اتفاق السلام بين الإمارات وإسرائيل الذي سيتم توقيعه الأسبوع الجاري لن يؤدي فورا إلى بشكل كامل بين الدولتين بل سيمر بمراحل متعددة، حسب وكالة بلومبرج.
وتقول الوكالة إن دولة الإمارات تسعى لحماية مصالحها عن طريق التصميم على شراء أقوى المقاتلات الأمريكية.
وهناك خطة لتطبيع العلاقات تشتمل على تعزيز التعاون بشكل تدريجي بين الدولتين والاستمرار في تعميق العلاقات الأمنية والاستخبارية وتنتهي بتبادل السفراء.
وقال نمرود نوفيك مفاوض السلام الإسرائيلي وزميل منتدى السياسة الإسرائيلي أن التطبيق المرحلي للاتفاقيات يعرضها للانتكاس قبل الوصول إلى مرحلة التنفيذ الكامل لبنود هذه الاتفاقيات.
وبرغم هذا، يبدو أن الإماراتيين قد توصلوا لقناعة مفادها أن التطبيع المرحلي ” أقل مخاطرة من الاستيقاظ في صباح أحد الأيام على خبر يقول أن خطوتهم الكبرى -التاريخية- تحولت إلى فشل ذريع،” حسب نوفيك.
السلام بين الإمارات وإسرائيل
ومن المزمع إقامة حفل التوقيع على الاتفاق غدا الثلاثاء في البيت الأبيض.
وسيحضر الحفل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
لكن الحاكم الفعلي لدولة الإمارات، ولي عهد إمارة أبوظبي الأمير محمد بن زايد، لن يكون ضمن قائمة الحضور.
وسيكون من شأن هذا التقليل من أهمية الحدث الذي يوصف بأنه تاريخي.
وقال مسئول في إدارة الرئيس ترامب أن الولايات المتحدة كانت تركز على مساعدة الجانبين على تنفيذ الاتفاق.
وأعلنت الدولتان الشهر الماضي استعدادهما للإعلان بشكل رسمي لتطبيع علاقات تعاون ظلت سرية سابقا.
وكان يحركهما التوجس المشترك بإيران والاهتمام المشترك بالابتكار التكنولوجي.
الجميع مستفيد من حفل التوقيع
وعلى الرغم من أن التطبيع الكامل للعلاقات لن يتحقق قبل أشهر عديدة قادمة.
وبرغم هذا، تبدو الدولتان مرشحتان للاستفادة من حفلة التوقيع على الاتفاق، حسب بلومبرج.
بالنسبة لنتنياهو، يعد الاتفاق فرصة للهروب من إخفاق سياساته في مكافحة فيروس كورونا ومحاكمته بتهم الفساد.
أما ترامب، فيسهم الاتفاق في تعزيز فرص فوزه في الانتخابات الرئاسية القادم بتحقيق تقدم على صعيد السلام في الشرق الأوسط.
وتستفيد الإمارات من خطة التطبيع المرحلية مع إسرائيل لأنها تمنحها الوقت لتقييم ردود الأفعال الأقليمية.
وهي تساعدها، بجانب هذا، على تعزيز موقفها التفاوضي أمام إسرائيل والولايات المتحدة بشأن مطلب الحصول على أسلحة أمريكية متقدمة مثل طائرة اف-35 الشبحية.
وقال ترامب إنه منفتح على هذا المطلب الإماراتي.
لكن إسرائيل أبدت اعتراضها بشكل علني قائلة أن الصفقة ستخل بتفوقها العسكري في المنطقة.
وتعهدت الولايات المتحدة بالمحافظة على التفوق العسكري الإسرائيلي.
وقال فواز جرجس الأستاذ في سياسات الشرق الأوسط لدى كلية لندن للاقتصاد إن دولة الإمارات العربية المتحدة تعطي اولوية قصوى للجانب الأمني الاستراتيجي من الصفقة.
وذلك على حساب العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية والانسانية منها.
ويوضح الجراف التالي تطور وتوقعات إجمالي الناتج المحلي في الإمارات خلال 2020:
التطبيع الكامل مع إسرائيل مهمة تبدو شاقة بالنسبة للإمارات بسبب المقاومة الواسعة للتطبيع مع إسرائيل داخل العالم العربي في ظل عدم إيجاد حل للصراع العربي الإسرائيلي.
التطبيع الناقص مفيدة للإمارات
وأعلنت الإمارات أن إسرائيل وافقت على تأجيل ضم الضفة الغربية التي يطالب الفلسطينيين بتأسيس دولتهم المستقلة عليها كشرط للتطبيع.
لكن تصدع التحالف الحاكم الهش في إسرائيل والذهاب إلى الانتخابات سيضاعف الضغوط على نتنياهو وسيجد نفسه مضطرا لإصدار وعود تشمل ضم الضفة الغربية لاستمالة الصقور.
وفي حالة خسارة دونالد ترامب الانتخابات الرئاسية القادمة سيؤدي التطبيع الناقص للعلاقات بين الدولتين إلى منح الإمارات ورقة تفاوضية أكبر مع الإدارة الأمريكية الجديدة.
وقال جرجس إن محمد بن زايد يعرف جيدا أن أضرارا ستلحق بسمعة بلاده في العالم العربي، إن لم يكن داخل الإمارات.
وتابع:” عدم حضوره حفلة التوقيع على الاتفاق يساعده على الاحتفاظ بكافة الخيارات.”