Find Out More

Is your organization one of the Best Places to work in Egypt

workL

تحالف «آبل» و«علي بابا» يُشعل جدلًا في الكونجرس وسط مخاوف على الأمن القومي

تحرك استراتيجي من آبل للحفاظ على نفوذها في أكبر سوق خارجي لها

تحالف «آبل» و«علي بابا» يُشعل جدلًا في الكونجرس وسط مخاوف على الأمن القومي
نيفين نبيل

نيفين نبيل

9:17 ص, الأحد, 18 مايو 25

شراكة آبل مع “علي بابا” تُشعل جدلًا في واشنطن: الذكاء الاصطناعي بين التوسع التجاري ومخاوف الأمن القومي

تواجه شركة Apple الأمريكية موجة من الانتقادات السياسية والأمنية في الولايات المتحدة، بعد تقارير عن شراكة غير معلنة مع شركة “علي بابا” الصينية لدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في أجهزة iPhone المباعة في الصين.

 الخطوة الاستراتيجية، التي أكدها رئيس مجلس إدارة “علي بابا”، جو تساي، في فبراير الماضي، تهدف إلى تشغيل ميزات ذكاء اصطناعي مخصصة للسوق الصينية، عبر نماذج مطورة محليًا، في ظل غياب خدمات “OpenAI” عن الصين.

تأتي هذه الشراكة في وقت حرج لآبل، التي تسعى للحفاظ على مكانتها في الصين، ثاني أكبر سوق لها بعد الولايات المتحدة. فمع صعود منافسين محليين مثل هواوي وشاومي، المدعومين بولاء وطني وتقنيات ذكاء اصطناعي متقدمة، باتت آبل تحت ضغط كبير لتقديم ميزات محلية متطورة تحاكي ما يتوفر في أسواقها الغربية.

وكان الرئيس التنفيذي تيم كوك قد أقر بانخفاض مبيعات iPhone في الصين بنسبة 15% خلال العام الماضي، مشيرًا إلى أن الأداء كان أفضل في الأسواق التي تعمل فيها ميزات “Apple Intelligence” بكفاءة.

غير أن هذه الخطوة لم تُفسر داخل واشنطن على أنها مجرد مناورة تجارية. فبموجب القوانين الصينية، تُلزم الشركات الأجنبية بتخزين بيانات المستخدمين داخل البلاد وتقديمها عند الطلب للحكومة. وهو ما يثير مخاوف عميقة لدى مسؤولي الأمن القومي الأمريكي، الذين ينظرون إلى الذكاء الاصطناعي كمورد استراتيجي له استخدامات اقتصادية وعسكرية.

وبينما لم تُعلّق آبل علنًا على تقارير الشراكة أو الانتقادات المتزايدة، يرى محللون أن الشركة تحاول انتهاج سياسة توازن دقيق، الحفاظ على صورتها العالمية المدافعة عن الخصوصية، مع الامتثال للوائح الصارمة في السوق الصينية. ومع ذلك، قد يصعب عليها تجنّب تداعيات سياسية متزايدة في الداخل الأمريكي.

تأتي هذه التطورات في وقت يزداد فيه التدقيق داخل الكونجرس الأمريكي بشأن العلاقات التكنولوجية مع الصين، خاصة بعد تشديد إدارة بايدن  سابقا وترامب حاليا القيود على تصدير تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة ومكونات الحوسبة الفائقة إلى بكين.

الرئيس دونالد ترامب، انتقد مؤخرًا توجه آبل لتوسيع التصنيع في الخارج، خصوصًا في الهند، ودعا الشركة للتركيز على الاستثمار داخل الولايات المتحدة.

على الجانب الآخر، لقيت الشراكة مع آبل ترحيبًا واسعًا في السوق الصينية. فقد رأى المستثمرون في الصفقة اعترافًا دوليًا بقدرات “علي بابا” في مجال الذكاء الاصطناعي، وسط سباق محموم مع شركات محلية منافسة مثل “ديب سيك”.

ومع استمرار التوترات الجيوسياسية وتوسع القيود الأمريكية على التكنولوجيا، تجد آبل نفسها أمام معضلة متصاعدة: كيف تحافظ على مصالحها التجارية العالمية دون الاصطدام بالأولويات السياسية والأمنية في وطنها الأم.