شهدت أسعار الغاز الطبيعي الأوروبي صعودا بعد أن قاد التوقف في الواردات المصرية إلى زيادة المختطر بشأن تدفقات الغاز الطبيعي المسال من البلاد، وسط اشتعال حدة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حسبما أوردت شبكة بلومبرج الإخبارية الأمريكية.
وصعدت أسعار العقود الآجلة لشهر ديسمبر بنسبة 7.1% خلال تعاملات اليوم الاثنين قبل تقليص بعض المكاسب.
وزادت الأسعار بنسبة 30% تقريبا/ مقارنة بما كانت عليه قبل اشتعال الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في الـ7 من أكتوبر الجاري، ما يعكس الضعف الذي تشهده السوق الأوروبية في مواجهة العوامل الجيوسياسية بعد أزمة الطاقة في العام الماضي على خلفية قطع روسيا إمداداتها من الغاز عن بلدان القارة العجوز على خلفية الحرب الأوكرانية، وفق بلومبرج.
وقال رئيس استراتيجية السلع في ساكسو بنك، أولي سلوث هانسن: “إن الزيادة في أسعار الغاز اليوم الإثنين أثارت مخاوف بشأن العرض. على الرغم من أن انقطاع الإمدادات من مصر أمر حقيقي، إلا أن السوق تحاول أيضاً تسعير علاوة المخاطر المرتبطة بانقطاع أوسع للإمدادات عبر مضيق هرمز، والذي تبدو مخاطره محدودة في الوقت الحالي”، وفقاً لما ذكرته “بلومبرج”.
ومع عدم تدفق الغاز الآن من إسرائيل إلى مصر، فمن غير الواضح متى يمكن أن ترتفع الصادرات المحمولة بالناقلات من الدولة الواقعة في شمال إفريقيا
وتستخدم مصر الغاز الإسرائيلي، فضلا عن إنتاجها الخاص، لتغطية الطلب المحلي وتصدير الوقود عبر محطتين للغاز الطبيعي المسال. وأدى ارتفاع الاستهلاك المحلي في الصيف إلى توقف الشحنات.
ورغم أن مصر لا توفر عادة سوى جزء صغير من الغاز لأوروبا، فإن التهديد الرئيسي لأسواق الطاقة يتمثل في مشاركة قوى إقليمية أخرى وتعطيل مضيق هرمز. يعد الممر المائي – البوابة من وإلى الدول الغنية بالطاقة في الخليج العربي – حيوياً لنقل النفط الخام والغاز الطبيعي المسال.
وتحتاج أوروبا إلى شحنات الغاز المسال من أي مصدر متاح لتزويد أسواقها بعد أن أوقفت روسيا معظم تدفقات الغاز عبر خطوط الأنابيب في ظل حربها المستمرة في أوكرانيا.