أكد عدد من ممثلى القطاع السياحى، أن موسم شتاء 2022 كان واعداً للغاية بالنسبة لحجم الحركة السياحية الوافدة لمصر من الخارج وخاصة من الدول الأوروبية، الإ أن ارتفاع الإصابات ولجوء بعض البلدان لعمليات الإغلاق بسبب تداعيات المتحور الجديد لفيروس كورونا (أوميكرون) أطاح بتلك الآمال ويعيش القطاع حالياً فى حالة من الترقب حتى تتضح الرؤية.
وقال الدكتور عاطف عبد اللطيف، عضو جمعية مستثمرى مرسى علم وجنوب سيناء، إن تداعيات المتحور الجديد لفيروس كورونا تسببت فى انخفاض عدد رحلات الطيران الشارتر الوافدة للمقصد المصرى، مشيرا إلى أن بعض شركات الطيران ألغت رحلاتها خلال فترة أعياد الميلاد والكريسماس.
وأضاف عبد اللطيف لـ«المال»، أن موسم شتاء 2022 كان واعداً بالنسبة للعاملين بالقطاع السياحى، ولكن منذ أسبوعين اختلف الوضع بسبب تطور حالة الجائحة ، وارتفاع أعداد المصابين حول العالم بمتحور أوميكرون، مما أدى إلى لجوء بعض البلدان لعمليات الإغلاق مرة أخرى.
ولفت إلى أن هناك تراجعا ملحوظا فى حجم الحركة السياحية الوافدة للمدن السياحية المصرية وخاصة من الدول الأوروبية والتى تشهد ارتفاعاً فى أعداد الاصابات، مشيراً إلى أن هناك انخفاضا بنسب تتراوح من 40 إلى %50 فى حجم الحجوزات.
وأشار إلى أن أسوأ ما فى هذا الأمر هو قيام عدد من شركات الطيران بإلغاء رحلاتها الجوية وهو ما يعيق حركة السائح الراغب فى السفر.
ونوه عبد اللطيف بأن العاملون بالقطاع السياحى فى حالة ترقب حالياً وفى انتظار إنتهاء موسم الأعياد حتى تتضح الرؤية بشكل أفضل فيما يخص وضع المتحور.
وأكد أن إشغالات الفنادق خلال فترة الكريمساس وشهر يناير منخفضة، مشيراً إلى أن السوق الأمريكى على سبيل المثال تلقينا منه إلغاءات كبيرة فى الحجوزات وتم تأجليها لعام 2023، كما أن هناك بعض الشركات قامت بترحيل رحلاتها لشهر أبريل المقبل.
ومن جانبه، قال الدكتور سعيد البطوطى، المستشار الاقتصادى لمنظمة السياحة العالمية، إنه على الرغم من التعافى الملحوظ فى حركة السياحة خلال الربع الثالث من العام الحالى، مدفوعا بزيادة ثقة المسافرين وسط التقدم السريع فى التطعيمات وتخفيف قيود الدخول فى العديد من الوجهات، الإ أنه لا تزال وتيرة الانتعاش بطيئة وغير منتظمة عبر مناطق العالم.
وأضاف أنه على الرغم من التحسينات التى طرأت فى الفترة الأخيرة، فالطلب على السفر قد يتأثر بشكل أكبر بمعدلات التطعيم غير المتكافئة حول العالم ،ومتغيرات فيروس COVID-19 الجديدة (خاصة متغير أوميكرون)، والذى أدى إلى فرض قيود سفر جديدة فى بعض الدول.
البطوطى: حجم الطلب فى الأسواق المصدرة للسياحة تسوده حالة من الاضطراب
ولفت البطوطى إلى أن حجم الطلب الآن فى الأسواق المصدرة للسياحة تسوده حالة من الاضطراب وعدم اليقين بسبب القيود الجديدة والمتغيرة يومياً والتى تفرضها الدول خاصة الدول الأوروبية.
وتوقع البطوطى الإ تتأثر مصر بشكل كبير خلال موسم الشتاء الحالى، وأن يستمر السفر إلى الشواطئ المصرية بشكل منتظم خاصة من السوق الألمانى وأسواق شرق أوروبا.
كما توقع تأثر نمط السياحة الثقافية والذى ربما يتسبب هذا المتغير الجديد أوميكرون فى تأخر تعافيه لبعض الشيء.
ويرى البطوطى أن حركة الطيران العارض الوافد من ألمانيا إلى الغردقة ومرسى علم يسير بدون تغير ولم تتأثر بشكل يذكر، مشيراً إلى أن المقاصد السياحية المصرية تستقبل حوالى 17 رحلة طيران شارتر فى الأسبوع، هذا بخلاف رحلات مصر للطيران.
وأشار المستشار الاقتصادى لمنظمة السياحة العالمية، إلى أن مصر فى ظل الوضع الحالى تعتبر على قمة الوجهات التى بها تعافى.
وأكد أن اتجاهات البشر للسفر مستمرة رغم الجائحة خاصة فى السوق الألمانية، حيث تشير البيانات إلى أن الكثير منهم خططوا بالفعل للسفر خلال فترة أعياد الميلاد ورأس السنة ،ولم يعودوا يعيروا أى انتباه يذكر لأمور القيود، مضيفاً أن مصر والإمارات ومنطقة الكاريبى على رأس الوجهات السياحية التى لن يتأثر التعافى بها خلال الفترة القادمة.
وكانت وزارة السياحة والآثار، أطلقت مؤخرا، حملة إلكترونية على منصات التواصل الاجتماعى المختلفة، للترويج للمقصد السياحى المصرى لموسم شتاء 2022، فى مصر وعدد من الدول وهى بريطانيا، وألمانيا، وأوكرانيا، وإيطاليا، وفرنسا، وروسيا، والولايات المتحدة الأمريكية.
وقال عمرو القاضى، الرئيس التنفيذى للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحى، إن إطلاق الحملة يأتى بالتزامن مع احتفالات أعياد الميلاد المجيدة ورأس السنة الميلادية، لدفع المزيد من الحركة السياحية الوافدة من هذه الأسواق.
وفى سياق متصل، قال سامح عبد المنعم، مدير المبيعات والتسويق لمجموعة فنادق «باروتيل»، إن الموسم الشتوى يشهد انخفاضًا فى حجم الطلب على السفر، نظراً للتخوف الشديد من وجود المتحور الجديد لفيروس كوورنا (أوميكرون).
وأضاف عبد المنعم، أن معظم شركات الطيران الشارتر بدأت فى خفض عدد مقاعدها ربما إلى النصف أو أقل، متوقعاً أن يستمر هذا الوضع حتى نهاية فبراير
2023.
عبد المنعم: إشغالات فنادق شرم الشيخ «معقولة» خلال يناير وفبراير
ولفت إلى أن اشغالات الفنادق خلال شهرى يناير وفيراير المقبلين ستكون «معقولة إلى حد ما» وذلك فيما يخص فنادق شرم الشيخ، منوها بأن انعقاد منتدى الشباب خلال الفترة من 8 إلى 13 يناير وما يسبقه من وصول أفواج للتجهيزات بداية من 4 يناير المقبل سيغطى جزء كبير من الإشغال الفندقى.
وتابع عبد المنعم: هذا إلى جانب بدء تلقى الحجوزات من المصريين لقضاء أجازة نصف العام خلال الفترة من 3 إلى 18 فبراير المقبل، وهو ما سيخلق نوع من التماسك بالنسبة لإشغالات فنادق شرم الشيخ.