تعانى سوق السيارات فى بريطانيا من أزمة عميقة، تتعلق بتأخر تسليم السيارات الجديدة، لدرجة وجود قوائم انتظار تصل إلى 12 شهرًا.
والتأخر يرجع إلى مشاكل سلاسل الإمداد، وظروف الحرب، ونقص أشباه الموصلات، بما فى ذلك من تداعيات على صناع السيارات فى بريطانيا.
أضرت الأزمة بسمعة سوق السيارات البريطانى عمومًا، ونالت من المكانة التى كانت تتمتع بها بعض العلامات التجارية، وأدت فى بعض الأحيان إلى قرارات بتأجيل الشراء كعقاب من العملاء للشركات «المتخاذلة».
وحسب دراسة حديثة أجرتها مؤسسة «كلوز برازرز موتور فاينانس»Close Brothers Motor Finance يعانى تجار ومصنعو السيارات فى المملكة المتحدة من الإضرار بسمعتهم بسبب اضطراب سلسلة الإمدادات.
وأظهر استطلاع للرأى أن ثلثى المشاركين الذين يبحثون عن شراء سيارة جديدة تفهموا الصعوبات التى ينطوى عليها الأمر، فيما قال نصفهم تقريبًا (%48) إن التأخيرات أثرت بالسلب على الصورة الذهنية لديهم عن التجار والشركات.
وقال عدد أقل بقليل (%46) إن فترات التسليم الطويلة تلحق الضرر برؤيتهم لعلامات تجارية معينة.
وقال «كلوز براذرز فاينانس» إن التجار يواجهون بعضًا من أكبر التحديات فى إدارة توقعات العملاء.
ويقول ما يقرب من 6 من كل 10 مشترين (%59) إن التأخير قد أدى إلى تناقص الشغف بشأن شراء سيارة جديدة، فيما قال %45 إن التجار لم يتمكنوا من تزويدهم بمهلة زمنية دقيقة.
وتستمر تحديات العرض فى إعاقة قدرة القطاع على تلبية الطلب، فقد أكدت رابطة مصنعى وتجار السيارات- الرابطة التجارية لصناعة السيارات فى المملكة المتحدة -SMMT تراجعًا للشهر الخامس على التوالى فى تسجيلات السيارات الجديدة فى يوليو الماضى، وهو الأمر الذى تفاقم بسبب نقص أشباه الموصلات والصراع العالمى.
ووضعت بعض موديلات السيارات التى تحظى بشعبية الآن على قوائم انتظار تزيد عن 12 شهرًا، وقالت ليزا واتسون، مديرة مبيعات فى مؤسسة «كلوز برازرز موتور فاينانس» إنه لأمر مخيب للآمال أن نرى تأخيرات لا مفر منها فى سلسلة الإمدادات، وهو ما يزيل عنصرى الإثارة والشغف المتعلقين بعملية شراء السيارات الجديدة.
ويقع التجار فى الوقت الحالى تحت وطأة تحديات سلسلة الإمدادات، وأضافت واتسون: «يعمل القطاع بأكمله بجد لتحسين أوقات التسليم، يوضح بحث المستهلك الذى أجريناه على التجار أنهم يعملون مع المشترين والمصنعين لضمان إطلاع الجميع على العملية».
وتابعت: «وقد تكون هناك بعض التنازلات ممكنة لتوصيل السيارات إلى العملاء فى أسرع وقت ممكن، وهذا مهم بشكل خاص فى الوقت الذى يفكر فيه المشترون المحتملون، الذين قد يتم تأجيلهم بالفعل بسبب التأخير فى التسليم، فى مشترياتهم بعناية أكبر بسبب تأثير أزمة تكلفة المعيشة».
زيادة الإنتاج
كشفت بيانات لقطاع السيارات أن إنتاج السيارات فى بريطانيا زاد بقوة فى يوليو لكنه لا يزال أقل من مستوى العام الماضى بعدما توقف التصنيع تمامًا تقريبًا فى أبريل فى مستهل إجراءات العزل لمكافحة فيروس كورونا.
وقالت رابطة مصنعى وتجار السيارات إن 85696 سيارة جرى تصنيعها فى بريطانيا فى يوليو بزيادة %51 عن يونيو الماضى لكنه أقل 21 بالمئة عن يوليو من العام الماضى.
وقال مايك هوس الرئيس التنفيذى للرابطة: «مع استمرار إعادة فتح الأسواق العالمية المهمة وعودة مصانع السيارات البريطانية تدريجيًّا إلى العمل، تعد هذه الأرقام تحسنًا ملحوظًا مقارنة بالشهور الثلاثة السابقة، لكن لا تزال الضبابية تكتنف التوقعات بشدة».
وانكمش الاقتصاد البريطانى بنسبة قياسية بلغت %20.4 فى الربع الثانى من2020 وهو أكبر معدل انكماش بين جميع الاقتصادات الكبيرة، وكشفت الأرقام الرسمية أن قطاع معدات النقل كان الأكثر تضررًا فى التصنيع، حيث تراجع الإنتاج بنحو النصف تقريبًا.
وقالت الجمعية إن إنتاج السيارات فى الشهور الستة الأولى من العام الحالى كان الأقل منذ 1954.
ويستعيد القطاع عافيته بقوة الآن فى أعقاب تعافى قطاعات أخرى من الاقتصاد مثل مبيعات التجزئة التى بلغت الآن مستويات أعلى من المسجلة قبل الجائحة.