قالت وكالة بلومبرج الإخبارية في تقرير لها إن الدول الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى ستلحق بها أكبر الأضرار جراء فيروس كورونا حتى لو لم تظهر فيها حالة إصابة واحدة.
فيروس كورونا يدفع الاقتصاد الصيني للتباطؤ
وأضافت بلومبرج إن سبب ذلك هو تضرر الاقتصادي الصيني يعني تلاشي رغبة الشركات الصينية في شراء البترول والمعادن التي تعتمد عليها الكثير من البلدان الأفريقية، بوصفها مصدرا أساسيا للدخل.
وقالت إن الدول الأفريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى مرشحة لتكبد خسائر بقيمة 4 مليارات دولار قيمة صادراتها البترولية إلى الصين، حسب دراسة لمعهد التنمية الخارجية.
ولفتت إلى أن هذه الخسائر ستنشأ جراء تباطؤ الاقتصاد الصيني وهبوط أسعار البترول بنسبة 5% لعام واحد.
وقال ديريك ويليم تي فيلدي زميل البحوث الرئيسي لدى المعهد: “يتزايد اعتماد العديد من البلدان على التصدير إلى الصين والاستيراد منها على حد سواء”.
أهمية تنويع مصادر النمو
ووجه فيلدي نصيحة إلى البلدان الأفريقية قائلا: “إذا كنت ترغب في تحسين جودة نموك بجعله كثيف العمالة وأكثر صلابة في مواجهة الصدمات فيجب أن تركز على تنويع مصادر نموك، وتعرضك للصدمة التي تعاني منها حاليا سيساعدك على إدراك أهمية هذا”.
وقلص صندوق النقد الدولي توقعات النمو الاقتصادي لنيجيريا أكبر دولة مصدرة للبترول في أفريقيا إلى 2% من 2.5%، وأرجع الصندوق السبب إلى تراجع أسعار البترول.
يذكر أن العملة النيجيرية النيرا تعرضت لضغوط، لأن صادرات البترول تشكل نسبة 90% من الصادرات النيجيرية.
وأدى ضعف الطلب من الصين إلى الضغط على العديد من الاقتصاديات الأفريقية الأخرى المعتمدة على تصدير الموارد الطبيعية مثل أنجولا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وزامبيا.
تراجع أسعار البترول
وهبطت أسعار خام البترول بنسبة 11% خلال العام الحالي، والنحاس وخام الحديد بنسبة 8% و1.5% على التوالي خلال العام الحالي.
وستبدأ البنوك المركزية الأفريقية في دق ناقوس الخطر، حسب بلومبرج.
وقال محافظ بنك جامبيا في حوار لوكالة رويترز بعد اتخاذهم قرارًا بخفض أسعار الفائدة يوم 19 فبراير الجاري: “التداعيات الكارثية لفيروس كورونا ستكشف عن نفسها رويدا رويدا”.
وأضاف: “نحن لا نعلم بشكل دقيق مكان وزمن بلوغ هذه التداعيات، فذروةتها تبدأ بعدها في التراجع، لكنني أعلم أنها بدأت بالفعل في تعطيل الأنشطة الاقتصادية”.
وتوجه جامبيا الواقعة جنوب غرب إفريقيا خُمس صادراتها إلي الصين، تشتمل على الماس والنحاس.
وسيدرس بنك الاحتياط في جنوب السودان تداعيات فيروس كورونا على الاقتصاد العالمي في الاجتماع القادم المخصص لتحديد سعر الفائدة، حسب كريس لوولد عضو لجنة السياسة النقدية في البنك.
تراجع أسعار النحاس
وقال محافظ البنك الزامبي ديني كاليالا: “لاحظنا تأثر أسعار النحاس، فتراجع هذا الأسعار سيؤثر بشكل واضح ومباشر على اقتصادنا”.
وتابع: “التداعيات الكاملة لم يتم تقييمها لكنها ستكون سلبية بلا شك”.
وبخلاف الأوضاع عندما انتشر وباء سارس في الصين عام 2003، أصبح الاقتصاد الصيني أكثر اندماجًا في العالم، لدرجة أنه يشكل نسبة 18% من إجمالي الناتج المحلي العالمي.
ونجحت الصين في أن تحل محل الولايات المتحدة خلال عقد واحد كأكبر شريك تجاري لأفريقيا.
وستتضرر كذلك أسواق التصدير الأفريقية الأصغر حجمًا غير البترولية جراء تراجع إنفاق المستهلكين الصينيين.
وقالت لي لينش نائب مدير شركة ديفلمبنت ريإماجند الاستشارية في بكين: “سيؤدي تراجع إنفاق المستهلكين إلى الإضرار بالبلدان الأفريقية الأخرى التي تحاول بفاعلية تصدير سلع غير بترولية إلى الصين”.
وأضافت أن السلع التي ستتضرر جراء تباطؤ قطاعات الغذاء والمشروبات الصينية تشمل اللحم الناميبي والقهوة التي تصدرها دولة رواندا وفاكهة الأفوكاتو التي تصدرها كينيا والحمضيات الكينية.
وحسب رازيا خان الخبير الاقتصادي لدى بنك ستاندر آند تشارترد، ستظل أفريقيا برغم هذا قادرة على التعافي سريعا فور السيطرة على العدوى.
ويستعرض الجراف التالي نسبة صادرات الدول الأفريقية إلى الصين من إجمالي صادراتها في عام 2017: