لم يهدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقتًا في محاولة التشكيك في مصداقية الإجراءات التي تعتزم الديمقراطية نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي عزله عن منصبه.
ويطالب الديمقراطيون مجلس النواب بفتح تحقيق عزل بحق ترامب، مستندين في طلبهم هذا إلى ما يعتبرونه جرائم متعددة مثل عرقلة العدالة وانتهاك بند المكافآت في الدستور لصالح أعماله التجارية، بجانب تقويض حرية الصحافة.
لكن ترامب سارع إلى مخاطبة الرأي العام الأمريكي، متعهدا له بنشر نسخة كاملة وغير سرية من مكالمة هاتفية له مع نظيره الأوكراني اليوم الأربعاء، والتي من شأنها أن تفند مزاعم الديمقراطيين بأنه أساء استعمال سلطته الرئاسية، وفقا لما نشرته شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأمريكية.
ويخطط البيت الأبيض أيضًا للكشف عن هوية مقدم الشكوي، إلى الكونجرس، وهي الشكوى التي أشعلت فتيل أزمة استمرت على مدار أسبوع كامل، كما أشعلت بركانا في مؤسسة الرئاسية الأمريكي.
وذكرت الشبكة في سياق تقرير على موقعها الإلكترني أن نسخة المكالمة الهاتفية، وكذا ردة فعل الكونجرس الأمريكي إزاء تقرير الجهة المبلغة ستكونان حاسمتين في وضع أرضية يُنطلق منها العراك القانوني لعزل ترامب، وأيضا في تشكيل الرأي العام الذي سيحدد في النهاية ما ستؤول إليه الأوضاع في هذا الخصوص.
وبغض النظر عن نتائج التحقيق، يجد ترامب نفسه في قلب لقطة تاريخية ونادرة، حيث يعد الرئيس الرابع في تاريخ الولايات المتحدة الذي يواجه تهديدا واقعيا بعزله من منصبه.
وذكرت مصادر لـ”سي إن إن” أن ترامب لا يرغب في أن يُعزل من منصبه، ولا يرحب مطلقا بدخول مثل هذا العراك.
ورغم تصريحاته التي يتحدى فيها الديمقراطيون والتي يقول فيها إن تلك المسألة ربما تساعده على الصعيد السياسي، شعر ترامب بالقلق إزاء إمكانية عزله من منصبه لمدة عام تقريبا؟، وهي الواقعة التي يعود تاريخها إلى انتخابات التجديد النصفي للكونجرس التي جرت في نوفمبر من العام الماضي حينما فاز الديمقراطيون بمجلس النواب، وفقا لما صرح به مصدر مطلع لـ “سي إن إن”.
وتستغل بيلوسي اعتراف ترامب بأنه طلب من الرئيس الأوكراني زيلينسكي التحقيق من نجل جو بايدن المرشح الرئاسي، وذلك للتأثير عليه في الانتخابات المقبلة المقررة في نوفمبر من العام المقبل.