كشف تقرير لوكالة بلومبرج عن اغتيال شينزو آبي رئيس وزراء اليابان السابق، أن سياسة التيسير النقدي التي لاقت دعما من آبي ربما تتغير بعد اغتياله.
اختار آبي، لمنصب رئيس البنك المركزي في عام 2013 عندما أطلق خطته “آبينوميكس” لإنعاش الاقتصاد الياباني المتعثر، من خلال التيسير النقدي غير المسبوق والإنفاق المالي المرن والإصلاحات التنظيمية، وظلت هذه السياسات سارية إلى حدٍّ كبير حتى بعد تنحيه في صيف 2020 وسط مخاوف صحية.
تبعات اغتيال شينزو آبي
الموقف الشاذ لبنك اليابان مقارنة بالبنوك المركزية الأخرى التي تتسابق لرفع أسعار الفائدة في المعركة ضد التضخم، ساهم في التراجع الحاد للين إلى أدنى مستوى له في 24 عاماً مقابل الدولار.
دعم التيسير النقدي
يرى تيتسو سيشيمو، مدير المحفظة في شركة “سايسون أسيت مانجمنت” أن “آبي تمتع بصورة قوية في ظل خطته (آبينوميكس) ودعم الحاكم كورودا، وربما ساهم الانطباع بأن آبي “ركيزة روحية للتيسير النقدي “في هذه الاضطرابات الواسعة النطاق”
“لكن آبي ليس رئيساً للوزراء حالياً، ولا ينبغي أن يؤثر ذلك بشكل مباشر على السياسات الاقتصادية والنقدية”، وفق قول سيشيمو الذي يضيف: “قد يكون لهذا الحادث الصادم تأثير قصير المدى وليس بالضرورة أن يكون له تأثير كبير على الأسواق على المدى الطويل”.
تأثير طويل المدى
“قد يكون لهذا تأثير على المدى المتوسط إلى الطويل، وستشهد الأسواق ارتفاعاً كبيراً في قيمة الين وتراجعاً في أسعار الأسهم؛ فقد كان آبي داعماً لمحافظ بنك اليابان كورودا، ويمكن أن تتغير سياسة البنك لأنها ستفقد دعمها” وفق قول تومويشيرو كوبوتا، كبير محللي السوق في شركة الأوراق المالية “ماتسوي” (Matsui).
يضيف كوبوتا: “بعد كل شيء، كان الحزب الليبرالي الديمقراطي يروّج بقوة لسياسات إعادة إنعاش التضخم لآبينوميكس، حتى بعد أن تولى رئيس الوزراء كيشيدا السلطة”. “إذا انخفض النشاط السياسي للشخص الرئيسي الذي بذل أكبر قدر من الجهد، فسيؤثر ذلك على السياسة في الوقت الحالي”.
نظراً لأن آبي ربما يكون معروفاً في الخارج أكثر من كيشيدا، فقد يكون رد الفعل في أسواق العملات أكبر عند بدء التداول في لندن”، وفق توقع ماري إيواشيتا، كبيرة اقتصاديي السوق في “دايوا” للأوراق المالية. وتقول: “لقد قاد آبينوميكس، لذلك قد يكون هناك تصور بأن اليابان ستتغير”.
تضيف إيواشيتا: “قد يكون هناك دعم متعاطف للحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم في انتخابات الأحد.. ونظراً لقلة التفاصيل، يُرجّح أن يتخذ اللاعبون في سوق السندات الحكومية اليابانية موقف الانتظار والترقب”.
تأثير آبي يتلاشى
قال ماساهيرو ياماغوتشي، كبير محللي السوق في “إس إم بي سي ترست بنك” (SMBC Trust Bank): “كان آبي معروفاً جيداً خارج اليابان، ولدى المستثمرين الأجانب فكرة إيجابية عنه”. “قد يكون الأمر سلبياً للأسواق إذا تأثرت سياسة الحكومة، بما في ذلك موقفها من التيسير النقدي، حيث كان من الواضح أنه كان يمسك بالخيوط وراء الكواليس بعدة طرق.. إذا أصبح من الممكن لكيشيدا تنفيذ السياسات التي يريدها، مثل الضرائب المالية واللوائح الخاصة بإعادة شراء الأسهم، فسيكون ذلك سلبياً على الأسواق”