شهد سعر الذهب تراجعا اليوم إذ ارتفع الدولار، فيما يترقب مستثمرون كلمة يُدلي به جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطى الفيدرالى (البنك المركزي الأمريكي) لاستقاء مؤشرات بشأن الاستراتيجية النقدية، لكن المخاوف بشأن الاقتصاد العالمي الذي تعصف به جائحة فيروس كورونا أبقت الأسعار فوق مستوى 1900 دولار، بحسب وكالة رويترز.
سعر الذهب يتراجع 0.5% في المعاملات الفورية
وهبط سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.5% إلى 1918.77 دولار للأوقية (الأونصة) .
وارتفع سعر الذهب في العقود الأمريكية الآجلة 0.1 % إلى 1925.30 دولار.
وقالت مارجريت يانج المحللة لدى ديلي فيكس إن تراجع سعر الذهب صوب مستوى دعم رئيسي عند 1910 دولارات ”يرجع لأسباب من بينها انتعاش الدولار الأمريكي خلال الجلسة، إذ يترقب المتعاملون كلمة باول“.
وارتفع مؤشر الدولار 0.2 % مقابل منافسيه، مما يزيد تكلفة الذهب لحائزي العملات الأخرى، فيما تتركز الأنظار على كلمة يلقيها باول يوم الخميس، من المتوقع أن تقدم المزيد من الوضوح بشأن رؤية المركزي الأمريكي تجاه التضخم والسياسة النقدية.
وتوقفت تدفقات الأموال الباحثة عن الملاذ الآمن في الذهب بعد أن أكد مسؤولون تجاريون كبار في الولايات المتحدة والصين التزامهم باتفاق المرحلة واحد التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم.
تراجع أسعار الفضة والبلاتين
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، هبط سعر الفضة 0.3 % إلى 26.33 دولار للأوقية، وتراجع سعر البلاتين 0.4 % إلى 922.99 دولار، بينما ربح البلاديوم 0.6 % إلى 2178.14 دولار.
يذكر أنه في أقل من ستة أشهر، غيّر فيروس كورونا المسبب لمرض «كوفيد – 19» وجه العالم.
ومن الواضح أن الجائحة باقية معنا وقتاً طويلاً، وتضرب ذات اليمين وذات اليسار مسببة أضراراً كبيرة على أكثر من صعيد، أخطرها على الإطلاق الصعيد الاقتصادي. ولعلّ أولى المسلّمات في ظل التراجع والانكماش، هي أن العالم كله يجب أن يعيد ترتيب أولوياته في انتظار عبور النفق والخروج إلى النور.
رأينا الحكومات في أنحاء العالم تستجيب للأزمة الصحية والاقتصادية بسرعة نسبية، إنما بطرق غير منسقة إلى حد كبير، وهو أمر ليس بمفاجئ لأن النظرة إلى المشكلة تختلف باختلاف الثقافات والأنظمة السياسية.
وتفصيلاً، كانت هناك مقاربتان للتعامل مع الوباء، قضت الأولى بجعل الأولوية تقليل الضرر الاقتصادي من خلال السماح للفيروس بالانتشار دون رادع حقيقي، على الرغم من الضغط الذي سببه ذلك على النظام الصحي. أما الثانية فأوجبت اعتماد إبطاء متعمَّد للنشاط الاقتصادي بهدف احتواء الأخطار الصحية، وشمل هذا النهج إغلاق الحدود والتباعد الاجتماعي والحجر…
ويجدر بنا الالتفات إلى أن ضعف المناعة الاقتصادية ناجم في جزء منه عن كون الاقتصاد العالمي تلقّى ضربة قاسية قبل 12 عاماً وعرف أزمة كانت الأكبر منذ ثلاثينات القرن العشرين.
ولم يكد العالم يتخلّص من آخر تداعيات هذه الأزمة حتى جاء وباء كورونا ليُطلق عاصفة غير مسبوقة. يضاف إلى ذلك، أن الركود المستجدّ حصل في ظل حرب تجارية شرسة بين الولايات المتحدة والصين أثّرت على العالم من أقصاه إلى أقصاه.