أعلن رؤساء مؤسسات “صندوق النقد” و”البنك الدولي” و”الصحة العالمية” و”التجارة العالمية” خارطة طريق جديدة بقيمة 50 مليار دولار على وجه السرعة لتسريع التوزيع العادل للأدوات الصحية للمساعدة في إنهاء وباء كورونا الذي دمّر الأرواح وسبل العيش لمدة 18 شهرًا، وأيضًا وضع الأسس لانتعاش عالمي حقيقي، فضلًا عن تعزيز الأمن الصحي، مع حثّ قادة حكومات العالم على تمويل تلك الخطة.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك نظّمته منظمة الصحة العالمية، بحضور مديري صندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة التجارة العالمية لوضع الخطوط العريضة لخريطة الطريق المشتركة الجديدة لإنهاء وباء كورونا ودفع عجلة انتعاش عالمي وسريع حقًّا.
وقال مديرو صندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة التجارة العالمية، في بيان مشترك، إن حكومات العالم يجب أن تتصرف دون مزيد من التأخير أو المخاطرة في ظل الموجات المستمرة والتفشي المتفجر لوباء كورونا، بالإضافة إلى المزيد من متغيرات الفيروسات القابلة للانتقال والقاتلة التي تقوّض التعافي العالمي.
لن يكون هناك انتعاش واسع دون إنهاء أزمة وباء كورونا
وأضافوا: “لقد أصبح من الواضح الآن أنه لن يكون هناك انتعاش واسع النطاق دون إنهاء الأزمة الصحية؛ فالحصول على التطعيم هو مفتاح لكليهما”.
واعتمد البيان المشترك للمؤسسات الأربع على تحليلٍ أجراه خبراء صندوق النقد الدولي مؤخرًا، والذي أكد أن هناك حاجة إلى 50 مليار دولار من الاستثمارات الجديدة لزيادة القدرة التصنيعية للدول والإمداد والتدفقات التجارية؛ الأمر الذي من شأنه تسريع التوزيع العادل للأكسجين والعلاجات والإمدادات الطبية واللقاحات.
ومن شأن ضخ تلك التمويلات أن يعطي دفعة كبيرة للنمو الاقتصادي في جميع أنحاء العالم.
التمويل يولد 9 تريليونات دولار من الناتج العالمي الإضافي بحلول 2025
وأضافوا أن المبلغ المقدَّر بنحو 50 مليار دولار سيضع نهاية للوباء بشكل أسرع في العالم النامي ويقلل الإصابات وخسائر الأرواح ويسرع الانتعاش الاقتصادي ويولّد حوالي 9 تريليونات من الناتج العالمي الإضافي بحلول عام 2025.
وبحسب البيان المشترك؛ أكدت نتائج التحليل الاقتصادي لغرفة التجارة الدولية ومجموعة أوراسيا، تنفيذ الحكومات استثمارًا متواضعًا نسبيًّا، مقارنة بالتريليونات التي تم إنفاقها على خطط التحفيز الوطنية، فضلًا عن خسارة تريليونات الدولارات في الناتج الاقتصادي الضائع نتيجة تفشي الوباء، غير أن العنصر الحاسم في التمويل البالغ 50 مليار دولار هو أنه يحفز بفعالية التلقيح العالمي ويسدّ فجوة المساواة في توزيع اللقاحات.
وقال مديرو المؤسسات الدولية الأربع إن الهدف هو تطعيم المزيد من الناس بشكل أسرع، مشيرين إلى أن منظمة الصحة العالمية وشركاءها في مرفق COVAX حددوا هدفًا لتطعيم ما يقرب من 30% من السكان في جميع البلدان بحلول نهاية عام 2021، ولكن يمكن أن تصل هذه النسبة إلى 40% من خلال اتفاقيات أخرى وزيادة الاستثمار، وما لا يقل عن 60% بحلول النصف الأول من عام 2022.
وحثّ مديرو المؤسسات الأربع الحكومات على العمل بناءً على فرصة الاستثمار لزيادة إمدادات اللقاحات والأكسجين والاختبارات والعلاج.
جولة جديدة من اجتماعات مجموعة السبع
وجاء إصدار البيان المشترك للمؤسسات الأربع مع اقتراب بدء جولة جديدة من اجتماعات مجموعة السبع G7، وبعد اجتماع قمة منظمة الصحة العالمية التي استضافها الاتحاد الأوروبي وإيطاليا التي تترأس مجموعة العشرين.
وقال مديرو المؤسسات الأربع إنه للحصول على مزيد من النتائج بشكل عاجل، يجب التبرع بالجرعات على الفور للبلدان النامية، بالتزامن مع خطط نشر اللقاحات الوطنية، بما في ذلك من خلال مرفق “COVAX”، وهناك حاجة أيضًا للتعاون في مجال التجارة لضمان التدفق الحر عبر الحدود وزيادة الإمدادات من المواد الخام واللقاحات الجاهزة.