يجتمع وزراء خارجية “بريكس” للاقتصادات الناشئة في جنوب أفريقيا يومي 1 و 2 يونيو المقبل لمناقشة القضايا الجيوسياسية الملحة، بما في ذلك توسيع التكتل لأول مرة منذ أكثر من عقد إذ تسعى المجموعة إلى تقديم نفسها كممثل للجنوب العالمي وطرح نموذج بديل لنظيرتها “السبع” بحسب صحيفة ” ذى جابان تايمز” اليابانية.
وذكرت الصحيفة أن كبار الدبلوماسيين من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا سيناقشون طلبات العضوية لما لا يقل عن 20 دولة وطرق التوسع في المستقبل.
وأشارت إلى أن التوسع المرتقب سيزيد من تمثيل دول في أفريقيا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط وآسيا، مع قائمة الدول المهتمة ومنها مصر ونيجيريا والمكسيك وإيران وإندونيسيا وتركيا وآخرين.
وقال أنيل سوكلال، سفير جنوب أفريقيا لدى “بريكس” إن الجهود المبذولة لتعزيز التجارة بالعملات المحلية بين دول التكتل ستكون جزءًا من المحادثات.
وأوضحت ” ذى جابان تايمز” أن مصطلح الجنوب العالمي يشير إلى مجموعة واسعة تضم 100 دولة، كثير منها لا يدور فى فلك أي قوة عظمى.
وأضاف “سوكلال” أن معظم هذه الدول لا تزال مهمشة من حيث صنع القرار العالمي، ولهذا السبب تحاول مجموعة “بريكس” إنشاء نظام دولي أكثر شمولاً.
وقال ريان بيرج، مدير برنامج الأمريكتين في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية بواشنطن، إن الغزو الروسي لأوكرانيا جعل دول “بريكس” أكثر أهمية وخاصة بالنسبة لجنوب الكرة الأرضية.
وأضاف أنه بالنسبة للكثيرين، يمكن للمنظمات متعددة الأطراف التي تجمع دول الجنوب العالمي أن توازن الضغط من أجل التوافق مع الولايات المتحدة أو الصين بشأن قضايا محددة والحفاظ على مجال صغير من استقلالية السياسة.
وبحسب ” ذى جابان تايمز” فإن معظم الدول التي تسعى للانضمام إلى”بريكس” ليست منافسة لمجموعة “السبع” ولا تعارض بالضرورة النظام الدولي الليبرالي بل تريد التحوط من مخاطره.
وأكد سيباستيان ماسلو، المحاضر في كلية “سينداي شيرايوري” للمرأة إنه في حالة توسيع “بريكس” فمن المتوقع أن توفر للاقتصادات الناشئة الأخرى منبرًا للدفاع عن مصالحها وتنسيق العمل، مشيرًا إلى أن أعضاء مجموعة السبع اعترفوا بهذه المنافسة على الجنوب العالمي كما هو موضح في مشاركة دول مثل الهند والبرازيل في قمم العام الماضي ومؤخرا في هيروشيما.
وأضاف أنه من غير المرجح أن تؤدي إضافة أعضاء جدد إلى تمكين “بريكس” من موازنة النظام الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة بشكل فعال أو حتى تحدي القواعد والمبادئ الراسخة متابعا :”لكي يحدث هذا يجب على التكتل أولاً أن يقدم بديلاً أفضل من النظام الحالي”.
ووفقا لـ ” ذى جابان تايمز” تركز دول “بريكس” على قضايا التنمية أكثر من مجموعة السبع.
وقال جو سوليفان المسئول السابق في البيت الأبيض، إن السبب الرئيسي وراء هذا التركيز هو أن دول الجنوب العالمي تنظر إلى صندوق النقد الدولي والبنك الدولي على أنهما أخفقا في منحهما صوتًا.
وأضاف: “على مدى عقود ، كانت هذه الدول تفتقر إلى بديل موثوق فيه لهذه المؤسسات الاقتصادية الغربية، لكن هذا تغير مع مبادرة “بريكس” مشيرًا إلى أن التوسع المخطط له سيعطي دول المجموعة مزيدًا من النفوذ والمصداقية كبديل للمؤسسات التي يقودها الغرب”.
ويقول بعض الخبراء إن هذه البلدان قد تكون قادرة على الوصول إلى التمويل مع قيود أقل من خلال آليات “بريكس”.
وأكدت ستيفاني كام ، الباحثة المساعدة في مدرسة S. Rajaratnam للدراسات الدولية ومقرها سنغافورة، إن مجموعة “بريكس” تهدف إلى تزويد هذه الدول بطريقة للعمل معًا بشكل أوثق بشأن القضايا الاقتصادية والإنمائية المشتركة.
وأضافت أن هذا يأتي مع بروز رأس المال الصيني، على وجه الخصوص، كقوة صاعدة تشكل التنمية في العديد من هذه البلدان ، بما في ذلك قطاعات الاستخراج والبنية التحتية والتجارة.
وبحسب ” ذى جابان تايمز” تبحث الاقتصادات الناشئة عن مصادر بديلة للتمويل وسط مخاوف بشأن استدامة محور الغرب في آسيا، والتي يرى البعض أنها مدفوعة إلى حد كبير بالمخاوف بشأن النفوذ الدولي المتزايد لبكين.
ويشكل أعضاء “بريكس” الآن أكبر كتلة اقتصادية في العالم إذ تجاوز التكتل مؤخرًا مجموعة السبع بحصة 31.5 % من الناتج المحلي الإجمالي العالمي مقارنة مع 30.7 % للأخيرة، وفقا للصحيفة.
ولتقديم نفسها كنموذج بديل للتنمية الاقتصادية، تدرك “بريكس” أنه يجب تقليل الاعتماد على العملة الاحتياطية الأعلى في العالم وهى الدولار.