تدرس إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إضافة عملاقى التكنولوجيا «على بابا» و«تينسينت» إلى القائمة التجارية السوداء لشركات الاتصالات الصينية بزعم أنها تتجسس على الشركات الأوروبية والأمريكية لأنها مملوكة لحكومة بكين أو يسيطر عليها الجيش الصينى.
وذكرت وكالة رويترز أن ترامب يحاول فى أيامه الأخيرة فى السلطة وقبل أن يسلم مقعد الرئاسة لجو بايدن فى 20 يناير الجارى، أن يؤكد على استمرار التوترات التجارية العنيفة مع حكومة بكين من خلال منع كبرى الشركات التكنولوجية فى الصين وآسيا وربما فى العالم من الاستثمار فى الولايات المتحدة ومن التعامل مع أسهمها فى البورصات الأمريكية.
إدارة ترامب : تتجسس لصالح الحكومة والجيش فى الصين
أعلنت إدارة ترامب فى نوفمبر الماضى أنها ستضع شركات الاتصالات الصينية العملاقة مثل تشاينا تليكوم وتشاينا موبايل وتشاينا يونيكوم فى القائمة التجارية السوداء وستحظر عليها اعتبارا من الشهر الجارى الاستثمار داخل الولايات المتحدة بزعم أنها تتجسس لصالح الحكومة أو الجيش فى الصين.
وأدى إعلان إدارة ترامب بوضع شركات الاتصالات الصينية العملاقة الثلاث فى القائمة التجارية السوداء فى نوفمبر الماضى والذى كان محددا له شهر يناير الحالى إلى هبوط القيمة السوقية لأسهم هذه الشركات المدرجة فى بورصتى نيويورك وهونج كونج بحوالى 5.6 مليار دولار، لتنخفض أسعارها بنسب تتراوح بين 4 % و6 % فى ختام التعاملات فى البورصتين فى نهاية الأسبوع الماضى.
بورصة نيويورك ترفض إلغاء إدراج 3 شركات اتصالات صينية
لكن بورصة نيويورك أكدت هذا الأسبوع أنها لم تعد تخطط لشطب تشاينا تليكوم وتشاينا موبايل وتشاينا يونيكوم رغم أنها أعلنت سابقا إنها ستلغى إدراج الأوراق المالية لهذه الشركات من أجل تنفيذ قرار وقع عليه ترامب فى نوفمبر لمنع الاستثمارات الأمريكية فى 31 شركة تقول واشنطن إن الجيش الصينى يملكها أو يتحكم فيها.
وأصبحت قائمة الكيانات السوداء التى تجعل من الصعب على الشركات الأمريكية بيع سلع عالية التقنية للشركات المدرجة فيها، الأداة المفضَّلة لإدارة ترامب لمعاقبة الشركات الصينية ، ولكن الانتهاك الخطير الذى ارتكبه الرئيس ترامب بجعل أنصاره يقتحمون الكونجرس أدى إلى تهاوى شعبيته، مما ساعد وزارة التجارة الصينية يوم السبت الماضى على إعلان إنها ستتخذ “الإجراءات الضرورية” لحماية مصالح شركاتها بعد أن امتنعت بورصة نيويورك عن إلغاء إدراج ثلاث شركات اتصالات صينية بالبورصة تقول واشنطن إن لها علاقات عسكرية بالجيش الصينى.
ومع ذلك لم يضع المسئولون فى وزارة الدفاع الأمريكية الذين يشرفون على تحديد الشركات فى القائمة السوداء -الخطط النهائية للشركات الصينية ، ولم يناقشوا إضافة شركتى «على بابا» أكبر شركة تجارة إلكترونية فى الصين ولا «تينسينت» عملاق الألعاب الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعى إلى هذه القائمة التى تضم 35 شركات صينية تزعم واشنطن إن الجيش الصينى يملكها أو يتحكم فيها.
تبلغ القيمة السوقية لعلى بابا وتينسينت 1.3 تريليون دولار معظمها فى حوزة مستثمرين أمريكيين.ويرى بعض المستثمرين أن هناك شكوكاً فى أن تتعرض على بابا وتينسينت لقيود طويلة الأجل لأن قيمتهما السوقية مجتمعتين تبلغ 1.3 تريليون دولار معظمها فى حوزة مستثمرين أمريكيين فى البورصة الأمريكية وحظر التعامل فى أسهمهما سيتسبب فى ضرب أسواق المال الأمريكية وتشهير بسمعتها العريقة.
