أعلن رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، عن إطلاق تحالف معني بالتكيّف مع تغير المناخ في كلمته في قمة التكيّف مع تغير المناخ التي استضافتها هولندا افتراضيا، وهي أول قمة عالمية تسلط الضوء بشكل خاص على التكيف مع تغير المناخ والصمود في مواجهته.
ووفق بيان صادر عن السفارة البريطانية بالقاهرة؛ يعمل هذا التحالف الجديد، الذي شكلته المملكة المتحدة بالمشاركة مع مصر وبنغلاديش وملاوي وهولندا وسانت لوسيا والأمم المتحدة، على تحويل الالتزامات السياسية التي تم التعهد بها خلال نداء الأمم المتحدة للعمل المعني بالتكيّف والصمود إلى دعم ملموس على أرض الواقع للمجتمعات المعرضة لآثاره.
وأضاف البيان أن العديد من الدول في جميع أنحاء العالم يعانون بالفعل من آثار تغير المناخ، من حرائق الغابات في أستراليا إلى الأعاصير التي حدثت مؤخراً في موزمبيق. ودون اتخاذ أي إجراء حيال ذلك، سيتعرض الكثير من الدول إلى اضطرابات كبيرة وظروف مناخية قاسية، بالإضافة إلى تدمير المجتمعات وسبل المعيشة.
لكن مع تقديم الدعم اللازم لهذه الدول والمجتمعات، يمكنها التكيف وتنمية صمودها أمام تأثير تغير المناخ. حيث إن اتخاذ تدابير مثل أنظمة التحذير المبكر من العواصف، والاستثمار في قنوات لتصريف مياه الفيضانات، وإنتاج محاصيل مقاومة للجفاف تعتبر تدابير فعالة ومجدية من حيث التكلفة، إذ إنها لا توفر المال فحسب، بل تنقذ الأرواح وسبل المعيشة أيضاً.
ونوه البيان أنه في المملكة المتحدة، على سبيل المثال، تشهد المزيد من هطول الأمطار الغزيرة نتيجة لتغير المناخ، خصّصت الحكومة مبلغاً إضافياً قدره 5.2 مليار جنيه إسترليني لأنظمة دفاعات جديدة لحماية السواحل والحماية من الفيضانات.
قال رئيس الوزراء بوريس جونسون في قمة التكيّف مع تغير المناخ: “لا يمكن إنكار أنّ ظاهرة تغير المناخ باتت تلوح في الأفق فعلاً، وتؤدي بالفعل إلى تدمير الحياة والاقتصاد. يجب علينا أن نتكيف مع مناخنا المتغير، وعلينا أن نفعل ذلك الآن. سأجعل الحاجة إلى الانتعاش القادر على الصمود في مواجهة تغير المناخ أولوية من أولويات رئاسة المملكة المتحدة لمجموعة السبع هذا العام. وللتأكد من أنّنا لن نحصل على كلمات حماسية فحسب، بل على تغيير حقيقي، أطلق اليوم تحالفا جديدا معنيا بالتكيّف مع تغير المناخ لوضع جدول الأعمال قبل انعقاد قمة العمل المناخي 26. دعونا نعمل معاً للتكيف مع تغير المناخ، ولأن نصبح أكثر صموداً في مواجهته، ولننقذ الأرواح وسبل المعيشة في جميع أنحاء العالم.”
وقال ألوك شارما، رئيس قمة العمل المناخي 26: “نحن نعلم أن المجتمعات الأكثر حاجة للمساعدة هي الأكثر تعرضاً لخطر تغير المناخ، وأنّها كانت الأقل مساهمة في تسببه. وبالتالي هنالك حاجة ملحة الآن إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة هذا الأمر ولتنمية الصمود في مواجهة تغير المناخ، قبل أن يفقد المزيد من الناس أرواحهم أو سبل معيشتهم. إنني أدعو جميع الدول إلى التقدم بخطط طموحة للتكيف مع تغير المناخ. وهذا التحالف الجديد والمهم سيلعب دوراً مهماً في تركيز العقول في أنحاء العالم على تسريع تنفيذ خطط التكيّف مع تغير المناخ في المناطق الأكثر احتياجاً.”
وتابع أن التحالف يعمدعلى خبرات العلماء والشركات والمجتمع المدني وغير ذلك، وسيكون بمثابة منتدى للدول المتقدمة والنامية لتبادل المعرفة والممارسات المثلى حول الحلول المحلية والإقليمية والعالمية للتعامل مع تغير المنا، وسوف تساعد كل من حملة السباق لأجل الصمود بقيادة مناصري المناخ رفيعي المستوى، والتابعة للأمم المتحدة، وخطة هولندا الجديدة المعنية بالتكيّف، في أن تكون أساسا يسترشد به التحالف لاستضافة سلسلة من الفعاليات الخاصة بقطاعات معينة، والتي تجمع بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمعات والممولين لاتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الناس والاقتصاد من آثار تغير المناخ.
وتتخذ المملكة المتحدة بالفعل إجراءات على الصعيدين المحلي والدولي لتنمية الصمود في مواجهة تغير المناخ، لتصبح واحدة من أولى الدول في العالم التي تفي بالتزام رئيسي لاتفاق باريس من خلال نشر بيان التكيف الخاص بها في نهاية العام الماضي.