شهدت الإسكندرية خلال العامين الماضيين إلغاء لجميع المزايدات التى تمت على معظم الأراضى التى طرحتها الشركات الصناعية المختلفة أو البنوك، بسبب عزوف المستثمرين عن الدخول فى المزايدة من الأساس.
وأحدثت المزايدة التى عقدتها شركة الشرقية للدخان «إيسترن كومباني»، والتى شهدت بيع قطعة أرض بسعر وصل إلى 35 ألف جنيه للمتر المربع، اهتمام المستثمرين العقاريين.
وفى الأسبوع الماضي، أعلنت إيسترن كومبانى نتيجة المزايدة العلنية التى انعقدت، لطرح قطعة أرض بمحافظة الإسكندرية أنه تمت ترسية المزايدة على صاحب أعلى سعر الذى بلغ 35160 جنيه للمتر المربع.
وفى هذا الصدد، أشار المهندس إيهاب زكريا، نائب رئيس شركة قصر السلام للاستثمار العقاري، إلى أن هناك العديد من الأسباب وراء تراجع الاستثمار العقارى بالمحافظة، كانت من أهم أسباب عدم نجاح أى مزايدات خلال الفترة الأخيرة، خاصة بالنسبة للأراضى داخل المدينة.
وأضاف أن سبب نجاح المزايدة الأخيرة يؤكد وجود فرق بين الأراضى الواقعة داخل المحافظة، والأخرى التى تقع على أطرافها، مشيرا إلى أن السبب الرئيس فى نجاح تلك المزايدة بسبب قربها من مشروع صوارى الذى تبنته هيئة المجتمعات العمرانية والشركة السعودية للاستثمار العقاري.
واعتبر أن المشروع سيكون نقلة كبيرة فى الاستثمار العقارى بالمحافظة، خاصة أنه يقع على أطراف المدينة، علاوة على قربه من بحيرة مريوط والتى يتم حاليا تنفيذ مشروع لإعادة هيكلتها وتشهد ارتفاعا غير مسبوق فى أسعار الأراضى الخاصة بها.
وذكر «زكريا» أن هناك توقفا تاما داخل منح الرخص لشركات الاستثمار العقارى داخل السوق العقارية السكندرية، بسبب ما تواجهه المحليات من مشكلات، موضحا أن محافظة الإسكندرية من أهم المحافظات التى تواجه مشكلات فى هذا الصدد.
وأكد أن الإسكندرية بالتعاون مع الأجهزة المعنية انتهت العام الماضى من المخطط العام للمحافظة لعام 2032، ويتم تنفيذ بعض الأجزاء منه كمشروع محور المحمودية وإعادة تأهيل بحيرة مريوط، إلا أن هناك العديد من المهام التى من المفترض أن تقوم بها المحليات التى لم تتم على أرض الواقع.
وأشار «نائب رئيس شركة قصر السلام» إلى أن تأخير تنفيذ مخطط الإسكندرية 2032 سيعمل على صعوبة إنجاح مشروع مدينة العلمين الجديدة، والتى من المفترض أن تكون بنفس المستوى من الأعمال التى تتم بمنطقة العاصمة الإدارية الجديدة بالقاهرة الكبرى.
وأوضح أنه حتى الآن لا يوجد مخطط لوسائل نقل تعمل على خلق مجتمع عمرانى بمناطق برج العرب وكينج مريوط والعلمين الجديدة، والتى اعتبرها الامتداد الطبيعى للإسكندرية وخلخلة الزحام غير المسبوق.
وألمح زكريا إلى أن غياب التخطيط التفصيلى والذى قال إنه ينبثق من المخطط العام، بالإضافة إلى عدم إصدار رخص عمل على تحويل أحياء راقية إلى حياء عشوائية من الدرجة الأولى، ضاربا مثالا بحى العجمى الذى تحول إلى أهم الأحياء العشوائية بالإسكندرية.
