شهدت نتائج اعمال شركات السيراميك المقيدة فى البورصة المصرية تحسنًا خلال الربع الأول من العام الجارى، سواء بالتمكن من زيادة معدلات الربحية أو تقليل حجم الخسائر.
وأرجع محللون ماليون ببنوك استثمار محلية التحسن فى الأداء لعدة عوامل تتعلق بهدوء تأثيرات الفيروس السلبية والتحسن النسبى فى معدلات الطلب، هذا إلى جانب استفادة الشركات من خفض أسعار الطاقة الذى أقرتهُ الحكومة سابقًا.
وقالوا إن هذا الأداء الجيد هو بداية قوية لتحقيق نتائج أفضل بنهاية العام، فيما توقعوا أن تشهد نتائج الربع الثانى من العام الجارى نوعًا من التأثر نتيجة للعوامل الموسمية الخاصة بشهر رمضان المنقضى وهدوء معدلات الطلب خلالهُ.
تجدر الإشارة إلى أن البورصة المصرية تضم 4 شركات مقيدة عاملة بمجال صناعة السيراميك، أبرزها «ليسيكو مصر» و«العز للسيراميك والبورسيلين – الجوهرة» و«العامة لمنتجات الخزف والصينى – شينى».
ونجحت «ليسيكو» فى خفض خسائرها بالربع الأول من العام مقارنة بنفس الفترة من العام الماضى بنسبة %77 وسجلت 17 مليون جنيه مقارنة مع 72 مليون جنيه الفترة المماثلة، فيما تضاعفت ربحية «الجوهرة» بواقع 5.5 مرة وسجلت 39 مليون جنيه مقابل 6 ملايين جنيه، وتمكنت «شيني» من التحول للربحية بفترة الـ9 شهور المتضمنة الربع الأول من 2021 بنهاية مارس الماضى وسجلت أرباحًا بقيمة 9 ملايين جنيه مقارنة بخسائر بلغت 33 مليون بالفترة المماثلة.
برايم : ضعف القوى الشرائية أكبر التحديات الحالية
بداية قالت دينا عبد البديع المحلل المالى للقطاع الصناعى بشركة «برايم القابضة للاستثمارات المالية»، إن شركات السيراميك تمكنت من تحسين أدائها بشكل ملحوظ فى الربع الأول من 2021 سواء عن طريق زيادة الأرباح أو تقليل الخسائر.
وتوقعت أن يشهد مجال منتجى السيراميك نوعا من الانتعاش خلال الفترة المقبلة خصوصًا بعد تحفيز الحكومة له عن طريق إضافة القطاع للقطاعات المستفيدة من برنامج دعم الصادرات.
وأوضحت عبد البديع أن الشركات المصدرة للسيراميك ستستفيد بشكل عام من المبادرة التى قد تساعد فى زيادة صادراتها للاستفادة من مميزات البرنامج الجديد.
ورجحت المحلل المالى لدى «برايم» أن تكون «ليسيكو مصر» على رأس المستفيدين المقيدين بالبورصة المصرية من دمج شركات السيراميك ببرنامج دعم الصادرات، كونها تعتمد على الصادرات بشكل كبير.
فى حين توقعت أن يشهد الربع الثانى من عام 2021 تراجعًا فى ربحية الشركات نتيجة تأثر المبيعات بشهر رمضان وارتفاع أسعار مواد التعبئة كالبلاستيك.
وتابعت قائلة: «ولكننا نتوقع انتعاش المبيعات فى النصف الثانى من العام وزيادة الصادرات خصوصا بعد وجود لقاح لكوفيد-19 وعودة الحياة تدريجيا والاستفادة من برنامج دعم الصادرات».
وأشارت إلى أن ضعف القوة الشرائية سيظل من أهم التحديات للقطاع، على أن يكون أى احتمال لخفض أسعار الغاز الطبيعى بمثابة فرصة جيدة ستساعد القطاع على زيادة تنافسيته فى التصدير، وتبنت بشكل عام نظرة محايدة للقطاع.
العربى الأفريقى : خفض أسعار الكهرباء أحد العوامل التى ساهمت فى التحسن
وقالت ريهان حمزة المحلل المالى بشركة »العربى الأفريقى لتداول الأوراق المالية«، إن هناك عدة عوامل وراء تحسن أداء شركات السيراميك خلال الربع الأول من العام الجارى مقارنة بالفترة المماثلة من 2020، تمثلت فى هدوء أسعار مدخلات الانتاج، والتعامل بأسعار الطاقة الجديدة.
وأشارت إلى أن تلك الفترة شهدت تحسناً نسبياً فى الطلب، نتيجة هدوء التأثيرات السلبية لجائحة الفيروس مقارنة بعام 2020.
ولفتت حمزة إلى أن قرار الحكومة المصرية الصادر فى أبريل 2020 والخاص بخفض أسعار الكهرباء بواقع 10 قروش لكل كيلو وات للأنشطة الصناعية ربما ساهم فى تحسن أداء شركات السيراميك.
