ذكر تقرير لفريق الاستثمار بشركة “CI Asset Management” أن العالم يواجه تحديا جديدا من تداعيات الحرب في أوروبا بين روسيا وأوكرانيا، وأن هذا التطور الجيوسياسي جاء مباشرة بعد أن عانى العالم من وباء شل اقتصادات العالم وخنق سلاسل الإمداد خلال العامين التي سبقت اندلاع الحرب.
وأوضح التقرير أنه إضافة إلى الآثار المباشرة للحرب على المتضررين بها إلا أن هذه الحرب لها أبعاد أوسع نطاقاً وتؤثر على تكلفة المعيشة للمواطنين في جميع الدول، ويعود هذا بشكل كبير إلى تركز نسبة كبيرة من الموارد الطبيعية والأساسية في البلدين طرفي الحرب.
ومع استمرار الأداء الجيد للاقتصاد الأمريكي وهو الأكبر عالمياً، فقد تصادم الشح في المعروض من السلع مع معدلات طلب عالية وأدت الى تفاقم مشكلة التضخم واعتزام البنك الفدرالي الأمريكي رفع معدلات الفائدة بشكل متوالي (وصلت الى سبع مرات حتى تاريخه وصولاً لسعر الفائدة الحالي 4,5 في المائة) مما أدى الى عزوف المستثمرين عن توجيه رؤوس الأموال للبلاد الأخرى وخاصةً الأسواق الناشئة بحثاً عن ملاذ آمن يقدم معدلات أداء صعدت نتيجة هذه السياسة النقدية الأمريكية التقشفية، وبالتالي صعود قيمة الدولار الأمريكي أمام العملات الأخرى.
ولكن ترى CI Asset Management بأن هناك بوادر لبداية انفراجة في هذه العوامل التي أثرت بشكل سلبي على تكلفة الاقراض وأسواق المال في البلاد الناشئة، متمثلة في هبوط أسعار السلع الأساسية من أعلى مستويات لها خلال هذا العام والتباطؤ النسبي في معدلات التضخم لا سيما في الولايات المتحدة.
ومن المتوقع تراجع معدلات النمو في إجمالي الناتج المحلي العالمي في العام 2023 إلى 2,7 في المائة، ولكن الظروف الحالية قد تجعل من هذا الأمر فرصة لهدوء وتيرة تقشف السياسة النقدية مما قد يعيد إنعاش رغبة المستثمرين في إضافة المزيد من التنوع لمحافظهم الاستثمارية، وبالتالي توجيه المزيد من استثماراتهم مرة أخرى الى الأسواق الناشئة.
وجدير بالذكر أن تراجع تقييمات الأسهم في الأسواق الناشئة لم يكن السبب الأوحد فيه تداعيات الحرب، فسوق الأسهم الصيني على سبيل المثال هو الأضعف أداءً هذا العام ويرجع معظم المراقبين هذا لبعض السياسات الداخلية، حيث تفوقت عليها أسواق أسيوية أخرى مثل الهند وإندونيسيا، كما حققت السوق التركية هذا العام نتائج جيدة، متعافية من مستويات منخفضة ومدفوعة برغبة المستثمرين في التحوط من معدلات التضخم المرتفعة، وبدأ حدوث شيء مماثل في سوق الأسهم المصرية في الفترة الماضية.