تعرضت الرحلة رقم NIA 232 التابعة لشركة النيل للطيران، والتي كانت متجهة من الدمام إلى القاهرة، لحريق في منظومة العجلات أثناء الإقلاع في الـ18 من الشهر الجاري، وقام طاقم القيادة بإلغاء العملية وإخلاء الركاب باستخدام منزلقات الطوارئ بنجاح بدون إصابات، وتم إبلاغ السلطات الجوية لبدء تحقيق في ظروف الواقعة.
ماذا لدى التأمين في مثل تلك الحوادث؟
“المال” تواصلت مع محمد الغطريفي، وسيط التأمين، وقال إن حادث الطيران الذي تعرضت له شركة النيل للطيران أثناء إقلاعها من مطار الدمام في السعودية يسلط الضوء على أهمية وجود تغطيات تأمينية شاملة لحماية شركات الطيران والمسافرين.
وأضاف الغطريفي، أن هناك عدة أنواع من التأمين والتغطيات المتعلقة بحوادث الطيران، كالتأمين على جسم الطائرة (Hull Insurance)، الذي يغطي الأضرار التي تلحق بالطائرة نفسها نتيجة للحوادث، بما في ذلك الأضرار أثناء الإقلاع، والهبوط، أو أثناء الطيران.
وتابع أن هناك أيضا التأمين ضد المسئولية العامة (General Liability Insurance)، الذي يغطي المسئولية القانونية لشركة الطيران تجاه الطرف الثالث عن الأضرار التي تلحق بالممتلكات أو الإصابات أو الوفيات التي تحدث نتيجة للحادث.
وذكر أن من أنواع التأمين الخاصة بالطائرات، تغطيات الركاب (Passenger Liability Insurance)، التي توفر تعويض الركاب أو أسرهم في حالة الإصابات أو الوفاة نتيجة لحادث طيران.
وبين أن هناك أيضا التأمين على الطاقم (Crew Insurance)، الذي يقدم تعويضات للطاقم العامل على الطائرة في حال تعرضهم لإصابات أو الوفاة أثناء تأديتهم لواجباتهم.
وأشار إلى وجود كذلك التأمين ضد الحوادث الشخصية (Personal Accident Insurance) الذي يقدم تعويضات مالية للمسافرين في حال تعرضهم لإصابات جسدية أو الوفاة بسبب حادث طيران.
بينما لفت إلى أن التأمين ضد الأضرار الناتجة عن توقف الأعمال (Business Interruption Insurance)، يعوض شركة الطيران عن الخسائر المالية التي تنجم عن توقف عمليات الطيران بسبب الحادث.
كما أفاد بأن التأمين على الشحن الجوي (Cargo Insurance) يغطي الأضرار التي تلحق بالبضائع والشحنات التي تنقلها الطائرة أثناء الحادث.
وفسر أن هناك أنواع تغطيات ضد الحوادث الحربية والإرهاب (War and Terrorism Insurance) التي توفر بدورها تغطيات خاصة للأضرار التي تلحق بالطائرة أو الركاب نتيجة لأعمال الحرب أو الإرهاب.
والجراف التالي يبيين في جانب منه متوسط الخسائر الاقتصادية التي ألحقها الإنسان بالعالم في 2022 و2021، مع متوسط تلك الخسائر في 10 سنوات (2012 – 2022)، وفق بيانات شركة سويس ري لإعاد التأمين العالمية:
التأمين الشامل.. حماية واستمرارية
وأكد الغطريفي، أن التأمين يضمن توفير التعويضات المالية اللازمة لتغطية الأضرار والخسائر، ما يساعد شركات الطيران على التعافي بسرعة، كما يساعد التأمين في تلبية الالتزامات القانونية وتعويض المتضررين، ما يقلل من المخاطر القانونية التي قد تواجهها شركات الطيران.
وشدد على أن التأمين يعزز من ثقة الركاب والشركاء التجاريين في شركات الطيران، حيث يظهر التزام الشركات بتوفير الحماية اللازمة، كما يساهم في تقليل تأثير الحوادث على استمرارية العمليات التشغيلية للشركة، ما يضمن استمرار تقديم الخدمات دون انقطاع.
توصيات وتوعية
وأوصى الغطريفي بوجوب تقييم شركات الطيران احتياجاتها التأمينية بانتظام وضمان، على أن تكون التغطيات متوافقة مع حجم العمليات والمخاطر المحتملة، إضافة إلى التعاون مع وسطاء التأمين ذوي الخبرة، إذ يمكنهم الحصول على أفضل العروض والشروط للتغطيات التأمينية.
واقترح توفير برامج توعية وتدريب للموظفين حول أهمية التأمين والإجراءات الواجب اتباعها في حالة وقوع الحوادث، حتى تتمكن شركات الطيران أن تحمي نفسها وركابها بشكل أفضل، وتضمن استمرارية عملها بفاعلية حتى في مواجهة الحوادث غير المتوقعة.