تمكنت شركة “أوبر” من تحقيق صافي دخل أفضل من المتوقع بدعم من عدد ركاب قياسي، بعد معاناتها من نقص السائقين الذي تسبب في زيادة الأسعار وطول أوقات الانتظار، بحسب وكالة بلومبرج.
ونجحت “أوبر تكنولوجيز” في رفع عدد سائقيها فوق مستويات ما قبل الوباء، إذ صعد 33% في الربع الثاني مقارنة بالعام الماضي. كما ركزت الشركة على إضافة ميزات ومنتجات جديدة إلى التطبيق بما في ذلك برنامج ركوب المراهقين، والقدرة على حجز رحلات جماعية وتلك المخصصة للضيوف، ورسائل هدايا بالفيديو وخدمة القارب.
حققت الشركة صافي دخل قدره 394 مليون دولار في الربع الثاني، وهو ما تجاوز بكثير توقعات المحللين بتسجيلها صافي خسارة بقيمة 49.2 مليون دولار، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى مكاسب غير محققة في استثمارات الأسهم.
كما سجلت الشركة أول أرباح تشغيلية على الإطلاق وفق مبادئ المحاسبة المقبولة عموماً، بقيمة 326 مليون دولار، بتدفقات نقدية حرة بقيمة 1.14 مليار دولار. وارتفعت الأسهم بنحو 3.7% في تعاملات ما قبل السوق في نيويورك.
التغلب على مشكلة نقص السائقين
قال الرئيس التنفيذي دارا خسروشاهي في ملاحظات مُعدَّة: “تم تحقيق هذين الإنجازين عبر مزيج من التنفيذ المنضبط، وعدد الركاب القياسي، والمشاركة القوية”. وأضاف أن الشركة “في وضع جيد للحفاظ على تحقيق أرباح قوية ومتزايدة”.
توقعت “أوبر” أن يتراوح إجمالي الحجوزات من 34 مليار دولار إلى 35 مليار دولار في الربع الحالي، على أن تتراوح الأرباح المعدلة قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك من 975 مليون دولار إلى مليار دولار، وكلاهما تجاوز توقعات المحللين.
أعلنت الشركة أيضاً أن المدير المالي نيلسون تشاي سيتنحى بدءاً من 5 يناير، وهو ما يمثل واحدة من أكثر التخارجات رفيعة المستوى منذ طرح الشركة للاكتتاب العام في 2019. ويجري البحث عن بديل له.
وقال تشاي في بيان: “عندما انضممت إلى الشركة في 2018، طلبت مني (دارا) قيادة التحول المالي للشركة.. وكما هو واضح في نتائج الربع الثاني، فقد حدث هذا التحول.. أنا فخور جداً بالعمل الرائع الذي أنجزناه جميعاً وأشكر دارا على شراكته”.
شركة أكبر وأكثر نضجاً
يأتي رحيل تشاي الوشيك في وقت تنضج “أوبر” لتصبح شركة أكبر وأكثر استقراراً.
سلمت أعمال “أوبر” إلى حد كبير من معدلات التضخم المرتفعة في ظل استمرار استعداد العملاء لدفع علاوة نظيرة خدمات إضافية، تشمل توصيل الطعام.
وقالت الشركة إن عدد الرحلات، الذي قفز 26% في الربع الثاني، وإجمالي الحجوزات، وعدد السائقين النشطين في وحدة التنقل، كلها سجلت مستويات قياسية.
تضاعف سعر أسهم “أوبر” التي يقع مقرها في سان فرانسيسكو العام الماضي، في تباين صارخ مقارنة ب”ليفت” (Lyft) ، التي كافحت أسهمها في التعافي تماماً من آثار كوفيد-19.
على عكس “أوبر”، تعمل “ليفت” في أميركا الشمالية فقط، كما أنها ليس لديها وحدة لتوصيل الطعام. في وقت سابق من العام الحالي، عينت شركة التنقل بين المدن المنافسة لـ”أوبر” رئيساً تنفيذياً جديداً، وخفضت الأسعار لوقف فقدان الحصة السوقية التي تقتنصها “أوبر”.
استحوذت “أوبر” على 74% من مبيعات سوق مشاركة الركوب الاستهلاكي في الولايات المتحدة بنهاية يونيو، بينما حصلت “ليفت” على 26%، وفقاً لـ”بلومبرج سكند ميجر”.
أوبر إيتس
عندما سحق الوباء الطلب على رحلات الركوب، ساعد قرار “أوبر” بالتركيز على “أوبر إيتس” على اكتساب موطئ قدم في قطاع توصيل الوجبات الذي واصل النمو، حتى مع استئناف تناول الطعام في الأماكن المغلقة. سجلت “أوبر إيتس” أرباحاً بقيمة 3.06 مليار دولار، منخفضة بنسبة بسيطة عن التقديرات، ولكنها حققت صافي أرباح قبل خصم الضرائب والفوائد والإهلاكات والاستهلاك أفضل من المتوقع عند 329 مليون دولار حيث استفادت الوحدة من الإعلانات.
يبدو أن العملاء لم يتأثروا بارتفاع أسعار المواد الغذائية، إذ بلغ معدل تكرار الطلبات أعلى مستوياته على الإطلاق بواقع أربع طلبات شهرية لكل مستخدم، مرتفعاً 8% عن العام السابق.