تطبيع ومطبعون

تطبيع ومطبعون
شريف عطية

شريف عطية

6:31 ص, الثلاثاء, 15 ديسمبر 20

تختفى قسراً أو بالتواطؤ.. الوجوه المشرفة على القضية الفلسطينية، لصالح الإبقاء على المستفيدين لاستمرار الأوضاع على ما هى عليه من جمود أو تحركات أشبه بخداع النظر دون تقدم ولو قيد أنملة للأمام، ذلك فيما تتدافع دول عربية نحو التطبيع مع الدولة العبرية، لحاجات يرونها حيوية إما لدرء أخطار توسعية إيرانية فى الخليج أو لاسترداد وحدة ترابهم (الصحراء المغربية) أو لرفع السودان اسمها من قائمة الإرهاب، أو سعى اللبنانيين للتفاوض من أجل النفط- إلى ترسيم الحدود مع إسرائيل.. التى أصبحت وكأنها الرقم السحرى فى العطاء والمنع للشعوب العربية وقضاياها وعروش حكامها، وبينما تتزايد المرارة الفلسطينية من جراء خنق الحق الذى لا يمارى.. فإن الإسرائيليين يواصلون استحلاب القدرات العربية عبر التطبيع من جانب واحد، إذ هم أكثر رفضاً له، لأسبابهم، من العرب المغلوبين لنواهى قممهم، حيث يلقنون أجيالهم أن المصريون هم أعداؤهم الذين فى الجنوب (نتنياهو 1996)، وأن العربى الطيب هو «العربى الميت»، وأن الصراع مع العرب – صراع وجود لا حدود – لدولة إسرائيلية مهيمنة- بأقله- من النيل إلى الفرات، وامتداداً إلى أرض المتاعب الانقلابية فى الشرق الأوسط ذات العلاقة العضوية والمركزية بالقضية الفلسطينية، لولا تلك المواقف الفردية (غير الشعبية) من النخبة الحاكمة، عربياً وإسرائيلياً وأميركيا، لا تؤسس لبناء سلام دائم وعادل، إذ لا أدل على هشاشته أن تتوازى مسيرة التطبيع العربية مع إسرائيل، مع إقدام الأخيرة على تحويل 70 منطقة عشوائية إلى رسمية، فيما تتباين قواميس ومفردات ذات سرعات مختلفة فى موضوع العلاقات العربية مع إسرائيل، سواء لانشغال الدولة العربية الكبرى- مصر- باهتماماتها التنموية والأمنية، أو لتكريس رئيس الحكومة الإسرائيلية منذ 2009 العلاقات الخارجية لمصلحة معاركه الشخصية، أو سواء لتطابق المواقف الأميركية- الإسرائيلية فى ظل إدارة «ترامب» وفى إطار الحلف الإستراتيجى بين البلدين، ناهيك عن انقسامهما بين تيارين فى الحكم (..)، ومن دون استثناء المشروع النووى الإيرانى، والتموضع الإيرانى فى سوريا ولبنان، فضلاً عن توابع قضايا القدس والجولان والاستيطان.. تحول دون الاستمرار فى التوصل من عدمه إلى اتفاقيات سلام مع العالم العربى، إلا أن الموضوع الفلسطينى قد يشهد فى عهد إدارة «بايدن» تطورات إيجابية (دبلوماسية- مالية- بشأن الاستيطان- حل الدولتين، وعلى الأجندة الدولية)، كمافى السعى إلى تشكيل جبهة إيجابية متوقعة مع الدول العربية ربما تكون- مع «بايدن» أقرب إلى فكر رئيس الحكومة الإسرائيلية البديل «جانتس» عن نظيره «نتنياهو»، ما يحول دون تعميق الضرر بصورة الولايات المتحدة فى المنطقة، وهى التى تسعى روسيا والصين لملء الفراغ بها، ما سوف يؤدى إلى إعادة النظر فى مواقف الأطراف المختلفة بشأن التطبيع والمطبعين.