تواصل شركة «تطوير مصر» خطواتها الرائدة فى السوق العقارية المحلية، وهذه المرة وقعت اتفاقية شراكة مع شركة «هواوى تكنولوجيز»، لتقديم خدمات الحلول المستدامة والتكنولوجية فى المشروعات المختلفة لتطوير، والتى ترصد لها استثمارات تقارب 4.5 مليار جنيه.
وكانت تطوير مصر أعلنت بنهاية الأسبوع الماضى توقيع اتفاقية شراكة مع شركة هواوى تكنولوجيز مصر، لتقديم حلول مستدامة وذكية فى جميع مشروعات تطوير مصر بهدف تحسين جودة حياة العملاء، وتماشيًا مع إتجاه الدولة فى بناء مدن ذكية بخلاف حرص «تطوير مصر» على تقديم قيمة مضافة للعملاء معتمدة على ما تمتلكه شركة «هواوى مصر» من أحدث التكنولوجيات والأنظمة المستخدمة فى المدن الذكية، وخبرات كبيرة فى إنشاء مشروعات مماثلة عالميًا.
وبموجب هذه الاتفاقية، ستقوم شركة «هواوى تكنولوجيز مصر» بتوفير حلول المدن المستدامة والذكية لتُمكن تطوير مصر من الاستفادة من شبكات هواوى الذكية التى تعتمد على إنترنت الأشياء (IoT) فى جميع مشروعاتها.
شلبى: التحول الرقمى يزيد التكاليف ولكن الإدارة الرشيدة بإمكانها التحكم بها وتحويلها لإرضاء العميل
قال الدكتور أحمد شلبى الرئيس التنفيذى والعضو المنتدب لشركة تطوير مصر، «منذ تأسيس شركة تطوير مصر كان الهدف والرؤية الأساسية بناء مجتمعات مستدامة وذكية وسعيدة، وتلك تمثل خطوة أساسية لتحقيق هذه الرؤية فى عصر تحولت فيه المدن الذكية من رفاهية إلى ضرورة».
4.5 مليار جنيه تكلفة الاستثمار فى البنية التحتية بالمشروعات التابعة
وأضاف شلبى أنه رغم ارتفاع تكلفة الاستثمار فى البنية التحتية للمدن المستدامة والذكية فى مراحلها الأولى، والتى بلغت حتى الآن نحو 4.5 مليار جنيه بمشروعات تطوير مصر، إلا أنها تسهم فى توفير حوالى %30 من تكلفة الصيانة والتشغيل، وتزيد من كفاءة استهلاك الطاقة بنسبة تقرب من %50 علاوة على الحد من التلوث.
وقال فى تصريحات خاصة لـ «المال» إن الاستثمارات المرصودة فى البنية التحتية الرقمية بمشروعات تطوير مصر تمثل ما بين 6 إلى %8 من إجمالى استثمارات المناطق السكنية فى مشروعاتها الاربعة بالسوق المحلية، والتى تبلغ قيمتها 57 مليار جنيه.
وأوضح أن التعامل مع هواوى هو تعاون مستمر لمدة طويلة تزامناً مع عمليات التطوير بالمشروعات المختلفة لتطوير مصر، والتى بدأت فى السابق بالتعامل مع شركات مثل شنايدر العالمية وأورانج، فيما ستواصل هواوى إعداد منصة متكاملة لربط ما تم تنفيذه فى السابق وما سينفذ لاحقا.
وضرب مثالاً بأنه تم التشغيل المبدئى لمشروع «فوكا باى» الساحل الشمالى كما أن هناك خطة لاستكمال اعمال المرافق الذكية بالمشروع بحلول السنوات الخمس القادمة، وهى نفس المدة المخصصة لمشروع دى باى بالساحل أيضاً، فيما من المفترض أن تمتد لنحو 10 سنوات بمشروعى «إلمونت جلالة» و«بلوم فيلدز مستقبل سيتى».
خطة لتنفيذ %70 من الأعمال الرقمية المطلوبة خلال السنوات الثلاث القادمة
وتابع: نخطط خلال السنوات الثلاث القادمة لانهاء نحو %70 من البينة التكنولوجية والرقمية المطلوبة، مشيراً إلى أن الاستثمارات المرصودة تخص كامل الأعمال المنفذة والتى تخص عدة شركات مثل هواوى وأورنج وشناندير وغيرهم من شركاء النجاح.
وأكد أنه من الصعب تحديد قيمة استثمارات كل طرف فى المنظومة، خاصة وأن هواوى تعاقدت مع تطوير لإقامة شبكة متكاملة لتنفيذ الجزء الأكبر من التحول الرقمى فى المرافق وخدمات الانارة والمياه والكهرباء، ولاحقاً ستنفذ هواوى منصة متكاملة بجانب تجميع لكامل البيانات بالمشروعات المختلفة وتحليلها لاحقاً.
وأشار إلى أن النتيجة الفعلية لتلك الاستثمارات ستظهر مع التشغيل النهائى للمشروعات، وحينها سيشعر السكان بأهمية تلك الاستثمارات فى توفير رفاهية وراحة هامة، بخلاف العمل لتوفير المياه والحفاظ على البيئة والطاقة بعد انشاء مجتمعات ذكية متكاملة.
وأكد أن الاستثمار فى التحول الرقمى والتكنولوجى يؤدى لارتفاع تكاليف الإنشاءات فى المشروعات العقارية، ولكنه تطرق لتنفيذ الشركة سياسة رشيدة للتحكم فى التكاليف وتوفير جزء كبير منها، وذلك عبر التعاقد مع عدة مقاولين لتنفيذ أعمال المقاولات والتشطيبات، بدلاً من مقاول واحد، بما يضمن للشركة تنفيذ منتج عقارى مميز وبتشطيب فاخر يضمن له قيمة مضافة.
