تحدثت وكالة بلومبرج عن تزايد ثروات فاحشي الثراء في أمريكا بفضل أموال برنامج الإغاثة ضد فيروس كورونا.
ووفق بلومبرج، أقبل الكونجرس الأميركي ومجلس الاحتياطي الفيدرالي على دعم استقرار اقتصاد البلاد المعرض لخطر الانهيار حين هوت الأسواق وفقد 22 مليون أمريكي وظائفهم في الأيام الأولى لتفشي الوباء.
تزايد ثروات فاحشي الثراء
وترتب على الدعم الحكومي وفق بلومبرج ارتفاع مدّخرات الأسر الأمريكية لمستويات قياسية في أعقاب حصولها على تريليونات الدولارات من أموال برنامج الإغاثة المخصص لمواجهة تداعيات كورونا ، مع فيض القروض الرخيصة المقدّم من الحكومة الفيدرالية. لكنَّ الفئة الأقل حاجة للمساعدة التي تضم فاحشي الثراء كانت المستفيد الأكبر.
لا شكَّ أنَّ المسؤول عن هذه المكاسب غير المتوازنة هو التكوين المختلف بشكل كبير لصافي الثروة بين مستويات الثروة الأميركية، وفق بلومبرج.
شكّلت حصص الأسهم وصناديق الاستثمار المشتركة أكثر من ثلث ثروات أغنى الأميركيين في بداية الوباء، وهذا يعني أنَّ أغنى 1% تمتّعوا بارتفاع كبير في ظل ارتفاع الأسهم بسبب حزم الحوافز وحماس المستثمرين لأي شيء قد يحقق استفادة من التحول إلى العمل عن بُعد وأنماط الإنفاق المتغيرة للمستهلكين المحاصرين بسبب الإغلاق.
لم يستفد نصف المجتمع الأدنى ثراءً، أي من لا يملكون أي أسهم تقريباً، على الإطلاق، بلومبرج.
مكاسب غير متوقعة
ساهم هوس الأسهم بتعزيز قيم الشركات الخاصة أيضاً، مما شجع المبيعات والاندماجات، التي حققت مكاسب غير متوقَّعة استفاد منها الأثرياء إلى حد كبير.
ينطبق الأمر نفسه على الصعيد السلبي، إذ سيؤثر هبوط الأسواق هذا العام بشكل مفرط على الأشخاص الأكثر ثراءً، لكنَّ التمتع بعامين من المكاسب الكبيرة التي اغتنم خلالها مستثمرون أثرياء كثر فرص بيع عند الذروة سيخفف من خسائرهم.
لم تُتَح أمام المنتمين إلى النصف الآخر من طيف الثروة، الذين عادةً ما تكون منازلهم هي أكبر أصولهم، الفرصة نفسها لتحصين مواردهم المالية في ظل التوجه نحو ما يعتقد كثيرون أنَّه سيكون ركوداً يتسبّب به مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
الخبر السار هو أنَّ جميع المجموعات الاقتصادية في أميركا أصبحت أكثر ثراء منذ الأزمة المالية العالمية في 2008، لكن هذه المكاسب تفاوتت بشدة حتى قبل تفشي الوباء.
كانت استجابة الحكومة لتداعيات كوفيد سبباً بزيادة معدل تراكم الثروة لفئة الأثرياء، إذ ارتفع صافي ثروة أغنى 1% بمقدار الثلث في العامين التاليين لتفشي الوباء، بحسب “ريل تايم إنكواليتي” ، وهي منصة أنشأها اقتصاديون من جامعة كاليفورنيا في بيركلي. ارتفعت ثروة أغنى 0.01% و0.001% بأكثر من غيرهم، إذ تجاوزت نسبة الزيادة حاجز 36%.
تراجع الطبقة الوسطى
تجاوزت الضريبة العقارية المفروضة على الإرث 77% في أواخر السبعينيات لتنخفض باضطراد منذ ذلك الوقت، بينما ارتفعت نسبة الثروة التي تسيطر عليها الفئة الأغنى.
أظهرت بيانات الاحتياطي الفيدرالي أنَّ الطبقة الوسطى في أمريكا خلال العام الماضي حازت على حصة أقل من الثروة مقارنة بأعلى 1% من أصحاب الدخول لأول مرة منذ ثلاثة عقود على الأقل.
نمت أصول الثروات المجمّعة لأغنى 100 شخص في الولايات المتحدة على مدى 8 أعوام منذ أن بدأ مؤشر “بلومبرغ” للمليارديرات تتبعهم بأكثر من تريليون دولار.
تدفق أكثر من نصف هذه الثروة إلى 10 أشخاص فقط، وهم: جيف بيزوس وإيلون ماسك وثمانية آخرون، كما ارتفعت قيمة مصادر ثروتهم الأساسية بشكل كبير خلال الوباء.
تنهار الآن أسهم التكنولوجيا إلى أدنى مستوياتها، وتنخفض معها ثروات المليارديرات، فقد خسر أغنى 100 أميركي ما يقدر بنحو 622 مليار دولار منذ نوفمبر، وهي أكبر خسارة في تاريخ المؤشر، وفق بلومبرج.