أكد عدد من التجار وأعضاء شعبة والحبوب والغلال فى الغرفة التجارية بالإسكندرية، على توافر معظم منتجات الياميش الرمضاني بأغلب أنواعها فى الأسواق، مشيرين إلى أن هناك تراجعًا فى الإقبال على شرائها هذا العام بنسب قد تصل إلى نحو 50% مقارنة مع العام الماضى .
وأضاف البعض أن هناك عزوف من قبل بعض التجار حاليا عن عرض منتجات الياميش التى إعتادوا على بيعها رمضان العام الماضي لاحتمالية عدم شرائها من قبل المستهلكين نتيجة ارتفاع أسعارها.
تراجع غير معتاد
فى البداية، قال عبده مرسى البحيرى، عضو شعبة الحبوب والغلال بغرفة تجارة الإسكندرية، إن المؤشرات بالأسواق تظهر تراجعا ملحوظا فى معدلات عرض التجار لمنتجات الياميش هذا العام، وذلك على غير المعتاد سنويا .
أضاف “البحيري” في تصريحات خاصة ل”المال” ، أن هذا التوجه هو نتيجة وجود مخاطرة قد يراها بعض التجار من إحتمالية عدم بيع تلك المنتجات نتيجة الزيادات الكبيرة فى أسعارها هذا العام، لافتًا إلى أنه على سبيل المثال هناك ارتفاعا في أسعار التمور والبلح حاليا .
وأوضح أن سعر الكيلو جرام الواحد من التمور الشعبى يصل إلى نحو 30 جنيه بعد أن كان فى العام الماضى يتراوح بين 7- 8 جنيهات فقط ، كما وصلت بعض أنواعه ل 100 جنيه للكيلو الواحد.
وأشار إلى أن تدبير الأحتياجات المعيشية الرئيسية للمواطنين سواء لوجبة الأفطار بات يمثل مبلغ لا يستهان به ، بالنسبة لقدرات ودخول بعض المواطنين .
ارتفاع الأسعار
وأشار عضو شعبة الحبوب والغلال بغرفة تجارة الإسكندرية، إلى أنه على المستوى الشخصى لم يقوم هذا العام بتجهيز البلح الذى كان يتم بيعه بشكل سنوى فى ظل ارتفاع سعره الكبير .
تجدر الإشارة إلى أن أسعار ياميش رمضان 2024 قد تختلف من منطقة لأخرى، فبينما توفر بعض السلاسل التجارية و أسواق المناطق الشعبية وتجار التجزئة ، بعض أنواع الياميش والمكسرات بأسعار أكثر انخفاضا عن نظيرتها المباعة لدى بعض المحال الكبرى.
ويشير بعض التجار إلى أنه مع زيادة أسعار المنتجات والسلع الاستهلاكية يكون هناك شراء وإقبال من المواطنين، ولكن بكميات أقل.
و قال عبدالعال عبدالقوى اليمنى، عضو مجلس إدارة شعبة الحبوب والغلال بالغرفة التجارية بالإسكندرية، إن هناك تراجعا لدى المستهلكين فى الإقبال على شراء الياميش هذا العام بنسبة تقدر بـ %50 مقارنة مع العام الماضى .
وأرجع في تصريحاته ل”المال” ، التراجع فى الإقبال إلى الإرتفاعات التى شهدتها أسعار منتجاته بنسب متفاوتة تتراوح بين 50 إلى %100 في بعض الأنواع .
وأضاف أن المواطنين قد يلجأون لتخفيض إستهلاكهم لبعض السلع الكمالية ومنها الياميش وذلك توفيرا لقدراتهم الشرائية وتمكينهم من شراء المنتجات الرئيسية مثل الأرز والدقيق والتي ارتفعت أسعارها أيضا.
ولفت إلى أن سعر كيلو جوز الهند هذا العام يتراوح بين 160 و 170 جنيه للكيلو جرام الواحد بعد أن يبلغ العام الماضى نحو 80 جنيها.
