تحسنت نسبة متوسط العقارات التجارية فى الولايات المتحدة التى لم تتمكن من دفع إيجارات محلاتها خلال شهر ديسمبر الماضى لتصبح %20 مقارنة بما قبل عامى فيروس كورونا التى كانت %35 فى نوفمبر و%32 فى أكتوبر من عام 2021.
وذكرت وكالة بلومبرج أن متوسط نسبة العقارات التجارية فى الولايات المتحدة صاحبة أكبر اقتصاد فى العالم تراجع فى ديسمبر الماضى لأدنى مستوى خلال عامى الوباء، فى أقوى دلالة على أن الاقتصاد الأمريكى تعافى من تداعيات كورونا، وأنهى 2021 فى حال أفضل من العام السابق.
وأكدت وكالة ألينابل لأبحاث العقارات التجارية الأمريكية فى استطلاع رأى على هذه العقارات أن حوالى %20 منها لم تتمكن من سداد إيجاراتها خلال الشهر الماضى، لتنخفض إلى أدنى مستوى منذ بداية الوباء فى مارس من عام 2020، ما يبين أن المستهلكين ازداد شغفهم نحو الخروج للتسوق بمناسبة أعياد الكريسماس ورأس السنة الميلادية، رغم تزايد عدد الإصابات من السلالة المتحورة الجديدة أوميكرون والذى تجاوز 54.7 مليون حالة، لتتصدر الولايات المتحدة دول العالم الذى بلغ إجمالى الإصابات فيه ما يزيد على 288 مليون حالة حتى الآن.
وأجرت وكالة ألينابل استطلاع رأى على أكثر من 5810 من أصحاب أو كبار مديرى العقارات التجارية والتى اقتصرت على المطاعم ومتاجر التجزئة والسوبر ماركت وشركات المقاولات خلال الفترة من 4 إلى 26 ديسمبر لمعرفة مدى قدرتها على دفع الإيجارات خلال الثلاثة أشهر الماضية.
وواجهت النساء اللاتى تملك شركات تجارية مصاعب مالية أكثر من الرجال، ليرتفع متوسط عدد النساء صاحبات عقارات تجارية وغير القادرات على دفع الإيجارات خلال ديسمبر الماضى إلى %31 لتتفوق على المتوسط الذى توقف عند %20.
وسجلت ولاية نيويورك التى تعد عادة من أكثر الولايات التى تواجه مصاعب مالية أفضل أداء خلال ديسمبر الماضى، بانخفاض متوسط عدد العقارات التى تكافح لسداد إيجاراتها إلى %30 مقارنة مع %44 فى ديسمبر من عام ما قبل الوباء، بينما سجلت ولايتا ميتشيجان وماسوشيتس أكبر عدد من العقارات التجارية التى عجزت عن السداد.
وكانت صالونات التجميل فى هذا الاستطلاع من أكثر العقارات التجارية التى عجزت عن دفع إيجارها خلال الربع الأخير من العام الماضى، ولكن تحسنت نسبتها من %47 فى أكتوبر إلى %43 فى نوفمبر ثم إلى %24 فى ديسمبر، عندما تدفقت النساء على الخروج للتزيين والتجميل للاحتفال بالأعياد.
وتحسنت نسبة المطاعم أيضًا لتنخفض من %41 إلى %39 وحتى %35 خلال الثلاثة شهور الماضية على الترتيب، ولكن شركات البيع بالتجزئة والسوبر ماركت من %33 فى أكتوبر إلى %25 فى ديسمبر، ولكنها ارتفعت فى نوفمبر إلى %40 وكذلك شركات المقاولات من %42 إلى %35 ثم صعدت إلى %44 فى نوفمبر بسبب تزايد الوفيات والإصابات من سلالات كورونا الجديدة.
وتحتل الولايات المتحدة المركز الأول على العالم فى عدد الوقيات، الذى بلغ أكثر من 825.5 ألف ضحية، ولكن الإجمالى العالمى تجاوز 5.5 مليون وفاة، رغم إعطاء أكثر من 9.2 مليار جرعة على مستوى العالم وما يزيد على 510 ملايين جرعة للأمريكيين الذين منهم من أخذ من جرعة وحتى ثلاث جرعات.
وانتعشت مبيعات العقارات التجارية بعد أن أعلنت إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن أنها تركز على تقليص التضخم حتى لا يصبح مشكلة فى المستقبل لتقفز طلبات المستهلكين على الشراء ورحلات التسلية والترفيه مع إعادة فتح الاقتصاد الأميركى وتعافيه من تداعيات وباء كورونا التى أدت إلى زيادة حادة فى التضخم نتيجة استمرار اختناقات الإمدادات وزيادات الأسعار أعلى بكثير من المتوسط.
وتعافى الاقتصاد الأمريكى نوعًا من تداعيات كورونا، رغم أنها أدت إلى تجميد سلاسل التوريد العالمية ونقص الإمدادات، ما أوقف عجلة الإنتاج العالمى عن الدوران جزئيًا أو بشكل كامل عن العمل لأشهر طويلة وتراجع الإنتاج والعرض، وارتفعت الأسعار التى فاقم من حدتها تصاعد تكاليف الشحن والتأمين وأسعار الخامات والمكونات اللازمة للتصنيع.