يشهد موسم رمضان القادم 2020 تكرار كثير من الفنانين أبطال المسلسلات، لشخصياتهم التي قدموها للجمهور في أعمال فنية سابقة.
ونجد الفنانة غادة عبدالرازق تكرر نمط شخصية الفتاة الشعبية في مسلسلها الجديد “سلطانة المعز”، وكذلك يكرر الفنان ياسر جلال نمط شخصية الرجل القوي الذي يستطيع القضاء على أعدائه طيلة الوقت ومحاربتهم معتمدا على بنيانه الجسدي القوي في مسلسله الجديد “الفتوة”، والذي قدم شبيه لهذه الشخصية في مسلسلات سابقة “ظل الرئيس” و”رحيم”.
كما يكرر الفنان يوسف الشريف نمط شخصياته البوليسية نوعا ما في مسلسله “النهاية”، الذي يعود به للدراما بعد سنوات، وأيضا محمد رمضان يكرر شخصية الأسطورة ونسر الصعيد التي قدمها سابقا في مسلسله القادم “البرنس”.
حازم متولي: الشريف مختلف نوعا ما وباقي الممثلين لا يملكون القدرة على التخطيط لأنفسهم
قال السيناريست حازم متولي إن يوسف الشريف مختلف نوعا ما عن باقي الممثلين، إنه يفكر في الموضوعات التي يقدمها بدرجة أكبر من تفكيره في الشخصيات نفسها.
وأشار إلى أن باقي الفنانين يحاولون العمل في الأمان، مضيفا أن أغلبهم لا يستطيعون التفكير جيدا لأنفسهم والتخطيط لخطواتهم الفنية القادمة.
ونوه أن الممثل ليس عليه التفكير لأنه لن يفكر بشكل سليم معظم الأوقات، لذلك يجب أن تتوافر لديه موهبة التخطيط لنفسه ومسيرته الفنية وكيفية التطوير والتجديد من نفسه مثل الفنان عادل إمام، أو أن يعمل معه شخصا يقوم بهذه المهمة وهي التخطيط له.
محمود قاسم: يسعون لتقديم المضمون وعدم التنوع في أدوارهم
يرى الناقد محمود قاسم ان معظم ممثلي الجيل الحالي لا يستطيعون التلون في شخصيات مختلفة، مثلما كنا نرى الراحلين فريد شوقي، وحسين رياض الذي أطلق عليهم “فنان ذو الألف وجه”.
وأضاف أن كل ممثل حاليا يخضع لما يطلبه منه مخرج العمل الدرامي ، لافتا إلى أن ياسر جلال ظل يمثل 20 عاما ولم يحقق الشهرة والنجومية لكن حينما قدم دورا أعجب به الجمهور في مسلسل “ظل الرئيس” قرر ألا يتخلى عن هذا النمط من الشخصيات، فيما بعد وكرره في مسلسلات “رحيم” و”لمس أكتاف”.
وتابع قاسم أن هؤلاء الممثلين يخشون من تجديد أدوارهم أو تقديم شيئا مختلفا للجمهور، مشيرا إلى أن محمد رمضان حصر نفسه في أدوار البلطجي في السينما، وحينما قدم دراما أصبح يرغب في تقديم شخصية الضابط طيلة الوقت الذي يحارب هؤلاء البلطجية الذي قدمهم في أعماله الفنية، وأصبح تكرار شخصية الضابط موجود في كل عمل يقدمه.
ونوه أيضا إلى أنهم ليس لديهم قدرة على التنوع والتلون في شخصيات وأداء تمثيلي مختلف، ويسعون لتقديم المضمون لدى الجمهور دائما.
ماجدة موريس: الدراما أصبحت تعتمد على البطل النجم ولا وزن للمؤلف والمخرج
وقالت الناقدة ماجدة موريس إن الدراما المصرية حاليا لم تعد تعتمد على دراما الموقف أو القصة أو الرسائل الاجتماعية مثلما اعتدنا عليها في الماضي، لافتة إلى أن أغلب الأعمال الدرامية تعتمد على وجود البطل النجم الذي يتحكم في سير المسلسل ولا وزن للمخرج أو المؤلف مثلما فعل محمد رمضان في مسلسله الماضي “زلزال” حينما اتى ب3 مؤلفين شباب لكي يقومون بتعديل السيناريو الذي كتبه له المؤلف عبد الرحيم كمال لكي يناسب رمضان في النهاية.
ولفتت إلى أن ياسر جلال قدم العديد من الأدوار الهامة في مشواره الفني وأغلبها أدوار تتميز بطابع إنساني، مثل شخصية الضابط التي قدمها في مسلسل يتربى في عزو مع الفنان يحيى الفخراني، لكن أصبح يقدم أدوار غريبة وغير معتادة ومكررة نوعا ما.
وأشارت موريس إلى أن الغريب في الأمر أن هذه المسلسلات، المكررة تعرض على القنوات الفضائية التي نشاهد منها مسلسلات قديمة ومميزة مثل “أرابيسك” وغيرها، فلماذا لا يتم الاستفادة من خبرة المؤلفين الكبار في الدراما وإعطائها للمخرجين الشباب حتى تتطور صناعة الدراما المصرية بصورة أكبر.