استطاع تيم كوك الرئيس التنفيذى لشركة أبل الأمريكية للكمبيوتر والموبايل والأجهزة السمارت أن يرفع القيمة السوقية لها إلى أكثر من 2.3 تريليون دولار مع نهاية العام الماضى لتصبح أكبر قلعة تكنولوجية فى العالم برغم تفشى وباء فيروس كورونا فى الولايات المتحدة التى تتصدر العالم فى عدد الوفيات والإصابات.
وذكرت وكالة بلومبرج أن شركة أبل نجحت بفضل سياسة الرئيس دونالد ترامب المتشددة تجاه شركات التكنولوجيا الصينية فى رفع قيمتها السوقية إلى أكثر من تريليون دولار عام 2018، وأن تزيدها بأكثر من الضعف بعد عامين فقط مع انتعاش مبيعاتها من موبايلات آيفون المتقدمة التى غزت معظم دول العالم بما فيها الصين المشهورة بأجهزة شركة هواوى التى كانت الأولى على العالم خلال السنوات السابقة قبل الحرب التجارية الأمريكية ضدها وقبل اتشار مرض كوفيد 19.
ورغم أن تيم كوك يسعى حاليا للتعاون مع شركات التكنولوجيا الصينية والآسيوية للاستفادة من ضخامة الاستهلاك فى قارة آسيا فى ظل الإدارة الجديدة للرئيس جو بايدن والذى يرغب فى إنهاء التوترات التجارية مع الصين، إلا أن كوك مازال يستخدم إدارته الذكية وسياسته الفعالة واستعداده لاستغلال قوة منتجاته المبتكرة لمنافسة الشركات الصينية لدرجة أنه استحوذ العام الماضى على أكثر من 57 % من حصة موبايلات هواوى فى الصين الكبرى بما فيها تايوان وهونج كونج.
آيفون قفزت %21 خلال الربع الماضى
قفزت مبيعات موبايلات أبل من موديلات آيفون بحوالى %21 خلال الربع الماضى لتتجاوز 111 مليار دولار وتسجل أكبر إيرادات فصلية فى تاريخها متفوقة على توقعات جميع المحللين فى وول ستريت والتى بلغت 103.1 مليار دولار.
كما زادت مبيعاتها بأكثر من %5 خلال النصف الأول من يناير الماضى لترتفع أسعار أسهم شركة أبل بما يزيد عن %20 خلال الثلاثة أشهر الماضية ليتجاوز سعر السهم 142 دولارا.
وارتفعت إيرادات أبل فى الربع المنتهى فى 26 ديسمبر %21 إلى 111.44 مليار دولار. وزادت ربحية السهم إلى 1.68 دولار ارتفاعاً من 1.25 دولار وفقاً لتوقعات المحللين.
وأصبحت أبل أكبر شركة موبايلات فى العالم من حيث المبيعات والقيمة السوقية بعد أن بلغت مبيعاتها من الموبايلات السمارت ولاسيما «أيفون 12» أكثر من 90 مليون جهاز خلال الربع الأخير من العام الماضى لتستحوذ على حصة قدرها %23.4 من سوق الموبايلات العالمية ولاسيما من المستهلكين فى الصين الذين تدفقوا على شراء أول موبايل أمريكى مزود بتكنولوجيا الجيل الخامس 5G.
مبيعات أبل السمارت تتجاوز 1.65 مليار جهاز
أكد لوكا ميسترى رئيس الشئون المالية بشركة أبل أن مبيعات آيفون ولاسيما الموديلات باهظة الثمن مثل برو وبرو ماكس ذات الكاميرات الممتازة تكنولوجيا الجيل الخامس تلقى إقبالا هائلا فى الأسواق المتقدمة وحتى السوق الصينية ليصل إجمالى عدد أجهزة موبايلات أبل السمارت الموجودة حاليا فى أيدى المستهلكين أكثر من 1.65 مليار وحدة.
بينما بلغت مبيعات أبل من المنتجات الأخرى مثل أجهزة «آى باد» خلال الربع الماضى أكثر من 8.44 مليار دولار، ومن أجهزة «ماك» حوالى 8.7 مليار دولار، ومن خدمات تطبيقات آب ستور وآى تيونز وأبل ميوزيك وآى كلاود نحو 15.8 مليار دولار ،علاوة على منتجات ثانوية منها ساعات أبل الفاخرة السمارت والاكسسوارات ومنها الهيدفون وغيرها التى حققت إيرادات تجاوزت 12.97 مليار دولار خلال نفس الربع.
أبل تقصى هواوى وتتصدر قائمة الخمس الكبار
تصدرت شركة أبل قائمة الشركات الخمس الأكثر مبيعا للهواتف الذكية فى العالم خلال الربع الأخير من العام الماضى بزيادة %4 مقارنة بنفس الفترة من عام 2019 بينما وصلت مبيعات سامسونج إلى 62 مليون جهاز، وبعدها شاومى بأكثر من 44 مليون موبايل، وأوبو بحوالى 35 مليون موبايل، وأخيرا فيفو 33 مليون موبايل.
