■ بفرض تلافى عقوبات واشنطن
تخطط حكومة إيران لتشكيل جبهة موحدة مع حكومة بكين لتعزيز القدرة على معالجة تهديدات أمن المعلومات وابتكار تدابير لتعزيز هجمات قراصنة الإنترنت لمواجهة الهيمنة الأمريكية على قطاع تكنولوجيا المعلومات والعلاقات التجارية والمالية عالميًّا.
كان محمد جواد آزرى جهرمى، وزير تكنولوجيا المعلومات الإيرانى، قد اجتمع، الأسبوع قبل الماضي، مع نظيره الصينى مياو وى فى العاصمة بكين وتباحثا حول التحديات المشتركة فى مواجهة الأحادية الأمريكية التى تسيطر بها واشنطن على العالم.
إلى جانب أوجه التعاون المشترك لابتكار حلول مشتركة ضد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الذى أعاد العقوبات الاقتصادية على إيران ورفع الرسوم الجمركية على الواردات الصينية وحظر على الشركات الأوروبية والأمريكية العامل مع العديد من شركات التكنولوجيا الصينية.
واتهم الوزير الإيرانى حكومة واشنطن بنشر هيمنتها على التكنولوجيات الاستراتيجية الجديدة، ولا سيما الذكاء الصناعى، وانتقد قرارات ترامب ضد شركة هواوى وZTE الصينيتين للموبايلات السمارت والأجهزة والنظم التكنولوجية المتقدمة، بينما أكد مياو وى تعاون بلاده مع إيران لتعزيز القدرة على مواجهة وصدّ التهديدات والضغوط الأمريكية على البلدين.
وذكرت مجلة فوربس الأمريكية أن الوزيرين الصينى والإيرانى تباحثا حول الوسائل اللازمة لتقوية سبل التعاون فى مجال تكنولوجيا المعلومات ومواجهة تهديدات الفضاء السيبرانى والاتفاق على إنشاء مجموعة عمل مشترك لمواجهة هذه التهديدات.
وأكد وانج يى، وزير خارجية الصين، بعد اجتماعه، فى مايو الماضى، مع نظيره الإيرانى محمد جواد ظريف، أن حكومة بكين تعارض بقوة العقوبات الأمريكية أحادية الجانب، وأحكامها المسبقة التى تصدرها على بعض الشركات والحكومات فى أنحاء العالم، ومنها الصين وإيران وفنزويلا.
وأعلن أيضًا وانج لى أنه يتفهم ظروف إيران وتدابيرها اللازمة ضد مصالحها الشرعية، وأن حكومة واشنطن تكثف التوترات الاقتصادية والتجارية وتزعم أن تكنولوجيا الشركات الصينية المتقدمة تهدد الحكومات والشركات الغربية.
ويزعم البيت الأبيض دائمًا أن أكبر تهديدات موجهة للأمن الأمريكى وحلفائها تأتى من الصين وروسيا وكوريا الشمالية، كما أضاف لهذه الدول إيران عندما يتحدث ترامب عن أمن المعلومات وشركات التكنولوجيا.
ومن ناحية المنظور العسكرى تظهر روابط واضحة عن توريد روسيا للأسلحة وبرامج القرصنة لدول فى منطقة الشرق الأوسط، كما أن هناك بوادر جديدة على أن الصين تسعى للقيام بدور عسكرى فى هذه المنطقة، علاوة على أن موسكو وبكين يلومان واشنطن على تصاعد التوترات ضد إيران.
وتصدر خلال العام الحالى موضوع استمرار تكامل الحرب التقليدية مع حرب الأمن المعلوماتى فى أنحاء العالم وأيضًا فى الشرق الأوسط، لدرجة أن إسرائيل أطلقت صاروخًا؛ انتقامًا لقرصنة على نظام معلوماتها، كما أن الولايات المتحدة ردّت على إسقاط وسائل الدفاع الإيرانية إحدى طائراتها المسيرة دون طيار، بهجوم هاكرز على نظم التحكم فى صواريخ إيران.
كما أصدرت هيئة قيادة أمن المعلومات الأمريكى تحذيرًا بعد هجوم قراصنتها السايبر على نظم التحكم فى الصواريخ الإيرانية من أن قراصنة طهران سيشنون هجمات سايبر ضد أجهزة ونظم صغيرة ولا تحتاج لضرب أهداف كبرى للانتقام من الهجمات الأمريكية ضد نظامها العسكرى.
وأصدرت، الشهر الماضى، وكالة أمن المعلومات وأمن البنية التحتية «CISA» تحذيرًا بتزايد أنشطة الهاكرز ضد الصناعات الأمريكية ووكالاتها الحكومية من فاعلين ووكلاء فى نظام طهران لا يستهدفون فقط سرقة بيانات وأموال، وإنما تحقيق تدمير شامل لأنظمة المعلومات الأمريكية.