وقال توماس كولدويل رئيس شركة كولدويل لإدارة الاستثمار فى مدينة تورنتو الكندية والمستثمر فى بورصة نيويورك إن العقوبات الأمريكية التى يفرضها ترامب ضد الشركات الصينية ستكون لها عواقب وخيمة على الأسواق فى الولايات المتحدة، وإن الشركات الصينية غنية والأسواق الآسيوية لديها أموال ضخمة ، ومن الخطأ طردها من أمريكا لأنها ستنتعش أكثر فى آسيا كما أن المال والأسواق يجب أن يكونا على الحياد وبعيدا عن السياسة.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية اقترحت على إدارة ترامب إضافة مجموعة «آنت جروب» الصينية للمدفوعات عبر الهاتف المحمول المهيمنة فى الصين وخدمات القروض والمدفوعات والتأمين وإدارة الأصول ووحدة التكنولوجيا المالية التابعة لشركة على بابا إلى القائمة التجارية السوداء.
واشنطن : الحكومة الصينية تصل لبيانات مصرفية تخص مستثمرين أمريكيين
لم يتضح التوقيت الزمنى للوكالات الحكومية الأمريكية، التى تحدد الشركات المراد إضافتها إلى قائمة الكيانات السوداء وتشمل وزارات الخارجية والدفاع والطاقة والتجارة، بمراجعة الأمر حيث كان ترامب يستغل دائما مسألة الأمن القومى فى حربه التجارية مع الصين لدرجة أنه ورد فى تقرير الخارجية الأمريكية بشأن حظر شركة آنت جروب بأنها تخشى من أن الحكومة الصينية قد تصل إلى بيانات مصرفية حساسة تخص المستخدمين الأمريكيين فى المستقبل برغم أن تطبيق على باى التابع لشركة على بابا للدفع غير متاح للمستخدمين الأمريكيين حتى الآن.
وأوقفت لجنة الاستثمار الأجنبى فى الولايات المتحدة فى عام 2018 عرض شركة آنت جروب البالغ 1.2 مليار دولار لشراء شركة تحويل الأموال «مونى جرام» بسبب مخاطر الأمن القومي لتصبح قائمة الكيانات السوداء مانعاً خطيراً يجعل من الصعب على الشركات الأمريكية بيع سلع عالية التقنية للشركات المدرجة فى القائمة السوداء.
«التجارة الصينية» : الحظر يضر بالحقوق الشرعية لشركاتنا ويضر بمصالح المستثمرين
يقع مقر شركة آنت جروب فى مدينة هانغتشو بشرق الصين، وهى مملوكة بنسبة %33 لمجموعة على بابا، ويسيطر عليها مؤسس على بابا، جاك ما ويستخدم الصينيون الذين لديهم حسابات بالعملة الصينية منصة الدفع «على باى» وتجرى معظم تفاعلاتها فى الولايات المتحدة مع التجار الذين يقبلون الدفع من المسافرين والشركات الصينية فى البلاد.
ومن ناحية أخرى أعلنت وزارة التجارة الصينية فى بداية الأسبوع الحالى أنها ستتخذ “الإجراءات الضرورية” لتواجه هذا الشكل من إساءة استغلال الأمن القومى الأمريكى وسلطة الدولة لقمع الشركات الصينية والذى لا يمتثل لقواعد السوق ويضر بالحقوق الشرعية للشركات الصينية ويلحق أيضا ضررا بمصالح المستثمرين فى دول أخرى، بما فيها الولايات المتحدة نفسها.
و دعت وزارة التجارة الصينية الولايات المتحدة إلى الوصول لحل وسط مع الصين وإعادة العلاقات التجارية الثنائية إلى مسارها ولاسيما مع تصعيد إدارة ترامب من موقفها الصارم تجاه الصين فى الأيام الأخيرة قبل تولى الرئيس الأمريكى المنتخب جو بايدن منصبه فى 20 يناير.