أكدت وحدة بيزلى التابعة لمجموعة لويدز أوف لندن البريطانية للتأمين أن مدفوعات الفدية التى يطلبها قراصنة المعلومات السيبرانية قفزت بحوالى %100 خلال الستة أشهر الأولى من 2020، مقارنة بالفترة نفسها من 2019، بسبب ظهور وباء فيروس كورونا الذى أرغم معظم العاملين فى الشركات على مستوى العالم على البقاء فى بيوتهم، وعلى العمل «أونلاين» للحد من النتشار العدوى.
وذكرت وكالة رويترز أن هجمات الهاكرز على معلومات الشركات والأفراد على الإنترنت تفاقمت من حيث زيادة حجمها وارتفاع تكاليفها هذا العام، مع تنفيذ سياسة الإغلاقات والتباعد الاجتماعى لمنع انتشار العدوى من مرض كورونا الذى انتشر فى 200 دولة تقريبًا، واتجاه المستهلكين والموظفين للاعتماد على برامج الكمبيوتر فى أداء أعمالهم أونلاين من البيوت.
ويعتمد هاكرز الإنترنت فى هجماتهم على توجيه سوفت وير لأجهزة الحاسبات يُشبه إصابتها بفيروسات، من خلال على روابط أو لينكات تبدو مألوفة ومعتادة على البريد الإلكترونى، أو موافع الويب الأخرى، ولكن بعد الضغط عليها يصاب جهاز الكمبيتر بالشلل، ولا يستطيع المستخدم الحصول على أى معلومات إلا بعد دفع الفدية التى يطلبها الهاكرز منه لاسترجاع وظائف جهازه.
وتختلف هذه الفيروسات التى يستخدمها هاكرز الفدية عن عمليات انتهاك البيانات فقط أو أنواع الهاكرز الأخرى التى تسرق فقط بيانات العملاء أو معلومات مهمة من الشركات والأفراد، ولاسيما المعلومات التى تخص الآن أمصال شركات الأدوية التى ابتكرتها للوقاية من وباء كورونا الذى تسبب فى إصابة أكثر من 76 مليون حالة ووفاة ما يقرب من 1.7 مليون ضحية فى العالم.
وأوضح بول بانتيك رئيس قسم السايبر والتكنولوجيا على مستوى العالم فى وحدة بيزلى أن هجمات الهاكرز باتت أكبر تهديد لأنشطة الأعمال فى كل المجالات؛ لأن قراصنة الإنترنت يطلبون الآن أموالًا أكبر بكثير مما كانوا يطلبونها فى الماضى، كما أصبحوا أفضل ابتكارًا وإبداعًا فى الطرق والوسائل التى يستخدمونها فى سرقة البيانات والمعلومات أو إخفائها وتشجيع العملاء على دفع الفدية لاستردادها وحمايتها، وإلا فإنهما لن يروها مرة أخرى.
وقال بانتيك إن الهاكرز يستخدمون رسائل مهمة لإغراء المستخدم على فتحها، مثل صديق لك تعرض للإصابة بمرض كوفيد 19 فتضطر إلى فتحها لمعرفة حالته والاطمئنان عليه، وبمجرد الضغط على الرسالة وفتحها يتغلغل الفيروس فى جهازك ويتوقف الكمبيوتر عن العمل ثم يطلب من المستخدم فدية تقدر بحوالى 500 ألف دولار لاسترداد معلوماته على الكمبيوتر، كما يقدم الهاكرز لإقناع المستخدم بأنه أصاب جهازه بفيروس فتاك بعض بيانات ومعلومات مسجلة على جهازه.
وأدت هجمات الهاكرز المتزايدة إلى ارتفاع أسعار التأمين على السايبر المعلوماتى بحوالى 15 إلى %25 خلال الربع الماضى، كما جعل شركات التأمين أكثر انتقائية فى التأمين على برامج الكمبيوتر ضد هاكرز الإنترنت بسبب التعويضات التى ستدفعها وعدم قدرتها على تقديم الحماية اللازمة لعملائها، والقدرة الفائقة التى يحظى بها قراصنة الإنترنت على اختراق أى برامج.
وألغت العديد من الشركات الصغيرة بوالص التأمين ضد الهاكرز خلال العام الحالى بسبب ارتفاع أسعار التأمين من جهة، وعدم جدواها من جهة أخرى؛ لأن فيروسات الهاكرز ليست لها حماية، علاوة على تباطؤ الأنشطة الاقتصادية بصفة عامة نتيجة وباء كورونا الذى أثر سلبًا على معظم الأنشطة الصناعية وأدى إلى تقليص الإيرادات والأرباح.
وتكافح أيضًا شركات التأمين بسبب الخسائر الناجمة عن أنشطة التأمين السيبرانى التى انخفضت إيراداتها وأرباحها مع تزايد جرائم السايبر والمعارك القانونية التى واجهتها نتيجة تعويضات بوالص التأمين منذ هجمات وونا كراى ونوتبيتيا فى عام 2017، والتى أقنعت الشركات بضرورة التأمين ضد الهاكرز الذين انتهكوا مثلًا بيانات النزلاء فى فنادق مجموعة ماريوت منذ عام 2014، ولم يتمكن الباحثون فيها من اكتشاف سرقة هذه البيانات إلا فى نوفمبر من العام الماضى.