فاروس: مبادرة إقراض القطاع الصناعى بفائدة مخفضة جاءت ضمن العوامل الداعمة
وفى سياق متصل قالت بحوث شركة «فاروس»، إن الربع الأول من العام كان إيجابيًا على منتجى السيراميك والبلاط، مستفيدين من قرار إعادة فتح الدورة الاقتصادية وزيادة معدلات الطلب.
وأشارت فى تقرير بحثى إلى أن قرارات خفض أسعار الفائدة الأساسية المتتالية، وتراجع أسعار الطاقة، ومبادرة إقراض شركات القطاع الصناعى بفائدة مخفضة جاءت ضمن العوامل الداعمة أيضًا.
وتوقعت «فاروس»، أن تكون هذه البداية الجيدة بمثابة تمهيد إلى احتمال تسجيل نتائج قوية على مستوى العام.
فيما توقعت أن تنخفض معدلات الأداء فى الربع الثانى مقارنة مع الربع الأول نظرًا للعوامل الموسمية المرتبطة بشهر رمضان وتأثيره على معدلات الطلب والإنتاجية، فضلا عن ارتفاع أسعار البلاستيك والشحن والتعبئة، على أن تتحسن فى باقى فترات العام بشرط ألا تحدث أى ظروف استثنائية كالتى شهدناها فى 2020.
بداية على صعيد شركة «العز للسيراميك والبورسلين – الجوهرة»، قالت «فاروس» إن معدل صافى الدخل جاء مكتسيًا باللون الأخضر للربع الثانى على التوالى.
وأشارت إلى أن صافى الربح وصل إلى 39 مليون جنيه مقارنة مع 6 ملايين فى الربع الأول 2021، و16 مليون فى الربع الرابع 2020، وأرجعت تحسن الأداء على الأساسين الربعى والسنوى إلى تراجع المصروفات.
وأوضحت أن هامش صافى الربح سجل %11.9 ليكون أعلى معدل مسجل منذ ما يزيد عن سنتين، مقارنة مع %2.2 فى الربع الأول 2020، و%4.4 فى الربع الرابع 2020.
ولفتت أن الشركة نجحت فى تحقيق إجمالى إيرادات بقيمة 324 مليون جنيه خلال الربع الأول من العام الحالى، بصعود %29 سنويًا وانخفاض على أساس ربعى بواقع %8.
وأرجعت «فاروس» التراجع على أساس الربع إلى تراجع المبيعات المحلية بنسبة %10 على أساس سنوى إلى 279 مليون جنيه على الرغم من زيادتها ربعيا إلى %30.5.
ولفتت إلى أن مبيعات الصادرات ارتفعت أيضا على الأساسين الربعى والسنوى إلى 45 مليون جنيه، مقارنة مع 37 مليون فى الربع الأول 2020، و43 مليون جنيه فى الربع الرابع 2020.
وقالت إن الإدارة نسبت زيادة المبيعات سنويًا إلى حالة التعافى من تداعيات كورونا، موضحة أن هذا التعافى عاد بالإيجاب على مستويات الأسعار والأحجام.
وأضافت أن الشركة سجلت مجمل أرباح بقيمة 100 مليون جنيه بصعود %85 سنويًا، وتراجع %8.4 ربعيًا.
وتابعت أن هامش مجمل الأرباح وصل بذلك إلى %30.9، مقارنة مع %21.6 فى الربع الأول 2020، و%31 فى الربع الرابع 2020.
وقالت إن أن الشركة سجلت مصروفات عامة وبيع وإدارية بقيمة 42 مليون جنيه بتلك الفترة، لترتفع بنحو %21.1 على أساس سنوى، وتنخفض انخفاضًا كبيرًا بنسبة %30.8 على أساس ربعى.
وأوضحت أن نسبة المصروفات من المبيعات، بلغت %13.1، مقارنة مع %13.9 فى الربع الأول 2020، و%17.4 فى الربع الرابع 2020.
وقالت إن صافى ديون «الجوهرة» بلغ 237 مليون جنيه بنهاية شهر مارس 2021، منخفضًا %24 عن المستوى المسجل بنهاية مارس 2020 عند 310 ملايين جنيه، ومنخفضًا بنسبة %23 عن المستوى المسجل فى شهر ديسمبر 2020 عند 309 مليون جنيه.
وعلى صعيد «ليسيكو مصر»، قالت إن الشركة تمكنت خلال الربع الأول من 2021 من خفض صافى خسائرها بشكل واضح إذ وصلت إلى 17 مليون جنيه مقارنة مع 72 مليون جنيه بنفس الفترة من 2020 بانخفاض %77 سنويًا و%44 على أساس ربع سنوى.
