تباينت توقعات رؤساء شعبة الخضر والفاكهة وشعبة المصدرين والتجارة الخارجية في الغرفة التجارية بالإسكندرية حول الأداء المرتقب لموسم تصدير البرتقال المصري هذا العام، فى ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية حتى الآن وما تمثله هاتين السوقين من أهمية للصادرات السنوية لهذا المحصول .
وفيما تتزايد مخاوف البعض من تأثر حركة الصادرات المصرية من البرتقال فى ظل الارتفاعات الكبيرة فى الأسعار فى بعض الأسواق التى يتم التصدير إليها نتيجة الغزو الروسي لبعض أراضى أوكرانيا وتأثر القدره الشرائية للمنتجين، يشير البعض إلى وجود أسواق متنوعة يوجد لديها تفضيل لهذه السلعة التى أصبحت مصر فى مقدمة مصدريها حول العالم .
فى البداية قال هاشم محمد هاشم، رئيس مجلس إدارة شعبة الخضر والفاكهة في الغرفة التجارية في الإسكندرية، إن محصول البرتقال هذا العام بدأ يبشر منذ عدة أسابيع ماضية بكميات كبيرة على أشجاره .
وأضاف أن المزارعين لمحصول البرتقال يعتمدون فى زراعته فى المقام الأول على الأسواق الخارجية، لافتا إلى أن حركة التصدير أصبحت جزءا أساسيا في تسويق محصول البرتقال المصري .
وكشف رئيس مجلس إدارة شعبة الخضر والفاكهه في الغرفة التجارية بالاسكندرية أن هناك مخاوف بالنسبة لمزارعي البرتقال وأصحاب أراضي من وجود تأثر لحركة صادرات المحصول هذا العام خاصة أن نسبة كبيرة من المحصول تقوم بتصديرها إلى روسيا وأوكرانيا .
وأشار هاشم إلى أن بعض المخاوف من مصدرى البرتقال هى تتمثل فى صعوبة تصريف المحصول هذا العام حيث أنه جزء كبير من المحصول يتم تصديره إلى هاتين الدولتين .. وإلى أن هذه المخاوف تأتي في ظل التوقعات من بداية هذا الموسم بأن تكون الكميات التى يتم حصادها من محصول البرتقال كبيرة عن العام الماضي الذي كانت الكميات فيه أقل من توقعات .
ويعتبر البعض أن نجاح سياسة مصر التصديرية للبرتقال تسببت في أن تصبح أكبر مصدر للبرتقال في العام خلال الخمس سنوات الماضية، بكمية إجمالية تصل إلى 9.17 مليون طن، حيث تصدرت مصر المرتبة الأولى عالميًا في تصدير البرتقال خلال السنوات الثلاث الأخيرة، متفوقة بذلك على إسبانيا، التي تعد أكبر منتج للمحصول .
وتراجعت صادرات البرتقال المصري إلى أسواق القارة العجوز، أوروبا، خلال أول 7 أشهر من الموسم التصديري الماضى بنسبة قدرها متخصصون في القطاع بنحو 40% فى الفترة بين سبتمبر من العام الماضي، ومارس من العام الجاري نتيجة عدة أسباب رئيسية تمثلت فى استمرار تبعات فيروس كورونا التي لم يتخلص منها العالم بعد، وثانيهما ارتفاع أسعار التصدير من مصر، وثالثهما ارتفاع تكاليف المعيشة والتضخم في أوروبا، والذي تفاقم بعد الحرب الروسية في أوكرانيا.
ومن جانبه أبدى بحيرى أحمد بحيرى، رئيس مجلس إدارة شعبة المصدرين والتجارة الخارجية فى الغرفة التجارية فى الإسكندرية، عدم موافقته عما يشاع من أن محصول البرتقال المصري قد يواجه مشكلات في تصدير هذا العام نتيجه الحرب الدائره بين روسيا وأوكرانيا.
وأضاف بحيرى أن الأسواق الروسية تعد من أهم الأسواق التي تعتمد عليها صادرات البرتقال المصري لكنها ليست السوق الوحيدة فى العالم .
وأشار رئيس مجلس إدارة شعبة المصدرين والتجارة الخارجية فى الغرفة التجارية فى الإسكندرية، إلى أنه يتم تصدير البرتقال للعديد من دول العالم ويصدر حتى للصين .
وأوضح أنه بالرغم من استمرار الحرب الروسيه الأوكرانية فإن أسواق روسية لا تزال متاح التوجه إليها بالصادرات ولم يعد هناك عوائق .
وتتوقع بعض التقارير أن تظل روسيا والسعودية وهولندا والهند وبنجلاديش والإمارات والصين والمملكة المتحدة وأوكرانيا وعمان، هم أكثر الدول المستقبلة للبرتقال المصري خلال الموسم الجديد.
تجدر الإشارة إلى أن تكاليف الغذاء شهدت ارتفاعا في الاتحاد الأوروبي وهى تُعد أحد أقوى الأسباب التي أدت لتراجع صادرات الموالح، كما يرى بعض المختصين حيث أن المستهلكين حتى في أوروبا أصبحوا أكثر انتقاءً لمشترياتهم من السلع، إذ أن ارتفاع تكاليف المعيشة يدفعهم لذلك، وبالتالي قد لا ينطبق التراجع على البرتقال فقط.
كما تشير بعض التقارير إلى إن الحكومة المصرية بالتعاون مع القطاع الخاص نجحا في فتح أسواق جديدة مثل نيوزيلندا والبرازيل واليابان وأخرى خلال السنوات الأخيرة، وهو ما سيدفع لزيادة الصادرات فيما بعد.