وتابع” اليمنى”، أن أسعار المشمشية في أسواق الجملة حاليا تقترب من 280 جنيها للكيلو جرام الواحد، في حين كانت سجلت 140 جنيهًا للكيلو الواحد خلال شهر رمضان العام الماضى، و 70 جنيهًا للكيلو خلال نفس الفترة من العام قبل الماضى.
وأشار إلى أن سعر بعض أنواع المشمشية قد يصل في الأسواق إلى نحو 320 جنيه للكيلو جرام، لافتًا الى أن كيلو الزبيب المصرى يباع هذا العام بنحو 100 جنيه للكيلو بعد أن كان سعره العام الماضى 60 جنيهًا و 35 جنيه فى العام قبل الماضى، بينما وصل سعر الزبيب الممتاز إلى 150 جنيه للكيلو جرام الواحد بعد أن كان العام الماضى يباع ب 70 جنيها فقط .
ولفت عضو شعبة الحبوب والغلال بغرفة تجارة الإسكندرية، إلى أن سعر كيلو البلح هذا العام يبدأ من 25 جنيها للكيلو جرام، بعد أن كان العام الماضى يتراوح بين 12 -13 جنيه في المتوسط ،مشيرا إلى ان سعر الكركدية ارتفع حاليا إلى 180 جنيه للكيلو جرام ، مقابل 90 جنيه خلال العام الماضي.
إجراءات
وأعلن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، يوم الأحد الماضي، أنه في ظل ارتفاع أسعار عدد من السلع، رغم الإجراءات الاقتصادية التي اتخذتها الدولة مؤخرا والتي أسهمت بدورها في توافر الدولار بالجهاز المصرفي، من المقرر تولي عدد من الجهات التابعة للدولة مسئولية توفير مخزون من السلع الاستراتيجية. وطلب مدبولي من الوزراء والمسئولين المعنيين تحديد الاحتياجات الفعلية المطلوبة من السلع الاستراتيجية، تمهيدًا لبدء إجراءات استيرادها، وتوفيرها بالأسواق، بما يسهم في تحقيق توازن الأسعار، مشيرا إلى أنه ستكون هناك خطة تنفيذية للتحرك في حالة حدوث أى أزمة و لإحداث التوازن المنشود في الأسواق.
كما عقد مدبولي يوم الاثنين الماضي اجتماعا مع مُصنعي ومُنتجي ومُوردي السلع الغذائية مثل: السُكر، والحُبوب، والأرز، والقمح، والطحين، والمكرونة، والشاي، والألبان، والجُبن، والسَمن، والزُبد، واللحُوم، والزُيوت، وكذا السلع الهندسية والالكترونيات، وممثلي كبريات السلاسل التجارية، وذلك بحضور وزراء التموين والصناعة والتخطيط والزراعة ، ورئيس الاتحاد العام للغرف التجارية ،و مساعد محافظ البنك المركزي وغيرهم.
وقال الدكتور علي المصيلحي، وزير التموين والتجارة الداخلية، خلال الاجتماع ،إن الدولار توافر بالأسواق، وتم الإفراج عن معظم الخامات المطلوبة، مشيراً إلى عقد عدد من الاجتماعات المشتركة مع وزارة التجارة والصناعة، بالتعاون مع الاتحاد العام للغرف التجارية، واتحاد الصناعات المصرية، بشأن الاتفاق على خفض الأسعار بشكل فوري للمنتجات والسلع التي تم خفض تكلفتها فعليا، كما تم الاتفاق مع السلاسل الأساسية على أن يكون السعر قبل المبادرة موجوداً ويتم شطبه، وكتابة السعر الجديد بعد المبادرة بخفض يتراوح بين 15 -20%، وتابع أن هناك بعض السلع يمكن أن تنخفض بأكثر من 20% مثل الفول والعدس، وهناك منتجات لا يتأثر سعرها بالدولار ومحلية و يمكن خفض سعرها أيضاً.