قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأربعاء، إن أوروبا قد أخطأت عندما خفضت حصة العقود طويلة الأجل في الغاز الطبيعي، وتحركت إلى الأسواق الفورية التي تشهد حاليا ارتفاعات سعرية قياسية.
إبرام اتفاقيات غاز طويلة الأجل
وذكرت وكالة رويترز أن أسعار الغاز ارتفعت استجابة منها لتعافي الطلب خصوصا من آسيا، بجانب المستويات المنخفضة من المخزون.
وقفزت أسعار الجملة للغاز على المؤشر الاسترشادي الأوروبي في شهر نوفمبر بأكثر من ثمانية مرات منذ بداية العام الجاري، إذ تتداول عند مستويات جديدة تعد الأعلى في جميع الأوقات عند 150 يورو للميجاوات في الساعة في بدايات تداول الأربعاء.
وعكست مكاسبها لتهبط إلى 116.3 يورو في منتصف النهار.
وتحدث بوتين مخاطبا اجتماعا حكوميا متلفزا:” ممارسة شركائنا الأوروبيين تؤكد المرة تلو الأخرى أنهم اتخذوا قرارات خاطئة. وقد تحدثنا إلى الأعضاء السابقين للمفوضية الأوروبية التي انحصر نشاطها في إنهاء العقود طويلة الأجل.”
وتابع:” كانت المفوضية تهدف إلى الانتقال إلى المعاملات الفورية للغاز، ويتبين اليوم أن هذه الممارسات كانت خاطئة.”
وعارضت شركة غاز بروم الروسية لفترة طويلة ماضية التحرك في أوروبا صوب الأسواق الفورية، إذ إنها فضلت الدخول في اتفاقيات طويلة الأجل ربما تستمر أحيانا 25 عاما.
وقال بوتين أن نقل الغاز الروسي عبر أوكرانيا قد أوشك على تخطى الأحجام المتفق عليها بموجب اتفاق أبرمته جاز بروم مع كييف.
وفي وقت مبكر من اليوم الاربعاء، قال المتحدث باسم بوتين ديمتري بيسكوف إن روسيا لم تلعب أية أدوار كان من شأنها ارتفاع أسعار الغاز.
وتم توجيه اتهامات لشركة جازبروم من قبل منظمة الطاقة الدولية وبعض المشرعين في البرلمان الأوروبي بعدم فعل ما يكفي لزيادة إمداداتها إلى أوروبا.
وقال بيسكوف للصحفيين :” لم تمارس روسيا أبدا أية دور بخصوص ما يجري حاليا في سوق الغاز.”
وأضاف: “هناك عدد من الأسباب (التي فجرت أزمة الغاز)، منها طريقة تعافي الاقتصاد وطريقة نمو الطلب على موارد الطاقة وكذلك عدم امتلاء خزانات الغاز.”
واستشهد بوتين كذلك باسباب أخرى لأزمة الغاز، منها التعافي الاقتصادي وبرودة الشتاء في أوروبا وخفض مخزونات الغاز بالتبعية.
وقال بيسكوف إن موسكو مستعدة لمناقشة إبرام اتفاقيات طويلة الأجل بخصوص مبيعات الغاز للمستهلكين الأوروبيين وأن جاز بروم تلتزم بالعقود التي تبرمها.