أشادت وكالة بلومبرج الأمريكية، ، ووصفت ما أقدمت عليه الدولة بالنموذج الجيد، من خلال برنامج متقن لتحرير سعر الصرف، ما يجعلها بمثابة مصدر إلهام لعدة دول أفريقية، لا سيما كينيا ونيجيريا.
أشارت الوكالة إلى أن مصر أثبتت أن الاقتصاديين على صواب، عندما اعتقدوا أن تحرير سعر الصرف يخلق متاعب قصيرة الأجل، لكنه يمنح في المقابل مكاسب عديدة في المستقبل.
قرار التعويم، حسب بلومبرج، اتخذته الحكومة مجبرة في نوفمبر 2016 لتحرير عملتها المقدرة بأكثر من قيمتها، وتخفيض الدعم حتى يتسنى لها الحصول على خطة انقاد بقيمة 12 مليار دولار من صندوق النقد الدولي.
استهدفت الدولة هذه التدابير للتخفيف من حدة النقص الحاد في الدولار، لكنها أدت مبدئيا إلى رفع معدلات التضخم لتصل إلى 33%، وتقليص عوائد الشركات.
لفتت بلومبرج إلى التحسن الواضح – بشأن الإصلاح الاقتصادي – الذي طرأ على الوضع الحالي في البلاد وتجسد في تراجع معدلات التضخم لتصل إلى معدلات قياسية متدنية، وزادت احتياطيات العملة الأجنبية وانتعشت البورصة بنسبة 62%، مقارنة بما كانت عليه قبل التعويم.
تحسن عوائد الاستثمارات بدعم من توقعات ارتفاع النمو الاقتصادي
تحسنت عوائد الاستثمارات والمنتجات بدعم من توقعات ارتفاع النمو الاقتصادي، ليصل إلى 5.6% العام الجاري، وتسجيل الجنيه أفضل أداء سنوي له منذ 1999 على أقل تقدير.
قال أندرو شولتز، رئيس قسم الاستراتيجية والمبيعات في أفريقيا لدى مصرف إنيستفيك بنك في جوهانسبرج بجنوب أفريقيا، إن مصر تعد نموذجًا جيدًا لما يحدث عندما تقرر دولة ما وقف إدارة العملة والسماح بتعويمها.
تابع: “هذه قصة نجاح تحتاج عدة دولة في المنطقة للتعلم منها خصوصا نيجيريا وكينيا.”
أرجع شولتز ارتفاع تقديرات العوائد على الاستثمارات إلى قوة الإصلاح الاقتصادي الذي نفذته البلاد، وتحسن رؤية المستثمرين لمصر التي يقطنها 100 مليون نسمة، وأكد شولتز على أن تراجع معدلات التضخم ساهم في تحسين عوائد المستثمرين.
يذكر أن كينيا التي تقع شرق أفريقيا تكافح لتحسين نمو الائتمان في ظل الصعود المتواصل لأسعار الفائدة، ما اضطرها لإطلاق إحدى المشتقات التي تحمي المقترضين من صعود الفائدة، التي ألغيت مؤخرًا.
كما تكافح نيجيريا من أجل تسريع معدلات نموها الاقتصادي المتباطئ رغم صعود التضخم، ليصل إلى أعلى مستوياته خلال الأشهر 17 الماضية، ليستقر عند مستوى 11.6%، وتخاطر نيجيريا بزيادة الضغوط على الأسعار، واختبار قوة عملتها، إذا تحركت في اتجاه تخفيض أسعار الفائدة.
أعلنت نيجيريا خلال الأعوام القليلة الماضية أنها بصدد تحرير عملتها، لكنها واصلت التدخل لتحديد قيمتها.