علمت “المال” من مصادر مطلعة، أن قناة السويس تستقبل أول سفينة حاويات تعمل بالغاز الطبيعي المسال في العالم، تابعة للخط الملاحي CMA CGM” بسعة 23 ألف حاوية (مكافئة لـ20 قدما) ، قادمة من ستغافورة، رافعة العلم الفرنسي في 23 أكتوبر الحالى.
وأكدت تقارير ملاحية، أن السفينة حققت رقما قياسيا عالميا لعدد الحاويات الكاملة المحملة على سفينة واحدة، تسجله شركة رائدة دوليا في مجال الشحن والخدمات اللوجستية،حيث أنها غادرت سنغافورة في 12 أكتوبر الجاري، محملة برقم قياسي من الحاويات ، يبلغ 20 ألفا و723 حاوية ممتلئة.
وقد أطلق علي اسم، Jacques Saade، أو جاك سعادة، تقديرا لمؤسس مجموعة CMA CGM، وهو رجل أعمال فرنسي لبناني.
ما قصة CMA CGM Jacques Saade ؟
تعد «جاك سعادة»، أول سفينة حاويات تعمل بالغاز الطبيعى، تم بناؤها في الترسانة الصينية “Shanghai Jiangnan-Changxing “وتم تسليمها فى 22 سبتمبر الماضى ، كما أنها الأولى في أسطول جديد من تسعة سفن حاويات ترفع علم فرنسا ، تعمل بالغاز الطبيعي المسال.
وذلك فى إطار الإبحار بطاقة نظيفة تنفيذا لقرارات المنظمة البحرية 2020، ويبلغ طولها 400 متر وعرض 61.3 مترا وحمولة 236.5 طن، بما يعادل 23 ألف حاوية , أرتفاع 78 مترا وغاطس 16 مترا.
ويُعد الغاز الطبيعي المسال حاليًا أفضل التقنيات المتاحة في الصناعة للحفاظ على جودة الهواء ، كما أنه يوفر استجابة أولية لتحدي معالجة تغير المناخ.
وتبدأ “سعادة” الآن رحلتها الأولى على خط آسيا الفرنسي، التابع لمجموعة CMA CGM Group، والذي يربط آسيا بشمال أوروبا، حيث يوفر الخط الفرنسي ، خدمة أسبوعية مارا .
تقنيات CMA CGM JACQUES SAADE
وأوضحت تقارير ملاحية، أن تلك السفينة أكدت بالفعل مكانتها في التاريخ بسبب تقنيتها المبتكرة واعتمادها علي طاقة أقل تلوثا، وأصبحت تحطم الرقم القياسي للحمولات الكاملة وترمز إلى التميز التشغيلي والتجاري والبيئي لمجموعة CMA CGM.
مزايا الإبحار بالغاز الطبيعي المسال
وأشارت التقارير إلى أن الغاز الطبيعي المسال، طاقة نظيفة ويساعد على تقليل: انبعاثات أكاسيد الكبريت والجسيمات الدقيقة بنسبة 99٪ ، انبعاثات أكاسيد النيتروجين بنسبة تصل إلى 85٪ ، انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحوالي 20٪، مما يعد اختيارا استراتيجيا لأول خط ملاحي يعمل بالغاز.
وقالت إن الغاز الطبيعى المسال،هو أفضل حل للخطوط الملاحية ومشغلى السفن حاليا ومستقبلا، بسبب نمو البنية التحتية للغاز الطبيعى المسال فى جميع أنحاء العالم.
تقرير أونكتاد:
ووفقا لتقرير الامم المتحدة «أونكتاد»، فإن الشحن التجارى ينفث %3 من انبعاثات ثانى أكسيد الكربون، وهى حصة من المتوقع أن تزداد، وعلى مدى الأعوام الـ60 الماضية، ارتفع حجم سفن الشحن العالمية، وأصبح %90 من البضائع تمر الآن عبر البحار باستخدام زيت الوقود الثقيل الملوث، إذ يمكن لسفينة كبيرة حرق 300 طن فى اليوم.
وأوضح التقرير أنه من المستهدف تقليل انبعاث الكبريت من الوقود من %3.5 فى 2012 إلى %0.5 فى 2020، علما بأن ذلك يكون له تأثير إيجابى على تحسين نوعية الهواء فى الموانئ والمدن والمناطق الساحلية وتلبية لتغير المناخ العالمى، خاصة أن الشحن البحرى يستخدم يوميا نحو 3.5 مليون برميل من الوقود البحرى مما يزيد من انبعاثات الكبريت.
سفينة حاويات متطورة تقنيا:
بما أن الغاز الطبيعي المسال هو خطوة أولى نحو معالجة ظاهرة الاحتباس الحراري، صممت “جاك سعادة “وباقي السفن الثمانية التابعة للخط الفرنسي ، بأربعة ابتكارات لمساعدة القبطان والطاقم من خلال عرض تكتيكي يوفر طرق عرض مُحسّنة للخريطة لمزيد من دقة الإبحار ونظام التنبؤ بالمسار الأمثل لعرض الموقع المتوقع للسفينة في دقائق معدودة، بجانب نظام العين الذكية لإبراز رؤية شاملة للمنطقة المحيطة بالسفينة، وشاشات بأعلي جودة تقدم للطاقم معلومات دقيقة عن معدل دوران السفينة والمسافة من رصيف الميناء والسرعات العرضية.
كما أنها ستكون أول سفينة مجهزة بنظام ذكي لإدارة التهوية للحاويات المبردة وتلك التكنولوجيا هي الخطوة الأولى نحو تحقيق الخط CMA CGM هدف المجموعة الطموح لعام 2050 لحياد الكربون.