أعلن بنك UBS السويسرى فى دراسة حديثة أن ثروات مليارديرات الصين قفزت بحوالى %1146 خلال الـ11 سنة الماضية منذ الأزمة المالية العالمية فى عام 2009 حتى الآن، لتصل إلى 1.7 تريليون دولار، لكن أثرياء الولايات المتحدة مازالوا يحتلون المركز الأول على العالم مع امتلاكهم أكثر من 3.5 تريليون دولار، بفضل وباء فيروس كورونا.
ويرجع ارتفاع ثروات مليارديرات أمريكا خلال هذا العام الذى انتشر فيه مرض كوفيد 19 إلى انتعاش أنشطة شركات التكنولوجيا والأدوية والرعاية الصحية والتى زادت أسعار أسهمها بنسبة %566 و%548 على الترتيب مع تدفق المستهلكين على منتجاتها بسبب تطبيق التباعد الاجتماعى وللحد من انتشار العدوى وابتكار الأمصال والعقاقير اللازمة لمكافحة كورونا.
وصعدت ثروات أغنى مليارديرات العالم 27.5 % خلال الربع الماضى مع تفاقم الوباء لتتجاوز 10.2 تريليون دولار مقارنة بأعلى مستوى بلغته فى عام 2017 عندما وصلت إلى 8.9 تريليون دولار، بالإضافة إلى ارتفاع عدد المليارديرات إلى 2189 من 2158 ملياردير خلال نفس الفترة.
وذكرت وكالة بيزنس إنسايدر أن ثروات ملياريرات قطاع التكنولوجيا زادت بأكثر من 41 % فى عام الوباء الذى جعل الطلب يتدفق على منتجاتها وخدماتها الديجيتال مما ساعد على تقليص عدة سنوات من البحوث والتطوير إلى شهور معدودة لمواجهة طلبات ملايين من المستهلكين على التعاملات الأونلاين.
وتملك شركات التكنولوجية الأمريكية العملاقة الخمس وهى آبل، وأمازون، وألفابيت مالكة جوجل، وفيسبوك، ومايكروسوفت، قيمة سوقية تعادل حوالى 30 % من الناتج المحلى الإجمالى الأمريكى مما جعل عضو مجلس الشيوخ والمرشح الرئاسى السابق، بيرنى ساندرز يجهز خطة لفرض ضرائب على ما أطلق عليه “مكاسب الثروة الفاحشة” التى راكمها المليارديرات خلال وباء فيروس كورونا من خلال إقرار مشروع قانون يفرض على الملياردير سداد ضريبة بقيمة 60 % من الزيادة فى صافى ثرواتهم هذا العام من بداية الوباء وحتى نهاية 2020.
ويعكس ارتفاع ثروات أغنياء العالم هذا العام الأداء القوى لأسواق الأسهم العالمية منذ مارس الماضى عندما انتشر فيروس كورونا فى حوالى 20 دولة لدرجة أن بريطانيا التى تعانى من تداعيات بريكسيت زاد فيها أيضا ثروات أغنيائها بحوالى %168 لتتجاوز 205 مليارات دولار بينما بلغت نظيرتها فى ألمانيا وفرنسا 595 و443 مليار دولار على التوالى.
وحدد البنك 209 مليارديرات تبرعوا بأكثر من 7.2 مليار دولار لتخفيف تداعيات الوباء بقيادة الولايات المتحدة التى تبرع منها 98 مليارا بحوالى 4.5 مليار دولار مقابل 12 مليارديرا فقط من الصين تبرعوا بمبلغ لا يزيد على 680 مليون دولار.
ويرى محللون فى البنك أن وباء كورونا جعل ثروة جيف بيزوس مالك شركة أمازون للمبيعات الأونلاين تتراكم لتصل إلى مايقرب من 200 مليار دولار ليصبح أغنى رجل فى العالم وأيضا بفضل أداء أسواق البورصات التى تعافت منذ بداية الوباء بعد أن أطلقت مختلف الحكومات تدابير لتحفيز الاقتصاد بهدف التصدى لتأثيرات كورونا.
