واصلت أسعار القمح انخفاضها، بعدما غادرت أول سفينة مُحملة بالحبوب من ميناء تشورنومورسك الأوكراني، حيث تسعى كييف إلى تحدي الحصار الروسي المفروض على منشآتها المطلة على البحر الأسود منذ انهيار اتفاق ممر الحبوب الآمن في يوليو الماضي.
وفقاً لتغريدة على صفحة وزير البنية التحتية في أوكرانيا، أولكسندر كوبراكوف، على موقع “X” (تويتر سابقاً)، أبحرت سفينة واحدة من أصل 2 من ميناء تشورنومورسك وعلى متنها 3 آلاف طن من القمح، متجهة إلى مضيق البوسفور التركي.
تراجع أسعار القمح
وأضاف أن هناك سفينة أخرى بالميناء محملة بالقمح من المقرر إرسالها إلى مصر.من غير المعلوم حتى الآن ما إذا كانت جهود كييف لفتح ممر آمن من جديد ستدعم صادرات الحبوب إلى حد كبير.
وتترقب السوق رد فعل روسيا التي قالت إنها ستتعامل مع أي سفن متجهة إلى الموانئ الأوكرانية على أنها تشكل تهديداً حربياً. وفي أغسطس، أطلقت البحرية الروسية النار على سفينة لإجبارها على التوقف للتفتيش.
مصير صادرات القمح الأوكرانية
تعد أوكرانيا مُصدراً رئيسياً للحبوب، وكانت تشحن تقليدياً منتجاتها الزراعية إلى جميع أنحاء العالم عبر موانئها المطلة على البحر الأسود، والتي أُغلقت منذ إنهاء روسيا اتفاق الحبوب الذي توسطت الأمم المتحدة وتركيا فيه.
أجبر ذلك كييف على استخدام طرق نهرية وسكك حديدية ووسائل معقدة ومكلفة لشحن محاصيلها إلى الخارج، لكن حتى هذه الطرق استُهدفت من قبل الطائرات بدون طيار الروسية في الأسابيع الأخيرة
رغم أن توفير ممر آمن للسفن من جديد -إذا استطاع الصمود- يمكن أن يفتح الباب أمام تجديد التجارة من الموانئ البحرية، إلا أن المؤسسات المالكة للسفن وطواقمها وشركات التأمين تشعر بالقلق من الإبحار عبر البحر الأسود، بينما تتصاعد المخاطر هناك.
انهيار صفقة الحبوب
غادرت خمس سفن من ميناء أوديسا بعد انهيار صفقة الحبوب، لكنها كانت جميعاً عبارة عن سفن أُجبرت على البقاء في أوكرانيا منذ بداية الحرب، وليست سفن مخصصة لتجارة الحبوب.
وانخفضت العقود المستقبلية للقمح بنسبة 26% تقريباً هذا العام بعد الحصاد الوفير في أجزاء من نصف الكرة الشمالي بما في ذلك روسيا.
قال دينيس فوزنيسينسكي، المحلل في مؤسسة “رابوبنك” (Rabobank): “الأسعار انخفضت بسبب استمرار الصادرات القوية من روسيا، جنباً إلى جنب مع احتمالات استئناف الصادرات عبر الموانئ التي شكلت جزءاً من اتفاق حبوب البحر الأسود”.