تستعد قطر خلال الأيام القليلة المقبلة لاستقبال الحدث الأضخم على مستوى كرة القدم عبر التاريخ، حيث كأس العالم، الذي يُقام كل 4 سنوات، الأمر الذي يُلقي بظلاله على المتابعة المنتظرة من كافة دول العالم للتنظيم المرتقب من أول دولة عربية تستضيف هذا الحدث.
ومن المتوقَّع أن تتجاهل بطولة كأس العالم في قطر المقبلة الجدل المثار حول انتهاكات حقوق الإنسان في الدولة المضيفة، وتحقق إيرادات قياسية للمنظمين في الاتحاد الدولي لكرة القدم، إذ يتوقع الاتحاد الدولي لكرة القدم أن يُجني مونديال قطر مكاسب أعلى مما وصلت إليه روسيا عام 2018 والتي بلغت 5.4 مليار دولار.
ووفقًا لتقارير رسمية، فإن الاتحاد الدولي لكرة القدم، نجح بالفعل في بيع حقوق البث التليفزيوني كاملًا الخاصة بكأس العالم، إلى جانب 240 ألف باقة ضيافة تقريباً، ونحو 3 ملايين تذكرة للبطولة.
وتأتي زيادة الإيرادات المتوقَّعة، ضد المخاوف التي تُسيطر على البعض من أن يقاطع بعض المشجعين والرعاة البطولة، وذلك لأسباب تتعلق إلى حد كبير بمعاملة قطر للعمال المهاجرين الذين ساعدوا في بناء الملاعب والبنية التحتية اللازمة لاستضافة أكبر حدث رياضي في العالم.
من جانبها، نفت الحكومة القطرية مزاعم تعرّض عمالها لسوء المعاملة، وقالت إنَّ البطولة كانت حافزاً لتحسين قوانين العمل. كما بنت الدولة مساكن جديدة لبعض العمال، ووعدت بتحسين معايير السلامة من بين مبادرات أخرى.
وبدوره، صرّح ممثل عن اللجنة العليا للمشاريع والإرث في قطر، في بيان أُرسل عبر البريد الإلكتروني، بأنَّ هذه الجهود حظيت بتقدير نقابات عمالية كبيرة، من ضمنها الاتحاد الدولي لعمال البناء والأخشاب، ومنظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة.
مكاسب كرة القدم خلال 4 نسخ من كأس العالم
ووفقًا لإحصائيات صادرة عن “بلومبرج”، فإن إيرادات كأس العالم ارتفعت من بطولة إلى أخرى على خلفية تزايد شعبية كرة القدم في جميع أنحاء العالم، حتى برغم الانتقادات التي تحيط بالدولة المضيفة. واجهت روسيا انتقادات قبل بطولة 2018 بسبب فشلها في التصدي للعنصرية وكراهية المثليين بين بعض مشجعيها.
البُعد الاقتصادي لبطولة كأس العالم في قطر
من ناحية أخرى، ترغب قطر في استخدام كأس العالم لعرض توسعها السريع، إذ تحولت من وجهة صغيرة للبحث عن اللؤلؤ في أعماق البحار إلى عاصمة خليجية مميزة، وتتوقَّع أن تضيف ما يصل إلى 17 مليار دولار إلى اقتصادها. هذا الرقم أقل من التقدير السابق، إذ تهدد أزمة تكاليف المعيشة المنتشرة في جميع أنحاء العالم بالتأثير سلباً على المبلغ الذي سينفقه المشجعون الذين يسافرون إلى كأس العالم عندما يصلون إلى هناك.