على الرغم من التداعيات الاقتصادية التى خلفتها كورونا فى دول العالم، إلا أن الفيروس المستجد يبدو أنه سيجعل جيف بيزوس أكثر ثراء وقد يصبح أول تريليونير فى العالم بحلول عام 2026 بناء على تحليلات من قائمة مجلة فوربس الأمريكية لأغنى رجال العالم وحساب معدل نمو الثروة السنوى لأثرياء العالم وأن ثروة بيزوس فى ارتفاع مستمر برغم الأزمة الصحية وذلك بفضل ارتفاع الطلب على التسوق والبيع عبر الإنترنت.
واحتفظ جيف بيزوس بموقعه كأغنى أثرياء العالم للعام الثالث على التوالى، رغم حصول زوجته السابقة ماكينزى بيزوس على حصة من أسهمه فى أمازون بقيمة 36 مليار دولار فى تسوية الطلاق الصيف الماضى.
واستحوذت شركة أمازون للتجارة الإلكترونية العملاقة على الأضواء وسط انتشار أزمة كورونا، ويعكف موظفوها الذين يعملون بدوام جزئى وكلى وعددهم 100 ألف شخص على تلبية الطلب المتزايد للمستهلكين وسط تطبيق سياسات الحجر المنزلى والاعتماد بشكل أساسى على التسوق الإلكترونى.
وأدى تفاقم حدة الوباء إلى إصابة حوالى 63 مليون حالة مؤكدة ووفاة ما يقرب من مليون ونصف ضخية حتى الآن بقيادة الولايات المتحدة التى يعانى فيها أكثر من 13 مليون مريضا ووفاة 266 ألف شخصا توقعت المؤسسات العالمية ومنها صندوق النقد والبنك الدوليين ركو الاقتصاد العالمى لدرجة أنه قد ينكمش بنسبة %4.4 مع نهاية العام الجارى.
ومع ذلك تراجعت قيمة ثروات %51 من أثرياء العالم المدرجين فى قائمة العام الجارى بواقع 700 مليار دولار، لتنخفض إلى 8 تريليونات دولار بسبب تفشى فيروس كورونا الذى أثر سلبا على صافى ثروات أصحاب المليارات فى العالم فى العديد من القطاعات ولاسيما السياحة والطيران والمنتجعات والتسلية والترفيه.
ومن ناحية أخرى انتعشت ثروة مليارديرات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا – منطقة مينا – بحوالى 10 مليارات دولار منذ تفشى فيروس كورونا فى مارس الماضى عندما اعترفت منظمة الصحة العالمية بأنه وباء عالمى ليتراك دى مليارديرات المنطقة من ضعف الأموال الإٍقليمية الطارئة التى قدمها صندوق النقد الدولى للاستجابة للوباء، وحوالى 5 أضعاف دعم الأمم المتحدة الإنسانى لأزمة الصحية فى منطقة مينا.
ونجم عن الوباء ظهور الملايين فى منطقة مينا بدون وظائف أو رعاية صحية أو أى نوع من الضمان الاجتماعى فى حين سمح للمليارديرات بإضافة أكثر من 63 مليون دولار إلى ثرواتهم كل يوم منذ بداية الجائحة كورونا الذى جعل أكثر من 45 مليون شخص يتعرضون للفقر نتيجة لتفشى كورونا.
ولذلك تطالب مؤسسات عالمية بضرورة اتخاد حكومات المنطقة خطوات سريعة لزيادة الإيرادات وحماية الفئات الأكثر ضعفا فى المجتمع ولاسيما أن مينا تعد واحدة من أكثر مناطق العالم تفاوتا كما تسببت الأزمة الصحية فى تعميق الفجوة بين الأغنياء والفقراء، حيث بات %76 من دخل المنطقة يستحوذ عليه %10 فقط من السكان بينما يمتلك 37 مليارديراً نصف أفقر السكان البالغين سن العمل فى المنطقة.