سيطرت حركة طالبان على أفغانستان بعد ما يقرب من 20 عاماً على الإطاحة بها من الحكم من قبل تحالف عسكري قادته الولايات المتحدة الأمريكية في العام 2001.
وأعلنت طالبان أمس الأول الأحد، أن مسلحيها دخلوا القصر الرئاسي في العاصمة كابل دون مقاومة تّذكر، بعد فرار الرئيس أشرف غني من البلاد متجها إلى طاجيكستان، مبررا تصرفه بأنه يأتي حقنا للدماء.
وفيما يبدو المشهد فوضويا في أفغانستان، يكتنف الغموض قادة الحركة المتشددة، التي يبدو أنها في طريقها للعودة إلى السلطة في أفغانستان بعدما سيطرت على الجزء الأكبر من البلاد خلال أيام، كما حدث تماما عندما حكمت البلاد بين 1996 و2001.
ونشرت “دويتشه فيله”، إذاعة صوت ألمانيا، استعراضا موجزا للقادة الرئيسيين الأربعة لحركة طالبان الإسلامية ومناصبهم داخل الجماعية المتشددة، وهم على النحو التالي:
الملا هيبة الله أخوند زاده
عُيِّن الملا هيبة الله أخوند زاده قائداً لحركة طالبان في مايو من العام 2016 أثناء انتقال سريع للسلطة بعد أيام على وفاة سلفه أختر محمد منصور الذي قُتل في غارة لطائرة أمريكية مسيرة في باكستان.
وقبل تعيينه، لم يكن يُعرف سوى القليل عن أخوند زاده الذي كان اهتمامه منصباً حتى ذلك الحين على المسائل القضائية والدينية أكثر من فن الحرب.
وكان أخوند زاده يتمتع بنفوذ كبير داخل حركة التمرد التي قاد الجهاز القضائي فيها، لكن محللين يرون أن دوره على رأس طالبان سيكون رمزياً أكثر منه عملياً.
وأخوند زاده هو نجل رجل دين وأصله من قندهار قلب منطقة البشتون في جنوب أفغانستان ومهد طالبان. وقد بايعه على الفور أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة. وقد أطلق عليه المصري لقب “أمير المؤمنين” الذي سمح له بإثبات مصداقيته في أوساط الجهاديين.
عبد الغني برادر
ولد عبد الغني برادر في ولاية أرزغان (جنوب) ونشأ في قندهار. وهو أحد مؤسسي حركة طالبان مع الملا عمر الذي توفي في العام 2013 لكن لم يكشف موته إلا بعد سنتين.
وعلى غرار العديد من الأفغان، تغيرت حياته بسبب الغزو السوفييتي في العام 1979 وأصبح مجاهدا ويُعتقد أنه قاتل إلى جانب الملا عمر. في 2001 بعد التدخل الأمريكي وسقوط نظام طالبان، قيل إنه كان جزءا من مجموعة صغيرة من المتمردين المستعدين لاتفاق يعترفون فيه بإدارة كابول. لكن هذه المبادرة باءت بالفشل.
وكان الملا برادر القائد العسكري لطالبان عندما اعتقل في العام 2010 في مدينة كراتشي الباكستانية. وقد أطلق سراحه في العام 2018 تحت ضغط من واشنطن خصوصاً. ويحظى برادر باحترام من قبل مختلف فصائل طالبان، وتم تعيينه رئيسا لمكتبهم السياسي في العاصمة القطرية الدوحة.
ومن هناك، قاد المفاوضات مع الأمريكيين التي أدت إلى انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان ثم محادثات السلام مع الحكومة الأفغانية التي لم تسفر عن شيء.
سراج الدين حقاني
سراج الدين حقاني هو نجل أحد أشهر قادة الجهاد ضد السوفييت جلال الدين حقاني. وهو الرجل الثاني في طالبان وزعيم الشبكة القوية التي تحمل اسم عائلته. وتعتبر واشنطن شبكة حقاني التي أسسها والده إرهابية وواحدة من أخطر الفصائل التي تقاتل القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي في العقدين الماضيين في أفغانستان.
وشبكة حقاني معروفة باستخدامها العمليات الانتحارية، ويُنسب إليها عدد من أعنف الهجمات في أفغانستان في السنوات الأخيرة. وقد اتهم أيضا باغتيال بعض كبار المسؤولين الأفغان واحتجاز غربيين رهائن قبل الإفراج عنهم مقابل فدية أو مقابل سجناء مثل الجندي الأمريكي بو برجدال الذي أطلق سراحه في 2014 مقابل خمسة معتقلين أفغان من سجن جوانتانامو.
ومقاتلو حقاني المعروفون باستقلاليتهم ومهاراتهم القتالية وتجارتهم المربحة، هم المسؤولون على ما يبدو عن عمليات طالبان في المناطق الجبلية في شرق أفغانستان، ويعتقد أن تأثيرهم قوي على قرارات الحركة.
الملا يعقوب
الملا محمد يعقوب هو نجل الملا محمد عمر ورئيس اللجنة العسكرية التي تتمتع بنفوذ كبير في طالبان حيث تقرر التوجهات الاستراتيجية للحرب ضد الحكومة الأفغانية.
ويشكل ارتباطه بوالده الذي كان مقاتلو الحركة يبجلونه كزعيم لحركتهم، عامل توحيد لحركة واسعة ومتنوعة إلى هذا الحد. مع ذلك، ما زال الدور الذي يلعبه داخل الحركة موضع تكهنات. ويعتقد بعض المحللين أن تعيينه رئيسا لهذه اللجنة في 2020 كان مجرد إجراء رمزي.