أعلن الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، عن نجاح عبور سفينة الحاويات العملاقة MILAN MAERSK بغاطس غير مسبوق بلغ 17.4 متر خلال رحلتها عبر القناة، ضمن قافلة الشمال القادمة من ميناء طنجة بالمغرب والمتجهة إلى سنغافورة.
وأضاف في بيان صحفي أن السفينة كانت بحمولة كلية قدرها 214 ألف طن، والتي تعد سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ القناة، ضمن رحلات العبور غير التقليدية.
وتتبع سفينة الحاويات الدنماركية العملاقة الخط الملاحي “MAERSK”، وتصنف كواحدة من كبرى سفن الحاويات في العالم، حيث يبلغ طول السفينة 399 مترا، وعرضها 59 مترًا، وتستطيع أن تحمل على متنها حتى 19630 حاوية مكافئة، وتعبر القناة بغاطس 17.40 متر، وهو الغاطس الذي يزيد قليلاً على الغاطس المسموح به لمثل هذه النوعية من السفن، وفقاً للائحة الملاحة وقواعد المرور بالهيئة.
وتعد عملية عبور هذه السفينة العملاقة للقناة بهذا الغاطس غير المسبوق حدثاً فريداً وعملية عبور غير تقليدية، سبقتها دراسات دقيقة من قبل إدارتيّ التحركات والتخطيط والبحوث بالهيئة، حيث تم تحديد قيم معاملات العبور الآمن من خلال مركز الأبحاث، تلاها عمل مناورة لمحاكاة تجربة عبور السفينة بمركز المحاكاة والتدريب البحري.
واستلزمت عملية عبور السفينة اتخاذ مجموعة من التدابير والإجراءات الخاصة أبرزها التأكد من استقرار الأحوال الجوية بحيث لا تزيد سرعة الرياح على 15 عقدة أثناء العبور، مع ضمان ثبات سرعة السفينة بحيث لا تزيد على 9 عقدات.
علاوة على تعيين مجموعة من كبار المرشدين والاستعانة بالأجهزة الإلكترونية الحديثة وتطبيقات الملاحة التي تحقق نسبة عالية من الأمان الملاحي، فضلاً عن الاستعانة بقاطرتين من قاطرات الهيئة أحدهما أمامية والأخرى خلفية للمصاحبة والإرشاد خلال الرحلة.
وفي هذا الصدد، أشار الفريق ربيع الى أن نجاح عمليات العبور غير التقليدية المتتالية للقناة يعكس ثقة المجتمع الملاحي بما تتمتع به قناة السويس من مقومات ومزايا ملاحية عززت من ريادتها العالمية لتظل الاختيار الأول والممر الملاحي الأسرع والأقصر والأكثر أماناً لحركة التجارة المارة بين الشرق والغرب.
وأوضح رئيس الهيئة أن مشروعات التطوير المستمرة بالقناة وعلى رأسها مشروع قناة السويس الجديدة عزز من قدرة القناة على استيعاب السفن العملاقة ذات الغواطس الكبيرة لاسيما سفن الحاويات التي تشهد تطوراً سريعاً في ظل اتجاه الترسانات العالمية لبناء السفن الكبيرة لتقليل النفقات التشغيلية والاستفادة من اقتصاديات الحجم.
مشيراً في هذا الصدد إلى جاهزية قناة السويس لاستقبال 100% من أسطول سفن الحاويات عالمياً.
ووجه الفريق ربيع رسالة طمأنة أكد فيها حرص الهيئة على الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للسفن العابرة وبناء روابط قوية مع العملاء وتلبية متطلباتهم بتحقيق التواصل المباشر والفعّال، علاوة على تبني سياسات تسويقية مرنة تواكب التغييرات التي طرأت على سوق صناعة النقل البحري، عبر تقديم تخفيضات برسوم العبور مدروسة بدقة فائقة، تهدف إلى الحفاظ على العملاء الحاليين وجذب خطوط ملاحية لم تكن تعبر القناة من قبل.