تحاول بورصة نيويورك جذب شركات التكنولوجيا في الشرق الأوسط لإدراجها في الولايات المتحدة الأمريكية، واعدة بالوصول إلى قاعدة مستثمرين أوسع وأسواق رأس مال أعمق، حتى وسط التقلبات المتزايدة التي عطّلت عمليات الإدراج في جميع أنحاء العالم.
قال ألكسندر إبراهيم رئيس أسواق رأس المال الدولية في بورصة نيويورك “تحدثنا إلى بعض الشركات في المنطقة” دون تسمية الشركات، مضيفاً: “يمكنهم القدوم إلى هنا دون زيادة رأس المال أو إجراء طرح عام أولي في أسواق رأس المال”، و”هناك العديد من شركات “يونيكورن” في الشرق الأوسط بالفعل”.
وتشمل الشركات التقنية الإقليمية الناشئة “كيتوبي” للمطابخ السحابية المدعومة من “سوفت بنك” وهي شركة “يونيكورن”، إضافة إلى شركة التجارة الإلكترونية “نون”، وسوق السيارات المستعملة ومتجر منتجات الأطفال عبر الإنترنت .
لطالما كانت الولايات المتحدة الوجهة المفضلة للشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا على مستوى العالم، والتي لحقت بأسواقها الغنية بالسيولة المالية والتقييمات العالية. لكن الشرق الأوسط الآن في خضم طفرة اكتتابات عامّة أولية، وهي واحدة من النقاط المضيئة في سوق قاتمة لمبيعات الأسهم الجديدة. حيث تقوم الحكومات بطرح أصول للبيع لتمويل الانتقال بعيداً عن اقتصاد الوقود الأحفوري.
قال إبراهيم إن نيويورك لا تزال تتيح للشركات -ولا سيما تلك العاملة في قطاع التكنولوجيا- الوصول إلى قاعدة مستثمرين تفهمها جيداً. وعلى الرغم من ذلك، فإن أداء الشركات الخليجية التي اختارت الإدراج في الولايات المتحدة حتى الآن ضعيف.
تجربة شركات الـ”يونيكورن”
ومنذ عامين أصبحت شركة الدردشة الصوتية الناشئة “يلا غروب” ومقرها دبي أول شركة “يونيكورن” تقنية” من الإمارات العربية المتحدة يتم طرح أسهمها للتداول في أسواق الولايات المتحدة. ارتفعت قيمتها السوقية في البداية إلى ما يقرب من 6 مليارات دولار قبل أن تتراجع إلى أقل من 600 مليون دولار، حيث تعرضت الشركة لضغط كبير من قبل البائعين على المكشوف، ولم يكن أداء الشركات الشرق أوسطية الأخرى التي اختارت طريقاً مختلفاً إلى نيويورك أفضل بكثير.
وفي فبراير طرحت شركة “أنغامي”، منافسة “سبوتيفاي”، للاكتتاب العام في بورصة “ناسداك” بعد اندماجها مع شركة استحواذ ذات أغراض خاصة ، ومنذ ذلك الحين تراجعت بنسبة تزيد عن 50% وسط هزيمة أوسع لقطاع شركات الشيك على بياض.
وبعد “أنغامي”، طُرحت شركة النقل التشاركي “سويفل” للتداول بعد الاستحواذ عليها من قبل شركة شيك على بياض، وتراجعت بأكثر من 30%.
وقال إبراهيم إن أداء الشركتين لا ينبغي أن يردع الآخرين، بالنظر إلى بيئة السوق القاتمة بشكل عام. “لا يتعلق الأمر بالمنتج نفسه”، في إشارة إلى شركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة.