قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس، إن العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا سترتد لتكبد الغرب خسائر، منها ارتفاع في أسعار الغذاء والطاقة، بينما تستطيع موسكو إيجاد حلول لمشاكلها والخروج من الصراع أكثر قوة.
وأشار بوتين إلى عدم وجود بديل لما تطلق عليه روسيا العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، وأن روسيا لا تستطيع التهاون بخصوص سيادتها نظير مكسب اقتصادي قصير الأجل.
تبعات العقوبات الاقتصادية على روسيا
وفي كلمة إلى اجتماع عقدته الحكومة الروسية، قال بوتين:” هذه العقوبات كان سيتم فرضها على أية حال، هناك بعض التساؤلات والمشاكل والصعوبات، لكننا استطعنا التغلب عليها في الماضي وسنتغلب عليها الآن”، وتابع:” في النهاية، سيقود هذا كله إلى زيادة استقلالنا وكفايتنا وإلى تعزيز سيادتنا”.
وبحسب وكالة رويترز، جاءت تعليقات بوتين لتصوير العقوبات الغربية على أنها تنطوي على هزيمة سيتكبدها الغرب واشتملت على محاولة لطمأنة الروس بأن بلادهم تستطيع تحمل ما وصفته موسكو بأنه “حرب اقتصادية” ضد بنوكها وشركاتها ورجال أعمالها.
وقال بوتين إن موسكو ستواصل تلبية الالتزامات التعاقدية رغم تعرضها لعقوبات شاملة، شملت حظر مشتريات الولايات المتحدة للبترول الروسي.
وأضاف:” أعلنوا أنهم سيوقفوا استيراد البترول الروسي للسوق الأمريكية، الأسعار هناك مرتفعة والتضخم بلغ قمم تاريخية، ويحاولون إلقاء اللوم علينا فيما ارتكبوه من أخطاء، بينما لا يد لنا مطلقا في هذا الأمر”.
وردت الحكومة الروسية على الغرب في وقت سابق عندما حظرت تصدير معدات الاتصالات والأجهزة الطبية والسيارات والمنتجات الزراعية والأجهزة الإلكترونية والتكنولوجية حتى نهاية عام 2022.
وتم إدراج ما يربو على 200 عنصر ضمن لائحة الصادرات المحظورة التي شملت أيضا عربات السكة الحديدية والتوربينات وسلع أخرى.
وتحدث بوتين بهدوء، لكنه أقر بالثقل والأثر القوي للعقوبات التي تم فرضها منذ الغزو يوم 24 فبراير.
طلب متزايد على السلع
وأضاف:” من الواضح أنه خلال مثل هذه الأوقات يزيد طلب الناس على بعض أنواع السلع، لكننا لا نشك في أننا نستطيع إيجاد حلول لجميع هذه المشاكل طالما واظبنا على العمل في أجواء هادئة”.
وتابع:” سيتأقلم الناس تدريجيا وسيفهموا أنه لا توجد أحداث لا نستطيع إغلاقها وإيجاد حلول لها”، مشيرا إلى أن روسيا منتج رئيسي للأسمدة الزراعية، وأقر بأنه ستكون هناك عواقب سلبية لا مفر منها ستعاني منها أسواق الغذاء العالمية إذا تسبب الغرب في مشاكل لروسيا.
وقال وزير الزراعة الروسي خلال الاجتماع إن الأمن الغذائي في البلاد آمن.
وتحدث وزير المالية أنطون سيلنوف في الاجتماع ذاته، قائلا إن روسيا اتخذت تدابير لتقليص التدفقات الخارجة من رؤوس الأموال وإن البلاد ستخدم ديونها الخارجية مستخدمة الروبل، لا الدولار.
وأضاف:” خلال الأسبوعين الماضيين، شنت البلاد الغربية حربا اقتصادية ومالية ضد روسيا”.
وقال سيلنوف إن الغرب قد تعثر في سداد ديونا مستحقة لروسيا عندما قرر تجميد احتياطياتها من الذهب والعملات الأجنبية، محاولا بذلك وقف التجارة الخارجية.
وأردف:” في مثل هذه الظروف تتمحور الأولوية بالنسبة لنا حول تحقيق الاستقرار في النظام المالي.”