ورغم أن إجمالى مبيعات الموبايلات السمارت على مستوى العالم بلغ أكثر من 360 مليون جهاز خلال الربع الماضى منخفضاً بنسبة 2% عن نفس الفترة من عام 2019 بسبب وباء كورونا، تراجعت هواوى واختفت من قائمة الخمسة الكبار الأعلى مبيعا للهواتف الذكية عالميا لأول مرة منذ 6 سنوات بعد هبوط مبيعاتها بأكثر من %42 لتنزل إلى 32.3 مليون جهاز فقط بسبب الحظر الأمريكى عليها، ومنعها من استخدام التقنيات الأمريكية لمدة عامين.
أبل تحصد حصة سوقية تزيد عن %20 فى السوق الصينية
تجاوزت مبيعات موبايلات أبل من موديلات «آيفون 12» التى أطلقتها خلال الربع الأخير من العام الماضى فى الصين التوقعات حيث وصلت إلى 18 مليون وحدة، مما يكسبها حصة سوقية تزيد على %20 فى السوق الصينية.
و قبل إطلاق الموديلات الأمريكية فى أكتوبر الماضى كانت أجهزة هواوى وشاومى وأوبو وفيفو تشكل أكثر من %90 من سوق الهواتف الذكية فى الصين، ورغم ذلك هبطت الآن إلى حوالى %78 مع اتجاه المستهلكين لاقتناء أجهزة أبل المزودة بالجيل الخامس بدلاً من أجهزة 4G التى يملكونها، لتزداد مبيعات الهواتف الأمريكية إلى 160 مليون وحدة.
«أبل» تربح 64.7 مليار دولار
فى الربع المالى الرابع من عام 2020، أعلنت شركة آبل عن إيرادات بقيمة 64.7 مليار دولار وأرباح بلغت 12.67 مليار دولار. مقارنة بإيرادات 64 مليار دولار وأرباح 13.69 مليار دولار فى الربع نفسه من العام الماضي
شاومى تقاضى الحكومة الأمريكية
رفعت شركة شاومى المصنعة للهواتف الذكية الصينية دعوى قضائية ضد الولايات المتحدة لرفع إسمها من القائمة السوداء التى وضعتها واشنطن للشركات العسكرية الصينية المزعومة والتى بموجبها لا يستطيع المستثمرون الأمريكيون شراء أسهم فيها، بعد أن صنفتها الولايات المتحدة كواحدة من العديد من الشركات العسكرية الصينية الشيوعية وفقا لقانون تفويض الدفاع الوطنى الصادر عام 1999.
ويضع هذا التصنيف شاومى وهواوى وغيرها من شركات التكنولوجيا الصينية فى القائمة السوداء، وبالتالى خضوعهم للقرارالتنفيذى الصادر فى نوفمبر من قبل الرئيس السابق دونالد ترامب، والذى يمنع المستثمرين الأميركيين من شراء الأسهم أو الأوراق المالية ذات الصلة لأى شركة تحمل التصنيف العسكرى الصينى، ولم تكتفى إدارة ترامب بذلك بل أضافت شركة شاومى الشهر الماضى إلى القائمة السوداء فى قائمة الشركات العسكرية الصينية المزعومة، لتهوى أسهمها المدرجة فى بورصة هونغ كونغ بنسبة %10.6 عند الفتح يوم الجمعة 15 يناير الماضى.
وتعد شركة شاومى التى تتخد من بكين مقرها لها، ثالث أكبر شركة لتصنيع الهواتف الذكية فى العالم خلال الربع الثالث من عام 2020 مما جعلها ترفع دعوى قضائية ضد الإدارة الأمريكية، لأنها بعد أن خضعت الآن للأمر تنفيذى ستواجه سحب استثمارات الأمريكيين أو بيع الأسهم التى يملكونها فى الشركات المضافة للقائمة السوداء، حتى 11 نوفمبر من هذا العام.
هواوى تتجه لأسواق الخليج لتعويض خسائرها
اتجهت شركة هواوى التى تعرضت لخسائر ضخمة جراء العقوبات الأمريكية إلى أسواق الخليج الغنية ومنها السعودية التى أعلنت حكومتها أن شركة التكنولوجيا الصينية هواوى تعتزم افتتاح متجر رئيسى فى الرياض، ليكون أكبر متجر من نوعه خارج الصين.
كما وقعت هواوى اتفاقية مع كادن للاستثمار السعودية لافتتاح المتجر الذى سيسمح للشركة الصينية بالوصول للمستهلكين مباشرة فى ظل تزايد الطلب على المنتجات والخدمات الرقمية فى المملكة التى تتوقع زيادة استخدام الإنترنت من %73.2 من عدد السكان فى 2017 إلى %82.6 بحلول العام القادم.
ووقعت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعى فى العام الماضى مذكرة تفاهم مع هواوى لدعم استخدام اللغة العربية ورموزها فى تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى بمساعدة من باحثين من المملكة وهواوى.
وفى المقابل حذرت الولايات المتحدة حلفاءها من استخدام تكنولوجيا هواوى لبناء شبكات اتصالات الجيل الخامس، مشيرة إلى أنها قد تكون أداة تجسس صينية، وهو اتهام تنفيه الشركة، ورغم ذلك وقعت بعض شركات الاتصالات الخليجية، ومنها شركة زين السعودية، صفقات لاستخدام تكنولوجيا الجيل الخامس من هواوى.