وأرجع ذلك لوجود نوعين من الأراضى منها التابع للمحليات داخل المدينة، والآخر ما يتبع هيئة المجتمعات العمرانية، والتى بها سرعة فى الإجراءت غير تقليدية خلال الفترة الأخيرة مقارنة بالبطء الذى يتم داخل المدينة.
من ناحية أخرى، أكد مصدر مسئول بهيئة التخطيط العمرانى بالإسكندرية، أن مشروع صوارى كان متوقفا لعدة سنوات، إلى أن تدخلت وزارة الإسكان بالتعاون مع محافظة الإسكندرية والشركة السعودية لإعادته مرة أخرى.
وذكر أنه يقع عند تقاطع الساحل الدولي، وتم التخطيط له من كل الجهات المعنية.
وأشار إلى أنه تم البدء بالمرحلة الأولى منه على مساحة 120 فدانا، بينما من المخطط أن يصل إجمالى المشروع إلى 417 فدانا.
وتستهدف هيئة المجتمعات العمرانية إنشاء منطقة «غرب كارفور» بالإسكندرية، وتم البدء فى تنفيذ أعمال المرحلة الأولى من المنطقة بمساحة 120 فداناً، وتشمل أعمال الطرق والمرافق (شبكات المياه والصرف الصحي)، وتم البدء فى تجهيزات الموقع لتنفيذ 15 برجاً سكنياً (بدروم + أرضى + 12 دورا – 780 وحدة سكنية بمساحات مختلفة تتناسب مع متطلبات السوق العقارية)، مؤكداً أنه تم التشديد على الشركات المُنفذة للأعمال بوضع برامج زمنية مكثفة للانتهاء من المشروع فى المواعيد المحددة له.
كما تم إطلاق الحملة الإعلانية لتسويق الوحدات بالشوارع الرئيسية بمدينة الاسكندرية، تحت اسم (صواري)، موضحاً أن التجمع العمرانى «غرب كارفور» بالإسكندرية صدر له القرار الجمهورى رقم 225 لسنة 2019 بتخصيصه لصالح هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، بمساحة 417.63 فدان، لإقامة مشروعات تنموية سيكون لها أثر كبير على الملامح العمرانية بالمحافظة.
يذكر أنه صدر القرار الوزارى رقم 812 لسنة 2019 بشأن اعتماد المخطط العام للمشروع، والذى يحتوى على مناطق سكنية واستخدامات مختلطة (إدارى – تجارى – سكنى – اجتماعى – ترفيهي)، وخدمات وطرق ومناطق خضراء، ويتميز موقع منطقة «غرب كارفور» بوقوعه على تقاطع جميع الطرق الرئيسية والحيوية التى تربط مدينة الإسكندرية (الطريق الصحراوى – الطريق الزراعى – الطريق الساحلى الدولي).
من جانبه توقع الدكتور هانى أبو أحمد المثمن العقارى أن تشهد الإسكندرية انفراجة فى المزايدات التى تتم بالقرار من المشروعات الجديدة مع رفع تلك أسعار تلك الأراضي.
وأوضح أن أهم تلك المشروعات مشروع محور ترعة المحمودية والذى به العديد من الأراضى المملوكة للشركات الصناعية والبنوك، بالإضافة إلى مشروع غرب الإسكندرية والذى يعتبره العقاريون الامتداد الطبيعى للمحافظة مستقبلا.
يذكر أن بنكا «الأهلي» و«مصر» أعلنا عن طرح 34 ألف متر مربع للبيع بطريق المحمودية، بالإضافة إلى منطقة باكوس ليتم البت فيها خلال فبراير الحالي.
وفى نفس السياق، نجحت شركة سبنالكس على بيع جزء من أرض لها بمنطقة النزهة بالإسكندرية، لمساحة تصل إلى 20 ألف متر مربع بسعر وصل إلى 10500 جنيه للمتر بإجمالى 210 ملايين جنيه وذلك لصالح المدرسة الفرنسية “ليسيه الحرية” ليتم السداد خلال مارس المقبل.