وشدد على أن الشركة تستثمر فى المرحلة الحالية فى اسم المجموعة من خلال ضمان تقديم أفضل جودة للعملاء وبنفس السعر السائد فى السوق ولدى باقى شركات التطوير العقارى، وحينها سيرغب العميل فى اقتناص وحدات أخرى فى مشروعات قائمة أو جديدة لتطوير مصر، بعد تأكده من القيمة المضافة التى حصل عليها.
وأوضح أن الاستمرار فى تطبيق تلك الاستراتيجية سيدفع الشركة لموقع ريادى فى سوق التطوير العقارى ويعزز من قدرتها على تحديد السعر المناسب لبيع وحداتها دون الحاجة لإجراء مقارنة مع أسعار المشروعات المجاورة على سبيل المثال.
ورأى أن تطبيق معايير الاستدامة والتحول الرقمى ترفع من قيمة التكاليف عند أى مطور عقارى بنحو 6 الى %8 وهى قيمة بالإمكان التحكم بها من خلال إدارة رشيدة للتعاقدات مع الموردين خاصة وأن تطوير مصر تنفذ مئات الآلاف من الوحدات السكنية، وهنا يمكن الحصول على خصومات جيدة فى توريد الخامات، وتعيد تطوير مصر استثمار هذا الوفر فى تعزيز القيمة المضافة للعملاء.
وأوضح أن الشركة لم تحصل حتى الآن على أيه تمويلات بنكية لتعزيز الملاءة المالية واستكمال المشروعات القائمة، ولكن قد يتم التفكير فى الحصول على قروض من صناديق أو بنوك ترغب فى منح تمويلات للشركات المهتمة بالبناء المستدام والمشروعات الصديقة للبيئة.
أطالب بمنح حوافز لكيانات التطوير التى تستهدف تأسيس مدن مستدامة
وطالب الحكومة بمنح حوافز لشركات التطوير العقارى التى تستهدف انشاء مجتمعات عمرانية ذكية ومستدامة، وذلك بمنح تيسيرات فى أسعار الأراضى أو طرق سداد الأقساط، لتشجيع المطورين على تنفيذ تلك النوعية من المشروعات، خاصة وأن هناك عدة مكونات بالمشروع منها محطات المعالجة قد تكون مكلفة.
ولفت شلبى إلى أن تطوير مصر تلقت عدة طلبات من شركات عالمية للدخول معها فى تجربة التحول الرقمى ولكنها فضلت فى النهاية اختيار هواوى العالمية فى ظل التناغم المتوقع فى تنفيذ الاهداف، بجانب رغبة هواوى فى تنفيذ تجربة نجاح مع أول شركة عقاريةة من القطاع الخاص تلجأ لتلك المشروعات فى منطقة الشرق الأوسط، قائلاً: «هواوى تستهدف الاستثمار فى ابتكار اليات جديدة غير موجودة بالعالم حتى الآن وسيتم تجربتها فى مشروعات تطوير مصر».
وعن باقى مشروعات تطوير مصر، ومنها المنطقة التعليمية ببلوم فيلدز مستقبل سيتى، قال إن شركاء تطوير مصر بالمشروع وهما مجموعة كوليرز العالمية والبنك التجارى الدولى سيجرون خلال الايام القليلة القادمة لقاءات مع المستثمرين المهتمين بالانضمام للمنطقة بغرض توفير التمويل المطلوب لبدء الانشاءات وفقاً للجدول الزمنى، والذى يشمل افتتاح المرحلة الأولى خلال شهر سبتمبر من عام 2023.
وتمكنت هواوى من تشييد أكثر من 160 مدينة ذكية فى أكثر من 100 دولة ومنطقة، ونظرًا لامتلاك شركة هواوى تكنولوجيز أحدث التقنيات التكنولوجية والمنتجات الرقمية التى تسهم فى تطبيق مفهوم المدن المستدامة والذكية، ستوفر نظاما متصلاُ بالكامل، بداية من تطبيقات أجهزة الاستشعار، برامج تحليل البيانات، الذكاء الاصطناعى، والطاقة المتجددة انتهاءً بالبنية التحتية، بالإضافة إلى إنشاء مركز بيانات مما يسمح لتطوير مصر بالوصول إلى التحليلات القائمة على البيانات التى ستدعم تقييم سلوكيات العملاء.
وبناءً على ما سبق، ستصبح تطوير مصر من أوائل الشركات العقارية المصرية التى تنشئ نظام تحكم مركزيا ذكيا يربط جميع مشروعاتها ويتيح لعملائها جميع أنظمة وخدمات التحكم عن بعد، سواء فى تشغيل وحداتهم أو فيما يخص خدمات الكهرباء والمياه من قراءات دقيقة للاستهلاك وسداد الفواتير الكترونياً من أى مكان من خلال تطبيق ذكى على هواتفهم المحمولة.
تأسست تطوير مصر عام 2014 وتملك حالياً 4 مشروعات كبرى فى مراحل تطوير وتخطيط متنوعة هي: مشروع «المونت جلالة» ويقام على مساحة تصل لحوالى 545 فدانا، ومشروع «فوكا باى» فى الساحل الشمالى على مساحة 220 فدانا، و«مشروع بلومفيلدز» وهو مشروع سكنى متعدد الاستخدامات فى مستقبل سيتى ويُقام على مساحة 415 فدانا ويتضمن 90 فدانا مخصصا مخصص ليصبح منطقة تعليمية، وأحدث مشروعاتها «دى باى» وهو مشروع سياحى ترفيهى يقام على مساحة 200 فدان فى منطقة الضبعة بالساحل الشمالى.