في ظل أعقاب ما شهدته محافظة الإسكندرية من تضرر شديد أثناء تعرضها لنوة “المكنسة”، يسأل الكثير من السكندريين “متى ستحل علينا النوة المُقبلة”، وذلك تجنبًا للأحداث المؤسفة التي لاحقت الكثير من مواطني الثغر في ظل ارتفاع منسوب مياه الأمطار لأكثر من 30 سنتيمترًا بالطرق الرئيسية، ووصلت حتى 50 سنتيمترًا في بعض المناطق ذات المنسوب المنخفض لسطح الأرض الطبيعية، فضلًا عن “غرق” الكثير من السيارات بالطرق الرئيسية والجانبية، حيث تصدَّر مشهد غرق السيارات بالإسكندرية أحداث نوة “المكنسة” بالكثير من التقارير المُصورة.
وتشهد الآن طاولة الجهات التنفيذية والمعنية بمحافظة الإسكندرية مقترحات ومشروعات عاجلة للتنفيذ تجنبًا لما حدث بالنوة الماضية،
وذلك استعدادًا للنوة الأكثر شراسة وهي “نوة قاسم”؛ والتي تعد أشد وأخطر النوات التي تهب على محافظة الإسكندرية، وقد تصل إلى المحافظات المجاورة أيضاً، وتهب في الأسبوع الأول من شهر ديسمبر وتستمر لمدة 5 أيام .
وتأتي “نوة قاسم” في صورة رياح جنوبية غربية وعواصف شديدة، تضرب سواحل البحر المتوسط، وبصفة خاصة المحافظات الشمالية في مصر،
حيث أرجع عدد من الصيادين سبب تسميتها بهذا الاسم إلى أحد أبناء الصيادين ويُدعى قاسم؛ والذي تعرّض للغرق في تلك النوة، مما أدى إلى إطلاق اسمه عليها.
نصف محطات الصرف الصحي تعمل بربع كفاءتها بسبب الطلمبات القديمة
كانت الإسكندرية قد شهدت مؤخرًا انعقاد مؤتمر صحفي من قِبل شركة الصرف الصحي برئاسة اللواء محمود نافع، أكد من خلاله أنه يتم حاليًّا رفع كفاءة 91 محطة صرف صحي، ويتم الإنفاق عليها من المخصصات المالية التي أقرها رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي لمحافظة الإسكندرية وقدرها 300 مليون جنيه.
وأشار نافع إلى أن هناك طلمبات داخل محطات الصرف الصحى انتهى عمرها الافتراضي والتي تعدّت الـ20 عامًا، قائلًا: “نصف محطات الصرف الصحي لدينا تعمل بربع كفاءتها بسبب الطلمبات القديمة”، مؤكدًا أنه جار الانتهاء من 6 مشروعات صرف صحي لحل مشاكل المنظومة.
كما أكد رئيس شركة الصرف الصحي بالإسكندرية، أنه تم الشراكة مع شركة مياه الإسكندرية لتجديد الطلمبات من خلال عدد من الشركات العالمية، وفعليًّا تم تغير عدد من الطلمبات بأخرى مستوردة كدفعة أولى، والدفعة المقبلة ستأتي في 30 ديسمبر المقبل، والدفعة الثالثة في 30 يونيو 2022.
مشروعات عاجلة قيد التنفيذ لمواجهة نوات الإسكندرية
كما أعلن انتهاء أساتذة كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية من وضع ملامح مشروع فصل مياه الأمطار عن مياه الصرف الصحي،
وذلك من خلال زيادة القدرة الاستيعابية لمياه الأمطار التي تتساقط على المدينة الساحلية والاستفادة منها، ومنع غرق المحافظة،
والذي يرجع إلى الضغط على شبكات الصرف الصحي، والتي لا تستقبل إلا كميات قليلة من مياه الأمطار، ولا تستوعب الكميات الكبيرة التي تتساقط على المحافظة في فصل الشتاء.
وأوضح أن شبكة واحدة هى التي تستقبل الأمطار وتستقبل الصرف الصحي، والتي تقدر بمليون و700 كيلو متر مكعب، لافتا إلى أن فصل الشبكات ورفع كفاءة المحطات، سيساعد على استيعاب كميات كبيرة من المياه.
توسعة الكورنيش كانت سببًا في إشراك شبكات الصرف الصحي والأمطار
وأشار إلى أن شبكة الصرف الصحي بالإسكندرية كانت مصممة كشبكة منفصلة عن شبكة مياه الأمطار، ونتيجة لتطوير وتوسعة طريق الكورنيش، تم إلغاء جميع محطات صرف مياه الأمطار على طريق الكورنيش، وتحويل الشبكة إلى شبكة مشتركة تحمل التصرفات الآدمية ومياه الأمطار،
وذلك قبل التغيرات المناخية المتلاحقة خلال 6 سنوات الأخيرة والزيادة السكانية المطردة والبناء العشوائي.