وأشارت «فاروس» إلى أن هامش صافى الخسائر بلغ %2.8 مقارنة مع %14.5 فى الربع الأول 2020، و%4.9 فى الربع الرابع 2020.
وقالت «فاروس» إن نسبة هبوط صافى الخسائر يرجع إلى تسجيل أرباح استثنائية بقيمة 13.1 مليون جنيه، بعدما أسقطت عقود الغاز الجديدة بعض الغرامات والرسوم الإضافية الناتجة عن الاستخدام المفرط فى السنوات الماضية.
وأضافت «فاروس» أن «ليسيكو» سجلت إيرادات بقيمة 601 مليون جنيه، بارتفاع %20.9 سنويًا مقارنة مع 497 مليون جنيه فى الربع الأول 2020، وانخفاض %9.6 ربعيًا مقارنة مع 615 مليون جنيه فى الربع الرابع 2020.
وأشارت إلى أن ارتفاع إجمالى الإيرادات نتج عن تحسن كل من مستويات الأحجام والأسعار على مستوى أنشطتها الإنتاجية الثلاثة.
وعلى صعيد نشاط الأدوات الصحية، قالت إن إيراداته وصلت إلى 346 مليون جنيه، مرتفعة %17.3 سنويًا بدعم من ارتفاع الأحجام المباعة بنحو %23.7، الأمر الذى قابله انخفاض متوسط أسعار البيع بواقع %5.2.
وأوضحت أنهُ على أساس ربعى فقد شهدت الأحجام المباعة ارتفاعًا هامشيًا نسبته %2.4، كما حققت زيادة على مستوى الأسعار بنسبة %1.1.
وعلى صعيد نشاط إنتاج البلاط قالت «فاروس» إن إيراداته وصلت إلى 216 مليون جنيه، بزيادة %23.5 سنويًا بدعم من ارتفاع الأحجام المباعة بنسبة %23.7، فى حين انخفض متوسط أسعار البيع %0.2.
وعلى أساس ربعى قالت «فاروس» أنهُ حدث العكس، مع انخفاض أحجام المبيعات %12.4، فى حين أن أسعار البيع ارتفعت %0.8.
وعلى صعيد نشاط إنتاج الأدوات الصحية النحاسية أشارت «فاروس» إلى أنهُ حقق إيرادات بقيمة 26 مليون جنيه بصعود %62.9 سنويًابدعم من زيادة الأحجام بنسبة %48.5، وارتفاع متوسط أسعار البيع بواقع %3.4.
فيما لفتت إلى أنهُ على أساس ربعى فقد انخفضت الأحجام بنسبة %2.3، فى حين أن متوسط سعر البيع ارتفع بنسبة %8.7.
خسائر «ليسيكو» تنخفض بنسبة %77 وربحية «الجوهرة» تتضاعف 5.5 مرة
وقالت إن «ليسيكو» سجلت مجمل أرباح بقيمة 100 مليون جنيه، مرتفعًا %74.8 على أساس سنوى، و%2.5 على أساس ربعى. وبذلك وصل هامش مجمل الأرباح إلى %16.6 مقارنة مع %11.5 فى الربع الأول 2020، و%15.8 فى الربع الرابع 2020.
وأرجعت تحسن مجمل الأرباح إلى تحسن مستويات الهوامش على مستوى كافة أنشطة الشركة، حيث بلغ هامش مجمل أرباح قطاع الأدوات الصحية %12، والبلاط %21.7، والأدوات الصحية النحاسية %40.6 ليكون المعدل الأقوى بينهم.
واستكملت أن الشركة سجلت أرباحا قبل الفائدة والضريبة والإهلاك والاستهلاك بواقع 41 مليون جنيه، مقارنة مع خسائر بقيمة مليون جنيه فى الربع الأول 2020، وأرباح بقيمة 3 ملايين جنيه فى الربع الرابع 2020.
ولفتت إلى أن هامش الأرباح قبل الفائدة والضريبة والإهلاك والاستهلاك وصل بذلك إلى %6.8 مقارنة مع %0.2 فى الربع الأول 2020، و%0.4 فى الربع الرابع 2020.
وقالت «فاروس» إن صافى الدين لدى «ليسيكو» انخفض بنسبة %2 إلى 706 ملايين جنيه، مقارنة مع 721 مليون جنيه بنهاية شهر ديسمبر 2020.
وكشفت «فاروس»، أن الإدارة لدى «ليسيكو» تتوقع أن تتراجع مؤشرات أداء أنشطتها فى الربع المقبل، وتتوقع أيضًا زيادة الخسائر للعوامل الموسمية المرتبطة بشهر رمضان وتأثيرها على معدلات الطلب والإنتاج، فضلا عن ارتفاع أسعار البلاستك والتعبئة والشحن المرتقب زيادتها خلال الربع، حيث أن هذه الزيادات متوقع لها أن ترفع مصروفات قطاعى إنتاج الأدوات الصحية والبلاط بنسبة %5.