تباين أداء شركات السيارات الفاخرة البريطانية خلال العام الماضى مع هبوط متوقع لأرباح أستون مارتن بحوالى 50% خلال العام الماضى، بسبب التأثيرات السلبية لخروج بريطانيا من عضوية الاتحاد الأوروبى (البريكست)، بينما قفزت مبيعات منافستها رولز رويس بأكثر من 25% لأعلى مستوى فى تاريخها بفضل الطلب القوى على موديلها الجديد كولينان SUV.
ذكرت وكالة رويترز أن أرباح شركة أستون مارتن تعرضت لانخفاض في قيمتها السوقية بحوالى 75% منذ طرحها فى بورصة لندن فى 2018 وحتى الآن، بما يعادل ثلاثة مليارات جنيه إستيرلينى بسبب أزمة البريكست.
يُذكر أن أستون مارتن خفّضت فى يوليو الماضى، ثم فى نوفمبر، توقعاتها لهوامشها الربحية خلال عام 2019، نتيجة ضعف مبيعاتها فى بريطانيا والأسواق الأوروبية، التى هبطت بحوالى 7%، وقلة الطلب على موديلها الجديد الذى اعتقدت أنه سيحقق لها ارتفاعًا فى المبيعات ليعوض الموديلات الأخرى.
وأكد أندى بالمر الرئيس التنفيذى لأستون مارتن أن الهبوط المتوقع لأرباحها يرجع لانخفاض أسعار أسهمها بحوالى 16% العام الماضى، وارتفاع تكاليفها بسبب بناء أول مصنع لها من السيارات الرياضية متعددة الأغراض، ومواجهة منافسة شديدة من شركات عالمية مثل رولز رويس التى تملكها BMW، وبنتلى التى تملكها فواكس فاجن، وأكبر منتجة للسيارات فى أوروبا.
ويأمل أندى بالمر أن يحقق موديل أستون مارتن الجديد DBX مبيعات مرتفعة خلال العام الحالى، بعد أن تلقت الشركة منذ إطلاقه فى نوفمبر الماضى حوالى 1800 طلب لشرائه؛ ليقوم بتعديل الأرباح المرتقبة هذا العام إلى 130- 140 مليون جنيه استيرلينى (171- 184 مليون دولار) .
ويرى مايك هاوز أن البريكست سيظل من أهم العوامل التى تؤثر على صناعة السيارات فى بريطانيا التى تعتمد على التصدير؛ لأن خروجها من عضوية الاتحاد الأوروبى سيحرمها من الإعفاءات الجمركية، وسيعرضها لجمارك قدرها 10% على الطرازات التى تصدرها وتستوردها اعتبارًا من عام 2021، إذا فشلت المفاوضات بين بوريس جونسون رئيس الوزراء مع الاتحاد الأوروبى بعد البريكسيت.
وأعلن هذا الأسبوع توريستن أوتفوز الرئيس التنفيذى لشركة رولز رويس أن مبيعاتها زادت إلى 5152 سيارة، لتسجل أعلى مستوى فى تاريخها، مقارنة مع 4107 وحدة فى عام 2018، بفضل موديلها الجديد كولينان SUV الذى حقق نجاحًا فى الأسواق العالمية ومنها الولايات المتحدة والصين.
وصعدت أيضًا مبيعات شركة بنتلى البريطانية للسيارات الفاخرة بحوالى 5% العام الماضى بفضل أدائها القوى فى الأسواق الأمريكية والأوروبية؛ لتتجاوز 11 ألف.
ويرى أدريان هولمارك الرئيس التنفيذى لبنتلى أن ارتفاع المبيعات يعنى استعادة الشركة لأربحها التى بلغت 65 مليون يورو (73 مليون دولار) خلال تسعة الأشهر الأولى من العام الماضى، متوقعًا استمرار زيادتها خلال العام الحالى، رغم تكبدها خسائر فى 2018 بحوالى 288 مليون يورو لعدم طرحها موديلات جديدة.
يُذكر أن إجمالى مبيعات السيارات الجديدة في بريطانيا هبطت 2% خلال العام الماضى، لتنزل إلى 2.31 مليون وحدة للعام الثالث على التوالى، لتهوي بأكثر من 14% على المستوى القياسى الذى سجلته فى عام 2016 عندما تجاوزت 2.69 مليون سيارة مع ابتعاد المستهلكين عن الشراء، وسط تزايد فى القيود المفروضة على المركبات التى تعمل بالديزل، وغموض الوضع الاقتصادى قبل تنفيذ البريكست.