يتوقع المحللون فى بنك UBS السويسرى انتعاش مبيعات السيارات فى الصين مع نهاية العام الجارى، بعد انحسار تداعيات وباء كورونا، كما حدث فى عام 2003 بعد اختفاء فيروس سارس، عندما زادت مبيعات السيارات فى السوق الصينية بحوالى %70 مقارنة بعام 2002.
وذكرت وكالة رويترز أن فيروس سارس ظهر فى الصين أواخر عام 2002 وتسبب فى إصابة أكثر من 8000 شخص حول العالم وبلغ معدل الوفيات %10 وانتشر فى 26 دولة، لكن بعد العثور على علاج له ارتفعت مبيعات السيارات فى الصين عام 2003 إلى حوالى مليونى سيارة بالمقارنة مع حوالى 1.2 مليون وحدة فى عام 2002.
ويرجع ارتفاع مبيعات السيارات فى الصين أكبر سوق للمركبات فى العالم أثناء انتشار فيروس سارس؛ لأن الناس تجنبت استخدام المواصلات العامة واتجه المستهلكون إلى شراء السيارات الشخصية لأول مرة فى حياتهم ضمن تدابير الوقاية من المرض، والتى حظرت الزحام وعدم استخدام المركبات المشتركة.
وأكد آر سى بارجافا، رئيس مجلس إدارة ماروتى سوزوكى، أكبر شركة سيارات هندية، أن فيروس كورونا جعل المستهلكين يتخوفون من ركوب المركبات المشتركة والمواصلات العامة، مما يعنى أن الطلب على السيارات الخاصة سيرتفع فى الفترة القادمة مع استمرار الحظر وحتى بعد اختفاء المرض المميت.
ويشعر المحللون فى بنك UBS بالتفاؤل فى انتعاش مبيعات السيارات على مستوى العالم خلال الشهور القادمة، بعد أن هبطت خلال العامين الماضيين إلى 85 مليون وحدة العام الماضى و89 مليونا فى 2018 مقارنة مع 93.6 مليون سيارة فى عام 2017، التى كانت أعلى مستوى فى تاريخ صناعة السيارات.
ويرى هؤلاء المحللون أن الصين ستظل تقود مبيعات السيارات فى العالم بعد أن ارتفعت نسبة المبيعات فيها بحوالى %60 إلى %70 خلال الـ 17 سنة الأولى من القرن الحالى، كما زادت ملكية السيارات من 1% من العائلات فى عام 2000 إلى أكثر من %40 حاليا.
ومن المتوقع أن تزداد نسبة المبيعات فى الصين التى ظهر فيها كورونا لأول مرة مع نهاية العام الماضى، ولم تنحسر العدوى منه حتى الآن وربما لفترة طويلة قادمة وسيتجه المستهلكون لشراء سيارات جديدة مع تطبيق سياسة المسافة الاجتماعية بين الأفراد للوقاية من العدوى من الفيروس.
وأدّى انتشار العدوى من وباء كورونا إلى هبوط المبيعات فى السوق الصينية %18.7 فى أول شهر من العام الحالى ثم بحوالى %80 فى فبراير وأكثر من %43 فى مارس الماضى، لتشهد تراجعًا للشهر الحادى والعشرين على التوالى لينزل إجمالى مبيعات السيارات فى السوق الصينية إلى 1.43 مليون وحدة، مقارنة بالشهر نفسه قبل عام.
وتراجعت مبيعات السيارات فى السوق الصينية خلال الشهور الثلاثة الماضية مع ضعف الطلب وإغلاق منافذ ومعارض البيع، وبقاء المستهلكين بمنازلهم للحد من انتشار العدوى لتزداد مبيعات السيارات انخفاضا هذا العام فى ثالث هبوط سنوى لها على التوالى، بعد انخفاضها طوال العامين الماضيين بسبب الحرب التجارية التى شنتها الولايات المتحدة ضد الصين.
وتسبب فيروس كورونا فى انخفاض الناتج المحلى الإجمالى للصين فى الربع الأول من هذا العام بنسبة %6.8 مقارنة مع نفس الربع من العام الماضى وفقا للبيانات الصادرة عن حكومة بكين، بينما توقع صندوق النقد الدولى أن يتوقف النمو فى آسيا عند صفر فى المائة فى 2020 بسبب الوباء ليسجل أدنى معدل نمو منذ ستينيات القرن الماضى، لكنها فى حالة أفضل من المناطق الأخرى وقد تتعافى بشكل أسرع كما تعد الصين واحدة من الاقتصادات الرئيسية القليلة التى يمكن أن تشهد توسعا اقتصاديا هذا العام.
وتوقع الصندوق أيضا أن تنخفض التجارة العالمية بنسبة %11 هذا العام، لكنها سوف تنتعش بقوة بنحو %8.5 مع تعافى صناعة السيارات ومع انتعاش الاقتصاد العالمى فى العام المقبل برغم هبوطه بنسبة %3 فى 2020 وانكماش اقتصادات الدول المتقدمة بنسبة %6.1 بينما ستتقلص الاقتصادات الناشئة والنامية، التى عادة ما تكون مستويات نموها أعلى بكثير من الاقتصادات المتقدمة بحوالى %1 فقط.