للاستحواذ وتم رفضه.